الباحث د. نبيل طعمة..تماسك النسيج الاجتماعي يصنع الهوية الوطنية

الباحث د. نبيل طعمة..تماسك النسيج الاجتماعي يصنع الهوية الوطنية

ثقافة

الثلاثاء، ٢٧ يناير ٢٠١٥

قال الدكتور نبيل طعمة...إن المزيج بين الخطاب العربي والاسلامي هو أمر ضروري لصناعة واقع حقيقي يبتعد عن التفسير الديني المغلوط الذي راح يشير بالالحاد الى الثقافة والعلمانية دون فهم جوهرها ودون أى تحقيق أو تدقيق لافتا الى أهمية عدم استقبال أي فكرة الا بعد تحليلها وفهم مضمونها حتى لا نصل الى مرحلة السواد في الفهم الذى يؤذي مجتمعاتنا.
وأضاف د.طعمة في ندوة كاتب وموقف التي أقيمت مساء اليوم في المركز الثقافي بأبو رمانة وتحت عنوان/حوار مفتوح مع الباحث د.نبيل طعمة حول موقفه من الخطاب العربي/:علينا أن نفرق بين لغة الخوف التي تقدم لنا الكثير من المفاهيم المغلوطة وتخلخل المعادلة بين الانسان وخالقه وبين الخشية من الله الدالة على الحب الكبير وامتداد هذا الحب الى كافة المستويات الانسانية والشاملة دون تفريق بين انسان واخر.
وقال د.طعمة ان عدم امتلاك المفسر الديني ثقافة واسعة دفعه لتفسير النصوص وفق البيئة والمجتمع التي ينتمي اليها فسيطرت هذه الرؤى على العقل وأصبح اختراق هذه المفاهيم صعبا وخطيرا مما اخذ بالانسان في بعض المجتمعات الى ما هو عليه اليوم من قتل وكره وتخريب لافتا الى أن مفاهيم الحرية وفق منظومة فكرية تؤدى الى عدالة اجتماعية عاشتها مجتمعاتنا من قبل منذ بداية العصر الاسلامي وما هو موجود الان لا يمت الى تلك الثقافة بصلة.
وأشار د.طعمة الى عدم امكانية تطابق الماضي مع الحاضر عبر التفسيرات والمعاني التي يعيشها الانسان فما يمكن أن يراه المفسر فى الماضى لا ينطبق بالضرورة على الحاضر وهذا أمر لا يمكن أيضا أن يتحكم به المفسرون لان كل شىء يحتاج الى تحديث علما أن التحديث لا يلغي الثوابت وأن الثوابت لا تتعارض مع الاسلام الحقيقي ولا مع المنظومات الاخلاقية والانسانية.
وفى حديثه تناول د.طعمة حال العرب منذ عصر النهضة في نهايات القرن الثامن عشر والى بدايات القرن التاسع عشر وظهور الدولة كتنظيم في عالمنا العربي مبينا أن بعض الحكام العرب الرجعيين اعتمدوا الاشكال المستوردة في فكرهم متأثرين بالاستعمار العثماني والفرنسي وغيره حيث تقوقعوا على ذاتهم ولم ينزلوا الى الجماهير ولم يتفاعلوا مع أحلامهم كما أنهم لم يعتمدوا الفائدة ممن سبقهم فقاموا بإزالة الماضي بالشكل والقشور وقاموا ببناء الحاضر الهش وهذا ما ترك أساسا قابلا للهدم.
وأكد د.طعمة أن التجربة الثورية لدى بعض الحكام العرب جعلتهم في مواجهة هذه المنظومة الرجعية التي اعتمدت المزاوجة ما بين الشكل الديني وارضاء من يقوم على حمايتهم من القوى الاجنبية ضد تطلعات شعوبهم .
وتابع د.طعمة..ان الثقافة هي الهوية فالفردية تعمل على انهاء هذه الهوية وطنيا وثقافيا واقتصاديا أما اعتماد الجماعة والتماسك الاجتماعي يكون شخصية حقيقية جديرة بالتقدير عنوانها احترام الاخر وبذلك تبقى هذه الشخصية وتستمر مشددا على ضرورة اعادة قراءة الواقع واستدراك الثغرات التي يدخل منها المتأمرون والعمل على مفهوم تكاملي يحقق لنا المحبة التي هي أساس الحرية ومنطلقها الداعم.
من جهته عبر الدكتور عبد الفتاح عمورة عن أهمية اعادة تفسير النص الديني بشكله الصحيح وقال:علينا أن ندرك أن النص الديني ثابت والتفسيرات متغيرة بتغير الزمان والمكان مع ضرورة أن لا نبدل المعاني الحقيقية بمعاني أخرى فالحرية هي وعي بالضرورة تؤدي الى التحرر من الاستعمار وهي لا تتناقض مع العلمانية التي تقدم العلم النافع للمجتمع.
ورأت المخرجة سحر مرقدة في سياق مداخلتها أن الحرية تحددها طبيعة العلاقة بين الاشخاص مبينة أنه لا يمكن للمفسرين الدينيين أن يحددوها فلطالما أثبتت القراءات التاريخية أن أغلبية المفسرين كانوا يعملون وفق ما تريده السياسة في زمنهم فيتناولون ما يلاءم صاحب الشأن وهذا ما ترك أثرا سلبيا الى يومنا هذا.
أما الدكتور كامل قداح فقال: ان العلم والدين لا يمكن أن يتعارضا أو أن يلغي أحدهما الاخر والعلاقة بينهما هي أمر يؤدي الى تحسين العلاقات الاجتماعية وبنائها بشكل سليم وصحيح مبينا أن من يدعي غير ذلك ويذهب باتجاه القتل والتدمير يكون قد نفذ سياسات وليس تعاليم دينية.