موسيقا.. ورسم للفنان أيمن فضة في دار الأوبرا

موسيقا.. ورسم للفنان أيمن فضة في دار الأوبرا

ثقافة

الثلاثاء، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤

ريم الحمش
كم من لوحة سمعت منها الموسيقا الحزينة.. الفرحة.. الهادئة.. الصاخبة ونطقت خطوطها بتناقضها.. تصاعدها أو تنازلها وتناغم ألوانها بالحكايا والروايات والقصائد في لوحة تستقر في أعماق الخيال أو على سطح الواقع كلتاهما تنقلان طاقة الإبداع من حيز القماش, الخشب, الحجر والورق إلى إمكانية الفعل داخل النفس الإنسانية والارتقاء بها من خلال قيم فكرية وجمالية أعم وأشمل دافعة بالإنسان نحو ذائقة انتقائية بين الثابت والمتحول, الممتلئ والفارغ، المحدود واللامحدود, الجديد والقديم, الشكل والجوهر, القبيح والجميل.
من هنا أقيم مؤخراً مهرجان الموسيقا العربية بدار الأسد للثقافة والفنون حيث شارك الفنان التشكيلي أيمن فضة بالرسم المباشر أمام الجمهور طيلة أيام المهرجان بالتعاون مع غاليري السيد في بهو دار الأوبرا بمرافقة سماع قطع تراثية وطربية من الغناء الآرامي, وترنيمات هادئة من الموسيقا العربية الأصيلة التي تنتمي إلى الزمن الموسيقي الجميل.
أيمن فضة فنان تشكيلي جريء, نشيط, أسلوبه مميز وخياله واسع، مواضيعه ذات بعد إنساني واضح, طبيعة لوحاته تتعدى حدود الزمان والمكان لتصبح قيمة فنية تتوحد فيها الطبيعة والخيال, المرأة وفنون الموسيقا والرقص والتصوير تعيد للحياة الإنسانية معانيها الجمالية بعد كل حدث يصيبنا بقوة الإرادة والأمل.
بأسلوب شاعري فطري طفولي تخيلي وبالاندفاع الحسي والرغبة في التحرر والانطلاق اللامحدود تتدفق خطوطه وألوانه بشكل عفوي حلمي، ثم تتوالد الأفكار وتتطور وتتناغم الألوان خلال عمليات الرسم ضمن إيقاع لوني فيه من الموسيقا والرّقص والفرح مثل حنين العشَّاق إلى أعماق تجليات الروح, أو مثل شلال يتدفق من أعالي الجبال, أو كراقصة باليه لها تنقلاتها الخفيفة بل والملتزمة بروح الإيقاع لتكتشف الأنا مع كلّ مشاكسات لون حار دفع به نحو الأمل والعمل لتنبض المساحات بمفاهيم جمالية اختزالية اعتمدت على مفهوم اللون وقدرته على جذب البصر ومنح الحركة صفة العفوية رغم التجريد التعبيري المرتبط بتصويرات ممزوجة بأشكال ذات مسطحات تفردها ضمن الأبعاد الثنائية، والطبقات اللونية المتتالية على سطوح لوحات تحمل روح الحداثة والبساطة في الشكل ودون خوف من التكرار في أشكاله.
الرسم المباشر أمام الجمهور
ظاهرة معروفة في الساحة الفنية وهي ظاهرة مقبولة لتحقيق التواصل المباشر بين الفنان والمتلقي، حيث يقدم الفنان شرحاً للخطوات التي يقوم بها حتى انتهاء اللوحة, واجتذاب عدد أكبر من الزوار إلى الفن التشكيلي وإتاحة مساحة تنويرية تفسيرية للفن، من خلال التعرف على الفنان وكيفية رسمه وأدواته, ومناقشة ما يطرحه من إبداعات مختلفة, وآراء وأفكار جديدة لرفد الساحة التشكيلية بإنتاج حديث ومميز.
في فضاءات الألوان يرسم فرحاً، حبّاً، عشقاً، سلاماً، فتحمل لوحاته الكثير من عالم الأسرار عندما يرسم المرأة تارة في حالة حوار, وتارة في حالة انتظار.. باحثة.. حالمة, حائرة, ووسط هذه المواقف التعبيرية المختلفة نلمس لوحة فنية ما هي إلا مشهد حي يمتلك الحس المرهف والخيال، والتهويمات اللونية ذات الإيحاء البانورامي التكويني المندمج مع رمزية حركة الضوء.
تأتي إضافات الفنان أيمن في قدرته على منح الألوان اللغة الاستثنائية في تركيبات تبدو وكأنها دراسة في عالم الألوان عندما نرى الأبيض فوق الأخضر ليظهر الحالة الفنية التي تبدو فيها المرأة مع الظلال التي توثّق حلماً وخيالاً وسط فضاء اللوحة, تقدم للمتلقي مادة فنية آسرة تدعوه إلى عوالم الطفولة والشباب والحياة بكل رحابها.
والفنان التشكيلي أيمن فضة من مواليد السويداء 1963, خريج مركز الفنون التشكيلية 1979, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين, متفرغ للعمل الفني, وله مجموعة من التجارب في الرسم المباشر والحي أمام الجمهور, حاصل على جائزة مهرجان المزرعة عام 2007, وأعماله مقتناة في سورية وعدد من الدول العربية والأجنبية.

عالمي...
شوفالييه في أرابيسك رقمية
.
افتتح هشام المظلوم رئيس مجمع الشارقة للآداب والفنون، في واجهة المجاز المائية بالشارقة معرض الفنان الفرنسي ميجويل شوفالييه أرابيسك رقمية، الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية السابع عشر(فنون وعلوم).
وقد صرّح المنسق العام لمهرجان الفنون الإسلامية هشام المظلوم بقوله: يواصل المهرجان مسيرته في فضاءات التشكيل العالمي برؤى استشراقية وخطى واثقة، ضمن ذهنية عمل منفتحة تواكب عجلة التطور، ما يجعل المهرجان مرآة تعكس الفنون الإسلامية المعاصرة ومحل جذب للتجارب الفنية العالمية القيّمة، وإنّ ثيمة فنون وعلوم تجتذب الكثير من الأفكار والمفاهيم والهيئات البصرية اللافتة، كما في معرض أرابيسك رقمية.
وتعتبر أعمال شوفالييه في مجال الفن الرقمي والافتراضي، تجريبية، ابتكارية، متعددة التخصصات، تعالج موضوعات الطبيعة وتدفقات الشبكات، والمدن الافتراضية، انطلاقاً من الصورة الهجينة، التوالدية والتفاعلية التي بدأ العمل عليها منذ ثمانينات القرن الماضي، معتمداً الأجهزة الحاسوبية وسيلة فنية للتعبير وقد استمد مصادره في العرض الحالي من تاريخ الفنون العربية والإسلامية، لتبدو رموزها ومفرداتها البصرية حاضرة بشكل معاصر لافت وتفاعلي.
 والفنان شوفالييه يقوم بتنفيذ العديد من المعارض وتراكيب الواقع الافتراضي لصالات العرض والمتاحف والأماكن العامة في جميع أنحاء العالم.