موسيقا لونية و حوارات بصرية في معرض أرض.. حب.. مقاومة

موسيقا لونية و حوارات بصرية في معرض أرض.. حب.. مقاومة

ثقافة

الخميس، ٢٦ مارس ٢٠١٥

ريم الحمش
  أرض.. حب.. مقاومة.. عنوان المعرض المقام في صالة الشعب للفنون الجميلة بمشاركة أكثر من ثلاثين فناناً تشكيلياً، كانوا قد شاركوا في معرض تشكيلي بناء على طلب من الحكومة الفنزويلية في مدينة كراكاس الفنزويلية, يمثل فكرة تحويل الواقع الحالي من خلال الفن التشكيلي إلى واقع جميل, والتواصل مع الإخوة السوريين من خلال أعمال عاشت حالة الصراع بين الخير والشر. حيث تم رصد ريع المعرض لدعم المتضررين من أبناء الشعب السوري خلال الأزمة الحالية.
ضم المعرض أعمال أكثر من 26  فناناً ممن يعشقون الخير والجمال والطيبة وروح الإنسان الحقيقي من مدارس فنية مختلفة، فأبدعوا حباً بوطنهم ودفاعاً عنه. الفنانون هم: د. الياس الزيات، علي الخالد، أحمد أبو زينة، نذير إسماعيل، علي السرميني، حسان أبو عياش، نبيل رزوق، طلال عبد الله، أحمد يازجي، سوسن الزعبي، عهد الناصر رجوب ، محمد أسعد سموقان، إبراهيم الحميد، عبد الله أبو عسلي، أبي حاطوم، سائد سلوم، جهاد موسى، رائد عباس، أنور الرحبي، قحطان طلاع، عبد الناصر الشعال ، فرح الشيخ ، بتول ماوردي، لمى الشيخ، صريحة شاهين.
شارك الفنان عبد الناصر رجوب بلوحتين تمثلان أبو خليل القباني ولوحة تمثل دوامة تجمع البشرية عبر حركة تعبر عن التلاقي حول مفاهيم مطلقة على سطح الأرض وهي عبارة عن لوحة انطباعية يعمل عليها عبر التكثيف اللوني والتبسيط الشكلي لتأتي استمراراً لتجاربه وتمريناته البصرية المميزة التي طالعنا بها بتعبيراته البصرية على مستوى الإيقاع اللوني وحيوية التكوين.
الريف والبيئة الشعبية والبيوت الدمشقية القديمة حضرت في أعمال الدكتور نبيل رزوق عبر تقنية الشاشة الحريرية أو الطباعة المسامية محققاً البساطة والشفافية من خلال حوار مفتوح تتبادل المساحات طاقتها التعبيرية في مساحة السطح التصويري, أما الفنان سائد سلوم فشارك بلوحة واحدة تمثل الارتباط بالواقع والحياة والمتغيرات والمتحولات الجمالية في اللوحة على الصعيد الفكري المعاصر
عبر احتدامات المادة مع إشعاعات الفكرة التي ينطوي عليها حلم التعبير بإشراقاته الصوفية والتماعاته الحسية المتفردة, كما شارك الفنان حسان أبو عياش بلوحتين عكستا أسلوبه الذي يجمع بين الأسلوب التكعيبي والخط العربي، وهو عبارة عن مكعبات منطلقة في الفضاء وتحوي زخارف عربية على السطوح بألوان مشعة بطاقة ضوئية فرحة وصريحة على درجة عالية من الإتقان والحرفية, كما اختار الفنان عبد الناصر الشعال الخيل رمز الكرامة والعزة والكبرياء، ليبحر بريشته في جماليات الخيول العربية الأصيلة، ويضعها في أكثر إبداعاته الواقعية والانطباعية التي تكشف عن وشائج وحركات يجسدها الظل والضوء، محققاً بذلك دعوته من خلال أعماله بالتمسك بأخلاق الفارس النبيل.
عبد الله أبو عسلي من مواليد السويداء، خريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق, قسم التصوير الزيتي, يقدم لوحته المعبرة عن البيئة والطبيعة في السويداء بأسلوب واقعي, يملأ لوحته بالألوان المنسجمة ما يضفي عليها الحيوية والجمالية, ويعتبر المدرسة الواقعية أساس الفن منذ عصر الإنسان الأول الذي قدم رسومه ليعبر عن نفسه بأسلوب مفهوم ومباشر على جدران الكهوف.
وفي لوحته التجريدية قدم الفنان أحمد أبو زينة أحاسيس مضطربة اعتمد فيها على اللون وطاقته التعبيرية في لفت انتباه المشاهد, والاستفادة من اللون ونقيضه في بعض المناطق كما ناغم بين اللون ومجموعة التدرّجات له من خلال اقترابه أو ابتعاده عن مصدر الضوء, بما يسهم في خلق التفاعل والانسجام اللوني بين ذاته و العمل المرسوم, بينما تشارك الفنانة صريحة شاهين بلوحة تحت عنوان: نظرة أمل تجسد وجهاً سورياً يحمل نظرة الأمل نحو مستقبل أفضل, اعتمدت فيها على التبسيط والاختزال في الرسم لمصلحة التعبير, وهي تعتبر الفن التشكيلي تجربة جميلة تخوضها في عالم الحرية المطلقة للتعبير عن كل ما تود قوله بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى عالم الواقع المحدود، ورسالة مفتوحة تتحدث عن حالات إنسانية مختلفة على صعيد كل الأزمنة ومصاغة بواسطة الألوان وأشكال واضحة أو تجريدية متكسرة هندسياً،  ليس هذا فحسب بل يُعد الرسم متنفسها الوحيد والحقيقي لمحاولة الانتقال من عالم الواقع الرتيب إلى عالم الألوان والأحلام السابحة في فضاءات واسعة ومطلقة.
عالمي ...معرض ثريا عبيد بعنوان الجسد والروح
افتتحت صالة غاليري إكزود معرضاً فردياً للفنانة التشكيلية ثريا عبيد بعنوان الجسد والروح "Body and Soul" تضمن مجموعة من باكورة أعمالها عبر باقة من لوحات زيتية وأخرى اكليريك، لوحات موزاييك، رسم على سراميك وقطع من الفخار المشغول بحرفية.
تبسط ثريا عبيد ألوانها وتمدها بشفافية ضوئية  رقيقة الرؤية لتبدو تصويراتها التجريدية شبحية الضوء. أو كأنها سابحة في مخيلة ترمز للواقع، وتتجرد من الخيال في تضاد مضموني متلازم مع الأسلوب الغارق في تناقضات تتوافق وتتنافر مع الألوان الحارة والباردة،  فالعفوية البارزة  في الخطوط اللونية السائلة  والمتشظية عشوائياً ضمن جماليات اللون الذي يتعارض مع التصوير والتجريد، والتعبير منحت الحسّ الفني استفزازات بصرية، لتبحث الحواس عن الذات التي وضعتها ثريا عبيد  ضمن رمزية الأنا أو الفتاة الراقصة على إيقاع اللون لتخلق نوعاً من تضاد يؤسلب لوحاتها العشوائية، بل يجعلها ضمن لونيات تحمل روح الفراشات الربيعية الراقصة مع الضوء، والذي يتولد عنها إشراقات تعتمد على تفتيح اللون، وعلى اتساع المساحات الضيقة المتماوجة بحسب طول الموجة  اللونية وقصرها، فريشتها المشبعة بالألوان تبث الأمل في نفس الرائي بسحر الفرح المسيطر على لوحاتها بشكل عام.