أمنيات...عالم تشكيلي يتنفس ألوان الحياة

أمنيات...عالم تشكيلي يتنفس ألوان الحياة

ثقافة

الأحد، ١٥ مارس ٢٠١٥

ريم الحمش
بمشاركة أكثر من /25/ فناناً جمعهم حبهم للفن، ووحّدهم إيمانهم بأن الفن رسالة نبيلة. افتتح في المنتدى العراقي بدمشق معرض تشكيلي خيري بعنوان /أمنيات/ ضم أعمالاً فنية تتنوع بين الرسم والنحت والتصوير الضوئي, والمشاركون في الرسم هم : نذير بارودي، عاصم زكريا, موفق مخول، فؤاد أبو عساف، بشير بشير, فداء منصور, نور الأبرص، نور الكوا، تيماء حسو, شيراز صقر, ناهد الصفدي، نور قضماني, رامي أبو اسماعيل، مانويلا صبح, أحمد الخطيب, أيهم حمادة، أحلام زراع، هناء القلعة، هبة العظم، لوريس دبوس, ربى الشربجي, أما التصوير الضوئي: بسام الهواري، محمد كناكرية، رامز منزلاوي، أريج نكد، رزان الشربجي، نور عابورة، رهف الجلاد، معتز موعد، وأسماء الدوس.
منظمة المعرض نور الأبرص قالت: إن المعرض جمع تجارب الفنانين الكبار والخريجين الشباب فكل منهم شارك بعمل أو عملين في مجالات التصوير الضوئي والزيتي إضافة إلى النحت, وما يميزه أن ريعه سيعود إلى جمعية الإحسان التي تختص برعاية المهجرين والمحتاجين داخل سورية, وتبين بأن هدف المعرض إظهار إبداعات الرسامين الشباب، حيث كانت لوحاتهم تنم عن نضج فني كبير وحس إبداعي راقٍ, وكانت فرصة لهم للقاء كبار الفنانين والحوار معهم والتفاعل مع الجمهور وشرح فلسفتهم الفنية وإيضاحها لهم, وعلى أن يكون المتلقي والجمهور داخل اللوحة لا خارجها وقريباً منها، بمعنى أن يستشعر نبضها وعالمها بحسه، وبتلقائيته وهو ما يجعل من الفنون التشكيلية في نظره إحساس بالعالم قبل كل شيء.
ضم المعرض العديد من اللوحات تتحدث عن تعبيرات تشكيلية تنتصر للفن, وتمثل الطابع الذي يميز كل فنان من الفنانين المشاركين، بتيارات فنية مختلفة عن بعضها بعضاً, وتندرج ضمن المدارس التعبيرية..الواقعية..التجريدية والانطباعية ما يلقي ضوءاً على تنوع التجربة التشكيلية في بلادنا بما يعكس العلاقة بين ما ترسمه اليد وما تشاهده العين.
من أهم ما قدمه هذا المعرض أعمال الفنان التشكيلي عاصم زكريا الذي اختار دمشق القديمة حيث الحكايات اللامتناهية والحقائق ذات البعد الإنساني، تدعوك اللحظات أيضاً أن تكون أكثر قرباً ممن أوجد هذه اللوحة الفنية بريشته، بفكره، وبحسه الفني وذوقه الرفيع، لتكون أكثر حضوراً معه تتجاذب أطراف الحديث معه بكل يسر وشفافية، كما نقترب من لوحات الفنان نذير البارودي بشغف المتأمل
لأي لوحة فنية تشكيلية، فتجد الخيال الخصب في تناوله للأشياء أي التقاطه للعناصر وتطويعها في إطار محدد بمنظور ينم على قدرته على ترجمة ما يشاهده بكل سهولة على سطح اللوحة البيضاء لتتحول إلى عمل فني فريد، حيث حملت اللوحة الأولى اسم طرب، فيما صور في الثانية الأعمال اليدوية والحرف التي تمتاز بها دمشق، وعبر في الثالثة عن الكناس القديم الذي كان يهتم بالبيئة وينظف الشوارع، لذا نجد أن الفنان يختلف في نظرته للأشياء عن الإنسان العادي سواء في زاوية الرؤية والتأثر من المشهد الذي قد يثير فضوله ويحركه لبلورة تلك المشاعر وترجمتها للوحة وكل هذا يتطلب قدرات غير عادية لنسج هذا المشهد الذي كونه الفنان في لوحته.
أما الفنانة نور الكوا من مواليد 1990 خريجة كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية، فلها مشاركات عديدة في المعارض المحلية, وتم اقتناء العديد من أعمالها في سورية, لبنان, ودبي, وهي من الفنانات الطموحات، تحاول التوغل في سبر أغوار جوهر الإنسان والطبيعة برؤى مثالية وعبر خاصية علاماتها الفارقة في معالجات رسمها للوحاتها الفنية التي تتمحور بشكلها الطبيعي والتصويري راسمة مشروعية حلمها الإبداعي بأجمل اللوحات حيث الحلم مداها يتسع بجوهر مضمون محتوى معالجاتها التشكيلية، موزعة مقدراتها التقنية من ضوء وظلال وخطوط ببراعة يد فنانة ونظرتها الثاقبة بكامل النسب الذهبية لتوازنات إيقاعية وجمالية متجانسة بإيحاءاتها وألوانها النقية التي تلقي خطابات التحدي من على منابر لوحاتها مانحة المتلقي رؤية جديدة لم يتعود على رؤيتها من قبل.
 وتحت عنوان أمنيات شاركت الفنانة التشكيلية الشابة نوار توتنجي بعمل واحد يمثل لوحة أنجزت بالألوان المائية تمثل امرأة تحمل في داخلها الأمل والطموح والتفاؤل، لأن الفن من وجهة نظرها يعتمد على إحساس الفنان وأفكاره من الدرجة الأولى بغض النظر عن طبيعة هذه الأفكار, فيما اختارت الفنانة التشكيلية ربا اللحام المشاركة بعمل واحد عن الطبيعة الصامتة، وعبرت فيها عن ذبول الورد في محاولة للتعبير عما يجري في بلادنا, بينما قدم الفنان معتز العمري لوحتين بأسلوب الغرافيك تعبر عن الأمل والتفاؤل والحياة الجديدة بعيداً عن الحروب والدمار, وهو خريج أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين فرع سورية..عضو مؤسس في تجمع فناني فلسطين، مارس الحفر في مرسم الفنان مصطفى الحلاج وشارك في طباعة لوحته الجدارية, وهو مشارك دائم في معرض يوم الأرض له مشاركات عديدة في معرض الربيع ومعارض أخرى.. كذلك قدمت الفنانة التشكيلية أحلام زراع بعمل اكر ليك على قماش، ويمثل الطبيعة معتبرة أن الرسم هو إعادة هوية للأشياء وإعادة تشكيل لها وهي حاولت عبر لوحتها إحياء فكرة تساقط الثلج المرتبط بالحياة والتفاؤل, وليس المعاناة, واعتبرت أن المعرض يمثل فرصة لتعارف الفنانين على بعضهم والاطلاع على أعمالهم.
الفنانة لوريس دبوس خريجة مركز أدهم اسماعيل, تقول: أعتبر ريشتي وألواني أصدقائي في كل وقت, عندما أكون في فضائي الخاص لينطلق إلهامي الذي يجعلني في غاية الاندماج مع اللوحة إلى أن أنهيها وأعبر فيها عن فكرتي، التي أرغب في توصيلها إلى المتلقي.