بين السرد اللغوي والشعر..علي العبيدي لـ"الأزمنة": في دمشق ملكت حريتي الشخصية والثقافية!!

بين السرد اللغوي والشعر..علي العبيدي لـ"الأزمنة": في دمشق ملكت حريتي الشخصية والثقافية!!

ثقافة

الجمعة، ٢٧ فبراير ٢٠١٥

نبوغ أسعد
تمكن من موهبته فأغناها وقدّم إلى العربية أسلوباً شعرياً ماتعاً لم يخرج عن الأصالة، حتى كللته العاطفة بثوب تاريخي كما مكنته من التعامل مع الأدب في كثير من التحولات النقدية والثقافية بشكل لائق. في حديث خاص لـ"الأزمنة" يقول الشاعر والناقد العراقي الدكتور علي العبيدي: "بدأت علاقتي الحميمة مع الأسلوب الأدبي بعامة منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي في مدينة بائسة صغيرة هي ناحية الإسكندرية التابعة لمحافظة بابل حين وجدت نفسي أكتب نصاً جميلاً في مادة الإنشاء أو التعبير، وهذه الجمالية المتواضعة أسّست لها إرهاصات المراهقة والتي جلبت انتباه المعلمين في نهايات دراستي الابتدائية والمدرسين في بداية دراستي المتوسطة ومن هؤلاء المدرسين الشاعر العربي العراقي مظفر النواب الذي درّسني مادة اللغة العربية في مدرسة متوسطة الفجر الواقعة في الكاظمية شمال غرب بغداد ثم تحولت إلى بغداد عام 1960 وكان الشاعر مظفر النواب يباهي بي بين الطلاب". وعن علاقته بالأدب يضيف علي: "بدأت مشواري مع الأدب بشكل عام في كتابة القصة القصيرة وقبلها كانت عندي محاولة لكتابة الرواية وبالفعل كتبت رواية من وحي حالة عشتها مع إنسانة في أيام المراهقة وفي مطلع الستينيات أحسست بميل غريب وكبير إلى كتابة القصيدة متحولاً بشكل مفاجئ وسريع من كتابة السرد اللغوي إلى الشعر فتابعت كثيراً من المهرجانات الأدبية والشعرية كمهرجان الشعراء العرب في بغداد ثم نشرت في جريدة الأنباء الجديدة في منتصف الستينيات".
يعتبر الدكتور العبيدي من مؤسسي رابطة الأدباء الناشئين العرب في بغداد، انطلاقاً من مبدأ تأسيس رابطة أدبية تُعنى بشؤون الإنتاجات الأدبية للشباب الناشئة في الكتابة: "بعد ما وصلنا أنا ومجموعة من أصدقائي إلى ما وصلنا عليه من كتابة في الأدب وأجناسه كانت فكرتي في تأسيس تلك الرابطة، وقد أردت أن يكون التأسيس على مستوى الوطن العربي، وكنت أرغب دائماً أن يكون كل نشاط ثقافي بأفق عربي انطلاقاً من انتمائي العربي وحبي لكل جهد يقام تحت ظل الوحدة؛ فاقترحنا عناوين كثيرة لهذه الرابطة حتى انتهينا إلى عنوان رابطة الأدباء الناشئين العرب التي تشرفت برئاستها انتخاباً على مستوى الأقطار التي تأسست فيها فروع للرابطة". وعن التواصل مع الأدباء الشباب العرب يوضح العبيدي: "ساعدنا عملنا الوظيفي في استخدام الآلة الكاتبة لتهيئة بيان موحد يعلن فيه ماهية الرابطة وأهدافها ونشاطاتها وارتباطها بالوطن العربي وشرعيتها حيث قام بدور طبع نص البيان جاسم الشمسي الذي كان موظفاً في دائرة زراعة بغداد ثم تم إيصال البيان إلى كافة الملحقيات الثقافية بسفارات الأقطار العربية والتي قامت بإرساله إلى جهات ثقافية داخل الأقطار العربية كما نشرته مجلة الأسبوع العربي ثم كانت نقطة البداية". وعن التشجيع الذي تلقوه حينها من قبل شعراء أو كتاب كبار يضيف: "كدنا أن نتحول إلى ثلة محتالين ومدّعين أو مراهقين لولا التفاتة الشاعرة الكبيرة الراحلة الدكتورة نازك الملائكة التي اهتزت لهذا الاصطفاف الذي لا مبرر له لإجهاض طموحات شباب أرادوا أن يكون لهم دور في حركة الأدب في بغداد فكتبت مقالة تاريخية نشرتها في مجلة الأقلام العراقية وكانت تحت عنوان نعم للأدب الناشئ فلم لا يكون لهم كيان إلى جانب شيوخ الأدب". أما بخصوص تجربته الشعرية في سورية يحدّثنا الشاعر: "بعد أن وصلت إلى مرحلة النضوج الشعري دفعتني الظروف للمجيء إلى دمشق حيث ملكت حريتي الشخصية والثقافية واندمجت بالوسط والمؤسسة الثقافية في حاضرة العرب دمشق الشام ولم تكن إصداراتي الأدبية قبل مجيئي إليها تتعدى ثلاثة إصدارات كانت في بغداد قبل عام 2004 إلى أن جئت إلى سورية البلد الملاذ وكانت فترة فوران الشعر عندي وفيها أصبحت عضواً في اتحاد الكتاب العرب إضافة إلى أنني عضو اتحاد الكتاب العراقيين قبل الاحتلال وعضو نقابة الصحفيين وعضو اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين وفي هذه البيئة العريقة صدر لي في مجال الشعر والنقد "قمر على أسوار الظلمتين",  و"مخاض القوافي"، و"وبعد الذي حدث". أما في مجال النقد "الرواية العربية في البيئة المغلقة" و"الموسيقا وشعر الحب في الفكر الصوفي". وكتب أخرى تحت الطبع ومازلت أعيش دمشق وتعيشني وأكتب فيها ما أحس وأشعر بكل فخر واعتزاز".