الدكتورة نورا أريسيان في البحث والترجمة: وجدت في المصادر السورية عن الإبادة الأرمنية ما يكفي لإقناع العالم

الدكتورة نورا أريسيان في البحث والترجمة: وجدت في المصادر السورية عن الإبادة الأرمنية ما يكفي لإقناع العالم

ثقافة

الاثنين، ٢ مارس ٢٠١٥

نبوغ أسعد
الدكتورة نورا أريسيان باحثة ومترجمة عن الأدب الأرمني، ولدت في دمشق عام 1967 وتابعت دراستها في مدارسها، ثم تخرجت في كلية الآداب جامعة دمشق قسم اللغة الفرنسية، ثم حصلت على شهادة دكتوراه في التاريخ الحديث من أكاديمية العلوم الوطنية في أرمينيا. عملت لدى سفارة جمهورية أرمينية في دمشق كمديرة مكتب السفير ومترجمة حتى عام 2006 ومسؤولة شعبة اللغة الأرمنية في المعهد العالي للغات بجامعة دمشق وهي مازالت مترجمة معتمدة في المحافل الرسمية.
نشرت العديد من المقالات والأبحاث في الصحف العربية والأرمينية، كما شاركت في عدد من الندوات والمؤتمرات المتعلقة بقضايا تاريخية أرمينية في لبنان والأردن ومصر والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وأرمينيا. وانتسبت إلى اتحاد الكتاب العرب عام 2007 لتكون أول عضو نسائي أرمني في الاتحاد وهي عضو جمعية الترجمة.
وفي حوار للأزمنة قالت : أنا أهتم بالترجمة عن التاريخ والأدب، فنقلت إلى العربية عراقة أرمينيا وحضارتها وتاريخ كرباخ، ولقد أغنت الموسوعة السورية العربية بمقالات عديدة عن أعلام الأدب الأرميني من شعراء وكتاب وروائيين، ومنهم الروائي والكاتب هاغوبارونيان والشاعر هو فانيس شيراز والشاعر بارويير سفاك، وقمت بتغطية كافة الأجناس الأدبية للموسوعة الأدبية في سورية فكنت مهتمة بالمثاقفة بين الأدب العربي الأرمني وعلى وجه الخصوص السوري.
وقالت الدكتورة نورا أريسيان : إن أكثر ما استفدت منه في إناء ثقافتي هو أنني وجدت في المصادر السورية عن الإبادة الأرمنية ما يكفي لإقناع العالم بما فعلته الأيدي الآثمة من قتل وتنكيل بالأرمن أيام الحكم العثماني، فبدأت من الصحافة السورية التي صدرت بنهاية القرن التاسع عشر، وقضيت سنوات بمكتبة الأسد، فهي صرح يزخر بمواد غير مدونة حتى الآن عن قضية الإبادة الأرمنية وهي كنز مما يجعل سورية تحوي أهم أرشيف عن تلك الإبادة الغاشمة، لأن الأراضي السورية كانت شاهدة على ما فعله القادة العثمانيون آنذاك من مذابح حاولت أن تطول كل الشعب الأرمني وإن رجال الصحافة السورية سجلوا بشرف تلك المشاهد المؤلمة وهذا ما استطعت أن أرصده منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى بدايات القرن العشرين.
وقالت الكاتبة الأرمنية أريسيان: لم تقتصر الصحف السورية آنذاك على نشر ما كان يدور على أراضيها أيام الاحتلال العثماني داخلها فقط بل رصدت الصحف السورية التي تصدر في المهجر كل ما جرى كالتي صدرت في فرنسا والبرازيل وغيرهما.
-    وكتبت الدكتورة نورا أريسيان مئات المقالات عن الإبادة الأرمنية التي وصفت قوافل الأرمن الذين وصلوا إلى سورية وتابعهم العثمانيون ونكلوا بهم وقتلوا كثيراً منهم، حيث اعتبرت أنه لا يوجد أنزه من الصحافة السورية في العالم العربي كان مصدراً لها ومعيناً
وإن أهم ما روته الدكتورة نورا للأزمنة :
لقد شارك الأرمن السوريون في الحياة النيابية فتفاعلوا معهم وتعايشوا كأصدقاء وإخوة، ولقد رصدت في كتابي النواب الأرمن في المجالس النيابية السورية بشكل توثيقي مشاركات النواب الأرمن في كافة المجالس النيابية التي تتالت في سورية، ومن خلال خطابات النواب واقتراحاتهم الواردة في المحاضر نستشف مدى اهتمامهم بالقضايا التي تمس المواطن السوري ليس فقط في إطارهم الأرمني، بل بكل ما يتعلق من قضايا تمس محافظاتهم ومناطقهم، وذلك من خلال نقل هموم الشعب أو شكاواهم إلى المجالس لدراستها وإيجاد الحلول المناسبة واتخاذ القرارات المناسبة وطرحها أمام الوزارات المعنية.
كما قالت الكاتبة والمترجمة نورا أريسيان: لقد درست الشخصيات الأرمنية وأثرها في الرواية العربية والسورية ومن هؤلاء الروائيين الذين ظهرت القضية الأرمنية في كتاباتهم حنا مينه وعبد السلام العجيلي وعبد الرحمن منيف. فكانت الشخصية الأرمنية واضحة في كتاباتهم بما تمتلكه من عراقة وحضارة ونقاء