ابراهيم دندل.. رحلة بصرية في حجرات التاريخ

ابراهيم دندل.. رحلة بصرية في حجرات التاريخ

ثقافة

الاثنين، ٥ يناير ٢٠١٥

ريم الحمش
من تفاصيل ومفردات مدينته تدمر تلك المدينة الخالدة بسحرها الخاص وبعدها التاريخي والحضاري هذه المدينة التي رُسمت مراراً..هي الثقافة والوعاء لذاكرة من مروا.. والتي تشكلت بخيال الفنان التشكيلي ابراهيم دندل, لتتجسد متكررة عبر/34/ لوحة في معرضه المقام حالياً في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق تحت عنوان: تدمر... حكاية الشمس.
يتخذ الفنان التشكيلي ابراهيم دندل من مفردات تدمرية قديمة مرتكزاً جمالياً لأعماله الفنية، فتبدو كرنفالياً تاريخياً ورحلة بصرية مدهشة عبر الحضارة الإنسانية، حيث ينثر الفنان في فضاءات لوحته رموزاً وإشارات وتعويذات مستفيداً من علم الآثار ومستلهماً ما تبقى من الإرث الديني والفني والمعرفي بتكوينات ثرية فيبرز وجه زنوبيا الملكة العظيمة.. قوس نصر.. تاج عمود.. الناقة.. كائنات خرافية..عبق الأسطورة.. العربة والحصان المجنح ذو القوائم الطويلة, رقبة الديك ورأس الرجل.. أغصان شجر الزيتون, كتابات.., رموز وقراءات تاريخية تدمرية إضافة إلى قدرة الفنان على البحث والتجريب ترتل مجتمعة حكايات بالأبيض والأسود جاء معظمها بأساليب الغرافيك الحفر على الخشب والمعدن وأحياناً ألوان زيتية رسائل تدمرية مغمورة بالمجد والسلام.
تقترن أعمال الفنان ابراهيم بالتاريخ والموروث والأسطورة وهو اقتران مريح لجهة المتلقي الذي يجد في أعمال الفنان متعة التجوال البصري، إذ تمنح اللوحات من يشاهد تنوعها جولة في غياهب التاريخ، بعناصرها الكثيرة منها الجذب والإدهاش والتفاعل والتداعي الفكري والحوار والتأويل والتفسير وطرح الأسئلة وما إلى ذلك من العناصر, في حين أنّ ذلك الاقتران لجهة الفنان يمثل تحدياً كبيراً لأنّ الفنان لا يريد تقديم وصفة جاهزة للمتلقي, وبذلك يصنف ناقلاً أو مصوراً مؤرخاً، إنما تفرض عليه رؤيته أن يقدم صيغاً جديدة تصنف فناً جمالياً خالصاً قابلاً للتذوق, فيولي في أعماله التفاصيل التي لا تلفت انتباه العيون العابرة عادة ويحتفي بأثر الزمن في الأشياء المحيطة به فينفرد الفنان دندل في تقنيته اللوحة المحفورة فيكسبها عمقاً تاريخياً إضافياً وسحراً وتعتيقاً ليحقق لها قيمة أعلى يلجأ أحياناً للتلوين فاللون عنده رافعة مهمة جداً يتناغم مع المفردات والفضاء العام, فهو العارف بكيفية جعل اللوحة كائناً قابلاً للتفاعل مع المتلقي من خلال الطاقة اللونية المشحونة بتيار خفي يبث فيها الديناميكية لتبقى لوحه متفاعلة, لأنّه لو اكتفى بالحفر في التاريخ ستبقى اللوحة مجرد قطعة حرفية لا تمثل أية جماليات فنية.
طوّر الفنان دندل هذا الإحساس برؤيته جماليات تدمر فهي ليست مجرد مدينة للعيش إنما هي بالنسبة إليه مكاناً للتأمل والتمتع بجمالياتها وهي مزيج مدهش من هبة الطبيعة وفعل الإنسان.
الفنان ابراهيم دندل من مواليد تدمر 1973, درس الفن دراسة خاصة, شارك بالإشراف مع مجموعة من الفنانين في لوحة الأطفال التي نفذت في تدمر عام 2008, تحت عنوان (تدمر في عيون أطفالنا) والتي نفذت بقياس 1م x100م, نفذ أطول لوحة في العالم مع صديقه الفنان أيمن درويش في عام 2009 التي بلغ طولها 1م×250م بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين واتحاد التشكيليين الفلسطينيين, له رسومات في مجلة المعرفة السورية التي تصدرها وزارة الثقافة, يشارك سنوياً في المعارض التي تقيمها وزارة الثقافة, شارك في الملتقى الدولي عام  2010 في تدمر, المقتنيات لدى وزارة الثقافة ومقتنيات خاصة.
عالمي....
فلسطيني يحول قذائف الاحتلال الإسرائيلي إلى قطع فنية
على هذه الأرض ما يستحق الحياة، كلمات خُطَّت على شظايا الموت، من بقايا قذائف الاحتلال الإسرائيلي، لتحيلها إلى قطع فنية، خبّأت بين ثنايا جمالها موتاً كان يستهدف كل فلسطيني.
 وكشف محمد الزمر الذي يسكن في مخيم البريج /35عاماً/ وسط قطاع غزة أنّه يجمع بين ريشته الفنية وبين قذائف الموت من شظايا الصواريخ التي خلّفها جيش الاحتلال ليحولها إلى قطع فنية تنبض بالحياة والأمل والسلام.
إنّ أساس الفكرة ولدت عندما شاهد أطفال الاحتلال وهم يكتبون أسماؤهم وعبارات أخرى مثل الموت للعرب على القذائف التي يطلقها الجيش الإسرائيلي على شظايا الموت ويحول رسالة الموت والحرب والدمار إلى رسالة حياة, وأوضح الزمر أنّه يجمع مخلفات القذائف الإسرائيلية من أماكن الدمار المنتشرة في قطاع غزة أو الأراضي الزراعية الحدودية التي تستقبل قذائف مدفعية من جيش الاحتلال من وقت لآخر, واعتبر الزمر تحويل مخلفات قذائف الاحتلال إلى لوحات ليس عبثاً، وإنما هي رسالة حب وحياة وسلام إلى العالم، بالإضافة إلى أنَّها تنقل معاناة الشعب الفلسطيني وتجسد صورته الحقيقية المحبة للحياة، وبأنّ غزة التي تتعرض لعدوان متواصل هي مساحة للأمل تقاوم جرائم المحتل بالفن والإبداع, واستنكر الزمر ما بثته وسائل إعلام عبرية لأطفال إسرائيليين في عمر الزهور يكتبون داخل موقع عسكري على قذائف الدبابات عبارات مع الحب لإسرائيل، لافتاً إلى أنَّ هذه القذائف تحمل التطرُّف والموت للأطفال الفلسطينيين, وأوضح أنّ فكرته ولوحاته لاقت استحساناً حكومياً من قبل الشرطة الفلسطينية في غزة، ما فتح باب التعاون بينه وبين قسم هندسة المتفجرات والتي زودته بعدد من المخلفات لتحويلها إلى لوحات فنية, ويعكف بالتعاون معها على إقامة معرض مشترك لأعماله الفنية لفضح جرائم الاحتلال، وكشف حقيقة ادعاءاته الباطلة بحق السكان المدنيين الواقعين جميعاً في دائرة استهداف الآلة الحربية الإسرائيلية، وكلُّ ذنبهم أنّهم شعب طامح للعيش بحرية وكرامة.