خط عربي.. تصوير ضوئي.. وخزف في المعرض السنوي

خط عربي.. تصوير ضوئي.. وخزف في المعرض السنوي

ثقافة

الخميس، ٥ فبراير ٢٠١٥

ريم الحمش
أقامت وزارة الثقافة مديرية الفنون الجميلة مؤخراً المعرض السنوي للخط العربي.. تصوير ضوئي والخزف 2014, في المركز التربوي للفنون التشكيلية ضمنها هوية خاصة لكل عمل من هذه الأعمال اختلفت طريقة تقديمها ولكنها اشتركت بالمضمون المتجدد الذي ينطق بروح الإبداع.
قال الفنان عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة: المعرض عبارة عن رسالة واضحة للعالم أجمع بأنّ سورية تعيش حياتها الطبيعية رغم الأزمة الاستثنائية التي تمر بها البلاد, كما أنّ مديرية الفنون الجميلة تحرص دائماً على الارتقاء بمستوى المعرض الفني من خلال عملية انتقائية تقوم بها لجنة مختصة مؤلفة من أساتذة فنانين ونقاد, وهو ما يجعله صورة صادقة للواقع التشكيلي السوري المعاصر وقد تضمن المعرض أعمالاً كثيرة، فبالنسبة للخط، نفذت اللوحات باستخدام خط الثلث والديواني وهي تحمل دلالات وقيماً جمالية كبيرة تناولت عدداً من آيات القرآن الكريم وبعض الحكم, أما الخزف فهناك أعمال مشغولة بطريقة حديثة, بالإضافة إلى لوحات التصوير الضوئي المنفذة بطريقة حرفية ناجحة.
الخط العربي
برزت أعمال الخطاط عرابي محمد أبو بكر, حيث قدم لوحة بقياس 60X 80 سم بخط الثلث, نرى من خلالها تفاعل الفنان مع أدواته ومشاعره وتصاعد أفكاره التي تنم عن أصالة الماضي وعراقة الحاضر وهو عضو جمعية العاديات السورية، والجمعية المصرية العامة للخط العربي, خريج مركز الفنون التطبيقية بحلب عام 2000م, حاصل على العديد من شهادات الشكر والتقدير من جهات مختلفة, يعمل حالياً خطّاطاً في رئاسة جامعة تشرين, وله مؤلفات ودراسات متعددة عن الخط العربي, كما قدمت الخطاطة عائشة رزق الصمادي لوحة بقياس 1م X 85 سم، خط عربي /الثلث والنسخ/ مضيفة إليها زخرفة إسلامية مع إطار تذهيب وهي خريجة معهد الفنون التطبيقية لسنة 2013، حائزة على المرتبة الثانية باختصاص الخط العربي بينت أنّ للحضارة الإسلامية دوراً كبيراً في تطور الفن حيث اشتهرت الزخارف الإسلامية والأشكال الهندسية والخطوط العربية التي تعد من الفنون الإسلامية والتي مازال لها صدى عريق في تاريخ الفن الإسلامي.
أما قسم التصوير الضوئي فتضمن العديد من الأسماء الهامة والتي لها خبرة واسعة، وقد قدّم المصور الضوئي سيمون بطحوش عضو نادي أصدقاء الكاميرا, صورة عن قلعة حلب الأثرية وعن الهدف من ذلك قال: يعتبر فن التصوير وسيلة تعبير وتنمية وعي المشاهد وإبراز المقومات السياحية والبيئية التراثية ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الكاميرات متوفرة بجميع الأنواع والأحجام, وذات تقنيات عالية وتقريباً أصبح الجميع في استطاعته التقاط الصور, ولكن ليس الجميع مصوري فوتوغراف محترفين أو فنيين, وقد تم الفصل بين التصوير الاحترافي وبين التصوير العادي.
أما بالنسبة لأعمال الخزف التي حملت تواقيع الفنانين: مصطفى أنطاكي، أمينة أبو خليل، بشار قوبا, رأفت الساعاتي, سناء فريد، ريم الحاج علي، شادية دعبول, محمد كفوزي, هنادي ناصر الدين، وسام قطرميز, وغيرهم, يقول الفنان رأفت ساعاتي:
إنّ أفضل ما في الوجود هو عملية التشكيل بخامة الطين وأفضل ما يمكن إخراجه من الطين هو الآنية، وأسلوبي الشخصي يتركز في إخراج أوانٍ خزفية ذات رؤية جديدة ومتجددة دائماً فاتحاً بذلك طريقاً لا يسد وليس له نهاية ما بقيت الدنيا، لذلك فمعظم الأواني جديدة في شكلها وطريقة إخراجها، وجديدة أيضاً في الوظيفة التي تؤديها تلك الأواني وأحياناً تكون هذه الوظيفة مزدوجة أو ذات ثلاثة وظائف، تجميع الأواني بعضها البعض رغم اختلاف أحجامها وأشكالها وألوانها واختلاف وضع الأيدي ما يجعل من هذا التجميع سيمفونية من الأشكال والألوان والفراغات التي تحتلها الأيدي مع بعضها البعض, وفي تقديري أنّ البصر والبصيرة عند الخزاف هما وقود الفاعل في العملية الإبداعية فهو يرى ببصره ويعرف ببصيرته ثم يعمل بيديه ليترجم تلك الحصيلة في صورة عمل خزفي محمل بمعلوماته التي حصل عليها عن طريق بصره وبصيرته فيخرج العمل الفني ممثلاً له شخصياً، والمعروف عن الفنان رأفت أنّه يمتلك رؤية وفكرة ويعمل على منطقة فكرية، مفرداتها بسيطة ما أضفى لأعماله الفنية خصوصية، تمثل إضافة فنية جميلة لفن الخزف السوري الحديث.
معرض
حكايات بطرس المعري
مع بداية عام 2015, تعود صالة تجليات إلى الحياة الفنية بدمشق بمعرض للفنان بطرس المعري بعنوان: ثلاث سنوات من ممارسة الفيسبوك.
بصدق وعفوية حاول بطرس من خلال 21 عملاً محاكاة واقع نعيشه يستقي روافده من نبض الأزمة السورية الحالية والتي منحته بتفاصيلها الزاخرة، عيناً مفتوحة على مشهد بانورامي لوطن لم يفلح الأعداء في مَحْوه من الذاكرة، أو نفيه من الوجدان كله.
يتناول الفنان بطرس عدة لقطات فنية إبداعية محتشدة بالعلاقات الإنسانية والحركة عبر روابط بصرية لا تظهر منفصلة عن بعضها البعض قد تكون واهية ولكنها كافية لتجعل مساحة صغيرة من مكان ما سردياً يصاغ على نحو تقني مستفيداً من الوسائط البصرية لإظهار الهم الإنساني ينقل ما يشعر به لكل من يشاهد لوحاته المعروضة فاللوحة على الرغم من بساطتها تستطيع بروح جديدة، معبرة عن معاناة البلاد وما أحدثته الأزمة السورية من انعكاسات على الشارع والمجتمع اليوم وعلى المواطن البسيط مما يدور حوله وفي العالم، ملامساً الهم الإنساني ليصل إلى قلب المشاهد فينال تعاطفه ووجدانه مستخدماً في معظم اللوحات الكولاج بأسلوب فني نفذت اللوحات بتقنيات مختلفة على الورق بقياس صغير تحمل قصصاً وأفكاراً كتبها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ليخرج هذا كله من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي وليصبح الشيء ملموساً ومرئياً معلناً أنّ هنالك مساحة كبيرة من حرية التعبير يجب أن نستغلها جميعاً.
 بطرس المعري, خريج كلية الفنون الجميلة قسم الحفر 1991, دكتوراه في مجال فن الكتاب المصوّر, له معارض فردية ومشاركات عديدة هامة داخل وخارج سورية.