معرض قمح.. الجمال من تحت الركام

معرض قمح.. الجمال من تحت الركام

ثقافة

السبت، ٢٨ فبراير ٢٠١٥

ريم الحمش
تجمع ستة عشر فناناً تشكيلياً شاباً من خريجي كلية الفنون الجميلة لعام 2014 في صالة الشعب للفنون الجميلة ليقدموا ضمن معرض حمل عنوان : قمح أعمالهم المتنوعة التي تمثل تجارب متنوعة وغنية بمضامينها الفنية وتقنياتها المتعددة وتعالج بأساليب واقعية وتعبيرية وتجريدية واقع الإنسان بمختلف حالاته في ظل ما يحدث حالياً في سورية، حيث شمل المعرض عشرات اللوحات والأعمال الفنية بين نحت، تصوير زيتي وغرافيك عكست مهارة ومواهب الفنانين من الشباب الخريجين وهم من قسم التصوير الزيتي : زها محمد, عبيدة زريق, زينة تعتوع, تمارا نهار, إيمان نوايا ,هبة إبراهيم، وقسم النحت كل من : بيلسان دياب, كنانة صبح, عمار خزام، ميسم مليشو، أما قسم الغرافيك فيضم: صبحي ريا, إيلاف سليمان باسل زغيب، راما السمان، علي العايق، دينا عيد.
وقال عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة: إن الهدف من تنظيم هذا المعرض، مساعدة الفنانين الشباب في الوصول للجمهور وتعريف الناس عليهم من خلال إبداعاتهم، وخلق نوع من التآلف البصري وتبادل الخبرات بين الفنانين المشاركين في المعرض بالإضافة إلى التواصل بينهم وبين الجهات المهتمة والتي يمكن أن تأخذ بأيدي الفنانين الشباب ومساندتهم بتقديم كافة سبل الدعم للفنانين الشباب، ضمن إمكانيات الوزارة.
معرض جسدت أعماله الإبداعية حالة الوطن
عن سبب تسمية المعرض قال الفنان صبحي ريا خريج قسم الغرافيك وأحد منظمي المعرض: إن القمح يرمز للخير والعطاء والوطن والأرض والأمل وهم كفنانين شباب أرادوا أن يعبروا عن الأمل الذي بداخلهم في ظل الأزمة الحالية من خلال هذا المعرض المتنوع بأعمالهم وأساليبهم وتقنياتهم كحبات قمح في سنبلة واحدة.
شارك الفنان ريا بثلاثة أعمال بعنوان ثلاث سنوات يحكي فيها عن الأزمة وقال عنها: أردت من خلال هذه اللوحات أن أقدم الجمال من تحت الركام بتقنية الشاشة الحريرية والطباعة الحجرية في العمل ذاته وطباعة اللينينيوم في غيره, فنرى في أعماله فناناً واثقاً ومطمئناً، معتمداً في أطروحاته على الجمالية التشكيلية بأسلوب تعبيري يقترب من التجريد بإحساس صادق ليقرأ المتلقي لوحات تشكيلية مميزة بإشراقات الأمل والحب, كما تقترح الفنانة هبة إبراهيم لوحاتها الأكثر تعبيرية فترى في فضاءاتها وجوه بين الخطوط المتشابكة وتبقى هذه الوجوه الآدمية في مختلف وضعياتها وجوهاً قلقة..غاضبة.. حزينة أحياناً أخرى، إنها وجوه تعبر عن القلق الإنساني بأسلوب مميز جمعت بين تعبيرية الوجه والخط واللون في منظومة جمالية متكاملة تخترق مشاعر المتلقي لتسكن عقله ووجدانه.
 بيلسان دياب خريجة قسم النحت شاركت بعملين نحتيين بحجم كبير لأنثى ورجل عاريين بخامة البوليستر، فالجسد لديها بجميع أحواله وحالاته المختلفة أو مفهوم الازدواجية، يعكس مفاهيم مختلفة وأسئلة فلسفية كثيرة متداخلة تحوم حول الإيقاع والرقص والجمود والسكون وتناوب الحركة أساسها الخط المتموج والشكل الراقص وتنضيد الألوان في حياكات مختلفة وأحجام متناغمة أرادت منهما إيصال فكرة عن بقاء الإنسان وتطوره من الداخل للخارج.
الفنان الشاب علي العايق أحد المنظمين للمعرض وخريج قسم الغرافيك قدم ثلاثة أعمال تحكي عن معاناة المرأة من خلال أسلوب تعبيري قوي وسلس في الوقت ذاته بعيداً عن الصدمة للمتلقي وبتقنية الشاشة الحريرية وطباعة اللينينوم والطباعة الحجرية.
راما السمان خريجة الغرافيك، ومن منظمي المعرض شاركت بثلاثة أعمال أحدها بتقنية المونيتيب بطبعة وحيدة على الزجاج ومن ثم بتقنيات مختلفة رسم مباشر على الورق واللوحتان الأخريان بتقنية الطباعة الحجرية وقدمت في هذه اللوحات موضوع المايسترو بأسلوب تعبيري يعكس الإحساس بالموسيقا وبالأشخاص, وشاركت دينا عيد خريجة قسم الغرافيك بثلاثة أعمال بتقنيات طباعة اللينينيوم والطباعة المعدنية والطباعة المعدنية والحجرية وبأسلوب تعبيري واقعي يعكس حالات المرأة الشرقية المتمردة بجسد عار ضمن فضائها الخاص واتسم أسلوبها في هذه الرسومات بالرشاقة وحريرية الخط وعذوبته.

الشابة إيلاف سليمان خريجة غرافيك قدمت ثلاثة أعمال بتقنيات الطباعة المعدنية والحجرية وطباعة الماكيت وعن هذه التقنية الخاصة قالت: إن هذه التقنية تمكن من الاستفادة من عدة خامات مثل الأقمشة والأسلاك المعدنية لتستخدم في الطباعة في تقارب مع الكولاج.
وقدم الفنان الشاب باسل زغيب خريج غرافيك ثلاثة أعمال هي جزء من مشروع تخرجه الذي يحكي عن انطباع الحلم أو الرؤية الإنسانية بأسلوب تعبيري واقعي يجمع بين عناصره الظل والنور مع مسحات سوريالية لبعض الأعمال بإيقاعات
تهدأ حيناً وتثور حيناً آخر.
أما الفنانة الشابة زينة تعتوع فشاركت بعملي تصوير قدمت من خلالهما رؤيتها لعزلة المرأة فاختارت تعابيرها بانسجام دافئ بتقنية قريبة للاسكتش القائمة على الاختزال في الخطوط والألوان مستخدمة ألوان حبر الجوز والباستيل والأكريليك والكولاج في أحدها, تلعب فيه الفرشاة دوراً أساسياً وكأنها ممثل على خشبة المسرح تدير حركة ممثليها من ألوان ورموز, وتقول:
أرسم اللوحة لا لتكون زينة تحلي الصالونات إنني أحاول إبراز الشعور الذاتي الذي ينتابني من خلال انفعالاتي العنيفة على سطوح القماش، فأنا أحاول تعميق الصلة بيني وبين لوحاتي من خلال عدة ضربات تعبيرية وتلخيص هذا الكائن وإبراز مكنوناتي الداخلية بوضوح تام.