د.نبيل طعمة:كل مظاهر الفساد المتعددة هي نتائج لسلوك انساني مغلوط

د.نبيل طعمة:كل مظاهر الفساد المتعددة هي نتائج لسلوك انساني مغلوط

ثقافة

الثلاثاء، ٧ أبريل ٢٠١٥

استضاف ثقافي ابو رمانة ظهر اليوم ندوة بعنوان /الفساد واثره على الاقتصاد/ شارك فيها كل من الدكتور /نبيل طعمة/ والدكتور /محمد سعيد الحلبي / تضمنت عددا من المعاني التي ترتبط بمكافحة الفساد بشكل منهجي وعلمي وفلسفي.

وقال الدكتور طعمة //ان الحياة بنيت على فلسفة التضاد وصراع الخير والشر ونحن الان أمام واقع سلبي بحاجة لنقف أمامه ونقترب من الحقيقة بعد ان نحلل الظروف التي أوصلت وطننا الى ما نحن فيه وسببت له هذه الازمة والمآساة الاجتماعية التي تحتاج الى مصارحة ومصالحة عبر حوار منطقي يعتمد على الحفاظ على كرامة الوطن //.

وأضاف طعمة.. اننا جمعيا معنيون بالفساد ومكافحته والانتقال الى الحالة الصحية التي نحن بحاجة اليها وذلك من خلال العقل الجمعي الذي يوحدنا ويصل بنا الى اتفاق ان يقبل كل منا ثقافة الاخر بعد ان عصفت بنا الامية الفكرية والثقافية والدينية .
ورأى طعمة اننا أصحبنا نسعى الى العلم على أنه فكر وظيفي نحقق من خلاله الشهادة المقترنة بالتحصيل المادي وهذا وان حقق شيئا من الرخاء فهو يتجاهل الفساد وينشغل عنه لذلك علينا ان نتجاوز ذلك ونسعى الى ثقافة بنيوية تدفع بنا الى تكوين شخصية قادرة على احترام العمل والوظيفة والادارة التي نكلف بها واداء الامانة ومعرفة الفرق بين الخير والشر وبين الدين الحقيقي والبدعة التي تأخذنا الى القتل والدمار .
وأشار طعمة إلى أن “كل مظاهر الفساد المتعددة ابتداء من الرشوة والمحسوبية والابتزاز والوساطة هي نتائج لسلوك انساني مغلوط //سببه نقص المعرفة وعدم الالتزام بتراتبية الدولة مما يسبب الى ضعف الرقابة وتراجع الاقتصاد” فعلينا ان نبدأ من ذاتنا والا نحمل البلد أكثر مما لا يحتمل فجميعنا يتحمل المسوءولية وعلينا ايضا ان نتصالح مع أنفسنا للعمل على بناء أخلاقي يجعلنا أكثر قدرة على الوقوف بوجه الفساد.
وفي محوره أشار الدكتور سعيد الحلبي الى ان الفساد هو نهج وثقافة سلبية وهو الذي يتحدى ويخرب المنظومات الفكرية والاخلاقية والقيمية ويحول العمل من جهد واستمرار وثبات إلى صفقات ونهب وسلب اضافة الى تحويل الاستهلاك من تلبية حاجة بشكل عقلاني الى سفاهة وجرأة على السرقة والنهب و الثروة الى شكل مشوه .
ولفت الحلبي إلى أهمية التزام الموظفين بمهامهم ومسوءوليتهم تجاه موءسساتهم والالتزام بالنقد والتحليل والمراقبة على المستوى الفردي وان يكون كل واحد رحب الصدر أمام ما يوجه اليه لتصحيح أخطائه والاتجاه الى المكان الصحيح وصولا الى الشفافية والنزاهة بصفتهما يجلبان الاستثمار الاقتصادي بنوعيه الداخلي والخارجي .
وفي مداخلتها قالت الاعلامية والكاتبة روز سليمان ان الشخص الذي يعمل على الفساد هو ليس قليل الوعي بل هو مشوه بأخلاقه أما الذي يقبل بالفساد فهو الفاقد للوعي والثقافة والاخلاق .
وأوضح نبيل حمزاوي ان التربية الاجتماعية تلعب دورا بنشوء الفساد وتنميته فالعبث الاقتصادي الذي يدفع به الاهل بيد ابنائهم وصولا الى ضياع علاقاتهم الاجتماعية هو دافع كبير من دوافع الفساد .
في حين بينت منى صميدي ان كثيرا من الفساد الذي تعمل على انتشاره الدول العظمى وصولا الى الحروب سببه عدم التنظيم السكاني والضعف الذي يتخللهم بغية صناعة مجتمعات تتلاءم مع حياتهم ومصالحهم واتجاهاتهم الاقتصادية .