“صباح الياسمين صباح الغاردينيا” مجموعة قصصية للدكتور هزوان الوز

“صباح الياسمين صباح الغاردينيا” مجموعة قصصية للدكتور هزوان الوز

ثقافة

الأحد، ١٥ فبراير ٢٠١٥

“صباح الياسمين صباح الغاردينيا” نمط جديد في عالم القص الأدبي حاول عبره مؤلف المجموعة الدكتور هزوان الوز أن يبتكر أسلوبا جديدا في صياغة التعبير الدرامي في القصة القصيرة فاعتمد الحدث محورا وأساسا ثم جعل طرائق السرد مختلفة في حواراتها دون أن يهمل العاطفة.
وعبر المجموعة تمكن الوز من خلق رابط حميمي بين عالم القصة والمتلقي أو القارئ من خلال استعارة الياسمين والغاردينيا وصياغة الأحداث ليربط بين دمشق وأرواح شهداء سورية.
يحاول الوز أن يكون نسيجا فنيا جديدا فيجعل لغة الحوار بغاية الرشاقة والتنوع فيحكم ربطها ويترك للقارئ حرية التخيل والتحليق لجعل الوطن غاية سامية في ذاكرته لتقف قصص بجانب الإنسان ترد عنه الظلم وترفض أن يكون خانعا ثم تتمرد على الشر وتنشد العدالة كما جاء في قصة “رشا والعصافير” التي رفلت بهذه
المخلوقات الصغيرة رمز الحب والفرح والأمل.
ويعتمد القاص على الرمز والدلالة فيحول الرمز إلى واقع منطقي يخاطب عبره الإنسان كما جاء في قصة “لوحة تبكي” التي كانت حربا على الأنانية ودعوة للحب والإنسان من خلال اعتماد الكاتب على الأنا المتكلمة في السرد وفي تحريك الحدث ليعطي لوحة فنية ومسؤولا إداريا دوري البطولة الايجابية والسلبية بالقصة التي
عالجت واقعا إنسانيا.
وأحيانا تتسرب الرواية والمسرحية والقصة في حركة الشخوص وفي إدارتهم بأسلوب فني بارع يمزج بين السهولة والامتناع ويؤدي تعابير متماسكة تربطها الحروف والأدوات عبر تشكيل فني يتلاءم مع النطق الإنساني وعاطفة القارئ كما في قصتي “حكايات البغال” و”صباح الياسمين صباح الغاردينيا”.
ويريد الكاتب في قصصه أن يقدم لوحات مقنعة للمتلقي يكونها من خ لال مواجهته المباشرة للواقع وتحديه لما فيه من متناقضاتوتداعيات فيجمع كل ما في هذا الواقع من ألم لتشتغل موهبته عليه ويحوله إلى رؤى واعية وناضجة تجعل المتلقي منبهرا خلال ولوجه للنص القصصي كما جاء في قصة “دوائر وعربات”.
ويعتمد الدكتور الوز في السرد القصصي على التماسك البنيوي لتحريك الأحداث وعلى استخدام الألفاظ الموازية لعواطف أبطال القصص الذين يدفع بهم للكلام سواء خلال ضمير المتكلم أو خلال ضمير الغائب كما في قصة “رشا والعصافير” و”صباح الياسمين وصباح الغاردينيا”.
يحدد الكاتب موقفه في اغلب قصصه ويجعل وطنه أقصى الأولويات الموجودة في الحروف والتعابير والأحداث التي جاءت بأغلب القصص ولا سيما قصته “أمنيتان فقط” والتي أهداها لشهداء القطاع التربوي جميعا فكانت موقفا واضحا وبيانا ساطعا بأن كل الذين
ضحوا من أجل وطنهم هم في الطليعة وهم أصحاب المثل العليا.
ودعا الكاتب الوز في سائر قصصه الإنسان السوري إلى حب شفاف وإلى علاقات انتمائية ووفاء مطلق لا يبدلها بسواها إضافة إلى رغبته الجامحة بالحفاظ على كرامة الإنسان السوري المنتمي إلى وطنه عبر موهبة واضحة تماما تدل عليها القصص التي جاءت والتي امتلكت أسسا ومقومات وثقافة ومعرفة واطلاعا تجلت في خيال صاحب النصوص.
المجموعة القصصية “صباح الياسمين صباح الغاردينيا” من منشورات اتحاد الكتاب العرب تقع في مئة وخمس وخمسين صفحة من القطع المتوسط.
محمد الخضر