كتاب للدكتور خلف المفتاح يستكشف خيوط المؤامرة ضد سورية

كتاب للدكتور خلف المفتاح يستكشف خيوط المؤامرة ضد سورية

ثقافة

الخميس، ١٦ أبريل ٢٠١٥

في منهجية معرفية وتدليل عقلي مستند إلى مرجعية ثقافية في الفكر السياسي والإنساني اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا وتاريخيا وجغرافيا يستكشف الدكتور خلف المفتاح في كتابه “في الأبعاد الحقيقية للأزمة” خيوط المؤامرة التي حيكت ضد سورية.

وعبر الكتاب يعري المفتاح الأيدي الآثمة التي تورطت بالعدوان على سورية وأوهام وأحلام الدولة العثمانية الأردوغانية الإخوانية متتبعا إرهاصات التآمر التركي وأطماعه القديمة باستعادة السيطرة على المنطقة العربية وسورية على وجه الخصوص بحكم موقعها الجيوسياسي وطبيعة شعبها وبنيته الحضارية.

ويوضح الكاتب أن مصالح حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بإعادة إنشاء الدولة العثمانية تلاقت مع مصالح الغرب ولاسيما المصالح الأمريكية حيث عملوا للتحضير لهذه الحرب المخطط لها منذ سنوات في غزو العقول وتغييرها فكريا وتوجيهها في خدمة المصالح الغربية والصهيوني.

وبين المفتاح أنهم قاموا لذلك الغرض باستخدام الإعلام المستعرب ووسائله الظلامية في ترويج وتضليل الرأي العام داخليا وعالميا و”إثارة النزاعات المذهبية والفكرية والدينية التي استثمرها الغرب عبر سياسة محكمة لخدمة استراتيجياته وحروبه وكان المال النفطي وقود الأزمة الذي أشعل محرقة التطييف والتمذهب التي أرادها المتآمرون على الساحة السياسة والرامية لحماية الكيان الصهيوني وتأمين غطاء لجرائمه المرتكبة بحق الفلسطينيين”.

ويوضح الكتاب إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بمنظومة سياسية واقتصادية تتحرك بتأثير مباشر من اللوبي الصهيوني الذي يخدم الكيان الإرهابي الصهيوني ويتحرك ضد السياسة السورية المتجذرة في بعدها الوطني والقومي والنضالي ومواجهة المحتل والتمسك بالكرامة والأرض والحقوق التاريخية.

ويرى المفتاح أن الغرب وأمريكا يعملون بشكل دائم لتغييب دور سورية القومي والإقليمي وتدمير انسانها وحضارتها نظرا لمواقفها الصلبة والمنيعة وإدراكها للأبعاد والمخاطر التي يمكن أن تحدق بالأمة العربية بما فيها سورية.

وفي كتابه يشخص المفتاح علميا وبشكل واع التاريخ السياسي في الوطن العربي والصراع مع الغرب ومواجهة المشاريع الاستعمارية التي عملت على غرس الكيان السرطاني الصهيوني في جسد الأمة العربية ثم تشكيل أنظمة عربية لتحميه ولتكون أداة لتخريب القوة الوطنية والقومية التي تواجه الاستعمار وتناضل ضده كالنظامين السعودي والقطري.

ولفت المفتاح إلى أثر سورية الكبير على الساحة الدولية بسبب تمسكها بمواقفها الوطنية وتجذر تلك المواقف في وجدان وعقول أبنائها ووقوف نظامها السياسي وجيشها العقائدي في وجه الكيان الصهيوني العدواني ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكي.

وأشار المفتاح في كتابه إلى تلاحم سورية مع شعبها الذي يؤمن بوحدة المصير ومواجهة كل من يهدد وجود وطنه ويحاول أن ينال منه ولاسيما أولئك الذين اشتغلوا في غرفهم السوداء لتزوير الحقائق حول الأزمة في سورية وإقحام العاطفة في علم السياسة لتكون سلاحا ضد سورية.

وأوضح المفتاح أن محاولة الغرب اقحام العاطفة بالأزمة في سورية كان على حساب الواقع والمصالح الوطنية السورية ولا سيما أن الإنسان في نظر أعداء سورية هو رقم لا لون له ولا حضور وإنما يستخدمه الغرب لينهب خيراته.

أما عن الخلاف الأساسي مع الغرب كتب المفتاح أنه خلاف حول جوهر الإنسان وتعريفه فإنساننا في سورية كائن يحق له العيش فوق أرض ينعم بخيراتها لأنه يتعب في تكوينها ويساهم في بناء الحضارة الإنسانية أما الانسان في الفكر الغربي هو عدو لسورية وللإنسانية جمعاء ويجب أن يقدم كل ما يخدم الغرب وأطماع.

وفي الكتاب أيضا أن الأزمة التي تواجهها سورية هي صراع على مستقبل العالم وهي نقطة الصدام لأنها ذات موقع جغرافي وسياسي وتمتلك مقدرة سياسية حكيمة تمثلت بقيادتها وبقوة جيشها وتكاتف أبنائها لافتا إلى إمكانية خروجها من الأزمة بأقرب وقت وقدرتها على كشف الوجوه الزائف.

وكتب المفتاح أن حكومة أردوغان في تركيا استثمرت تنظيم “داعش” الإرهابي ليكون ذراعها العسكري في استهداف الجيش العربي السوري من دون أن تتورط بصورة مباشرة إلا أن الجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم ورطت أرودغان ومن خلفه ودفعت بالأمريكيين لشن حرب إعلامية ضد “داعش” دون التعرض لمنظمات إرهابية أخرى تمارس السلوك الاجرامي نفسه ضد السوريين مشيرا إلى أن هذا الأسلوب الإجرامي سوف تصل ناره إلى عقر كل من يدعمه ويسانده ويحاول أن يجعله أداة لضرب سورية.

استخدم الباحث الدكتور خلف المفتاح في كتابه الصادر عن الهيئة العامة للكتاب والذي يقع في 295 صفحة من القطع الكبير أسلوبا منهجيا دعمه بتحليل سياسي ارتكز على معرفة شمولية تضمنت تداعيات المؤامرة على سورية منذ عهد طويل إلى يومنا هذا.

محمد خالد الخضر