منحوتات حسام المصري..تشكيلات تجريدية معاصرة

منحوتات حسام المصري..تشكيلات تجريدية معاصرة

ثقافة

الثلاثاء، ٢١ أبريل ٢٠١٥

ريم الحمش
حسام المصري من النحاتين المجددين، يعرف بنشاطه وحيويته الإبداعية ومعارضه المستمرة بخاماته الصعبة التي تلين وتتشكل بين أصابعه في تقنيات بارعة يواكب بها سرعة التطورات الحديثة في شكل ومفاهيم الإبداع الفني المعاصر.
تتميز تجربته بتجريديتها وديناميكيتها خلال توظيفه لخامات من البرونز, المعادن والبولستر إلا أن أنامله حورتها وشكلتها بمعانٍ ودلالات وإيحاءات في جمل جمالية وإبداعية متفردة، فنجده نجح في تحقيق المزاوجة والألفة بين المواد المتناقضة في عمله هذا وأحالها إلى شكل جديد غير مألوف وهو بلا شك يمثل موضوعاً ديناميكياً لما يوحي به من حركة فعلية للشكل على الرغم من سمة التبسيط والاختزال في منجزه النحتي الذي يمثل أحد أساليب الحداثة لجرأة النحّات في الاستعاضة بأطراف معدنية سلكية كما اهتم بعنصر المادة والملمس والفضاء، فحقق الملمس الصقيل وأكد على الفضاء الداخلي المتحقق بفعل الأسلاك وارتفاع كتلة الجسم عن الأرض من خلال الأسلاك الموجودة.
يعتمد النحّات بسلوكه الفني على مرجعية ومصادر عقلية تتعامل مع المفاهيم المجردة، أما الإدراكية التي تتعامل مع القيم الحسية كالمقاس والحركة والشكل والفراغ واللون فهي ذات إيقاع قوي نابض، تجذب العيون نحو نقاط الانطلاق الضوئي
تنقل إليك شحنة من المشاعر الفنية تتجاذب فيما بينها وتدخل المتلقي مجالها، وتنقله إلى فضاء خاص يمتزج فيه الخيال بالواقع، بهذا نجد أن النحات قد طرح مفاهيم معاصرة في الرؤية التشكيلية السورية وهذا ما أمكنه من استشفاف وعيه الحضاري وجعل فنه واسطة تحمل مسؤولية خلق أسلوب حديث تميز بالجرأة والمجازفة لتحقيق قناعاته وفلسفته بينما يقول: أعتبر منحوتاتي تعبيراً عن مكنون الفنان، وفضاءً خاصاً
للتعبير عن حريتي، ومن ثم فهي تمثل مشهداً قابلاً للامتداد والاتساع, فالمدركات الكلية تعتمد بكل تأكيد على ذكريات يكتسبها الفنان عبر تراكم الخبرات الحسية السابقة، فأعمالي تمثل متوالية من حياتي، وتجاربي في التعبير عن مشاعري تشرح خط السير الخاص بي وكيف أبحث عن الهوية السورية المعاصرة في كل شيء، رغم اختلاف فترات تنفيذها.
 يتناول النحّات حسام في أعماله النحتية موضوعات وقضايا ومفاهيم إنسانية واجتماعية وبيئية في تشكيلات معاصرة وبأسلوب يتسم بالتجريدية التعبيرية، وبالجرأة في الطرح حيث الإحساس التعبيري بالهدوء التأملي والتأهب للحركة في الشكل المنحوت، ثم اتجاهه إلى نزعة أكثر تجريداً ورمزية، فأصبحت الأعمال ذات بعدين دون نقلات في التضاريس اعتمد فيها على الخطوط وعلى الثقوب والفراغات الإيقاعية برؤية استنطقها بمعانٍ ودلالات وإيحاءات جاءت في جمل جمالية وإبداعية متفردة تناغمت فيها نظريات الكتلة والفراغ يتركها تبوح للمتلقي بمشاعره ومكنوناته الداخلية، فتمنح المتلقي الدهشة في كل مرة تقع عينه عليها.
استخدم الفنان الألوان في أعماله النحتية كقيمة تعبيرية تساعد على إبرازها للعمل من خلال تأثير اللون على كل من الكتلة والحجم والفراغ النحتي، وهو ما ساعد أيضاً على استخدامه للون كامتداد للقوة التعبيرية للشكل والحجم والفراغ, ولعمل تأثيرات ملمسية متنوعة للتأكيد على السطح وإبراز الإحساس بالظل والضوء لتدعيم الإحساس بالغرابة والغموض في التشكيل النحتي الملون.
 النحّات حسام المصري من مواليد 1984, إجازة في الفنون الجميلة، جامعة دمشق قسم النحت 2009, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين فرع السويداء، له العديد من المعارض الفردية والمشاركات الجماعية وورشات العمل التطوعية وأعماله مقتناة من قبل (جامعة دمشق, مكتب السيدة الأولى- القصر الرئاسي, لبنان )

عالمي...
إبداعات فوتوغرافية
تروي تفاصيل توثق حكايات الذاكرة والمكان
تنقلنا الصورة إلى فترة زمنية لم نعاصرها، لنكتشف زماناً آخر ووجوهاً مختلفة، وتوثق تفاصيل حياتية عشناها، وقد تجسد ذلك ضمن فعاليات المعرض العام 33 لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية معرض التصوير الضوئي الذي انطلق مؤخراً ليكشف لنا إبداعات 6 فنانين ويوثق لنا ما التقطته كاميراتهم من صور وحكايات ومشاهد وثقت الذاكرة والمكان.
ويستمر المعرض إلى نهاية إبريل، حيث تعرض الصور بمقر جمعية الفنون التشكيلية بقلب الشارقة، ويشارك بالمعرض عمار العطار، ريم فلكناز، استبرق عماد، سيف الزري، عبدالله الشحي والفنانة سارة برتي، وتكشف صورهم عن مدى عشقهم للصورة وحرصهم على توثيق تفاصيل الحياة اليومية, وقد شارك سيف الزري بمجموعة صور بعنوان سلسلة الذاكرة لينقل عشقه للذكريات، وهي عبارة عن 100 صورة لأبواب منازل قد تحمل ذكرى في نفس الفنان في الماضي القريب أو البعيد، ويحاول من خلال أعماله تجسيد ذاكرته الشخصية من خلال الأشياء التي يشعر بها، وتتكون أعماله من سلسلة صور تدور حول موضوع واحد، ويقوم بدعم الفكرة من خلال اختيار الأداة المناسبة والإخراج الفني, أما استبرق عماد فقام بتوثيق للناس وهم ينتظرون وسائل التنقل المختلفة من خلال 20 لقطة، وجعل من الصور بطاقات بريدية، حيث ينتظر هؤلاء الناس زوار المعرض ليقوموا بأخذهم والتنقل معهم إلى أماكن ومواقع مختلفة عن طريق البطاقات البريدية, وقدمت ريم فلكناز مجموعة صور تتناول البيئة، حيث التقطت سلسلة من الصور المتنوعة في مكان التموج السرمدي الذي يقع في وديان رأس الخيمة، حيث تمنح هذه السلسلة صوتاً وروحاً لجبال المنطقة، وهي بداية دراسة للحياة القروية الصغيرة في وديان الإمارات, وكانت مشاركة عبدالله محمد الشحي مختلفة، فقد أدخل الفوتوشوب من خلال مجموعة صور التقطها ليضيف ألواناً جميلة على الصورة، ويعطي شكلاً مختلفاً عن الحقيقة، ولاسيما بأنه قام بتغيير إضاءة الصورة ليتحكم بالوقت ويعطي دلالة على الليل أو النهار.