2015 عام المسامحة والمصالحة والنصر للسوريين...مفتي عام الجمهورية د.أحمد بدر الدين حسون: الحرب الثقافية الأشد فتكاً من كل أنواع الحروب

2015 عام المسامحة والمصالحة والنصر للسوريين...مفتي عام الجمهورية د.أحمد بدر الدين حسون: الحرب الثقافية الأشد فتكاً من كل أنواع الحروب

ثقافة

الاثنين، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٤

بشّر مفتي عام سورية د. أحمد بدر الدين حسون السوريين أن عام 2015 سيكون عام «المصالحة» و«المسامحة» والنصر»، مؤكداً في محاضرة له يوم أمس الإثنين في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق أن مرحلة جديدة ستعيشها سورية ستكون الرائدة عربياً إسلامياً إنسانياً.
 
وقال سماحته: إن حرباً ثقافية هي الأخطر تواجهها سورية يفوق خطرها جميع أنواع الأسلحة بما في ذلك النووية والكيميائية بدأت على سورية منذ عقود لمكانة سورية الثقافية ولامتلاكها الثقافة الأكثر ثراءً فأرادوا أن يبدؤوا منها للقضاء على المنطقة برمتها، وأرادوا لنا ألا نرى إلا ما يرونه لنا من تقسيم أخذ أشكالاً متعددة لهدف واحد هو التخلص من سورية المركز الأقوى حضارياً.
ولفت سماحة المفتي العام في محاضرته التي حضرها وزير الثقافة أ. عصام خليل وحشد من المثقفين ورجال الدين والمهتمين إلى الحرب الثقافية التي بدأت عبر تكريس مصطلحات أخذناها ودرّسناها وحاضرنا فيها وقدمنا فيها الطروحات والآراء دون أن ندرسها ونتفحصها منها «صراع الأديان» و«صراع الحضارات»، مؤكداً أن لا صراع أديان لأن الدين واحد، ولا صراع حضارات في العالم لأن الحضارة واحدة منذ آدم، إنما تتعدد الشرائع في الدين وتتعدد الثقافات في الحضارة، مشدداً على أن مصطلحات كثيرة روّج لها الغرب وهي كاذبة لا أساس لها وأنه كان علينا أن ننتبه ونتفّحص ونتحصّن ونحّصن الأجيال التي هرولت وراء المصطلح وتبنته في الحياة والسلوك.
وأشار د. حسون إلى أن الحرب الثقافية ومصطلحاتها إنما جاءت لاستعباد الناس وأن أخطرها «صراع الأديان»، لافتاً إلى ما كان ذهب إليه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن عندما قال في حربه على العراق: «نحمل العدالة المطلقة»!! ويتساءل سماحة المفتي هنا هل قتل العراقيين «عدالة مطلقة»، مؤكداً أن عبارة «العدالة المطلقة» لم ترد حتى على لسان الأنبياء لأنها «أمر إلهي»، العبارة ذاتها التي جاءت على لسان بوش «نعمل بأمر إلهي» ويجدد سماحة المفتي هنا مجدداً تساؤله: «هل قتل العراقيين أمر إلهي»؟!!
ويؤكد د. حسون أنهم في الغرب يروّجون أننا همجاً وأننا يقتل بعضنا البعض، مشدداً على أن السوريين من ذلك براء «لسنا همجاً وإنما أمور كبيرة دبّرت لنا تم تهيأتها والاشتغال عليها» عبر عقود باستخدام أشد الأسلحة فتكاً.
وأشار سماحة المفتي العام إلى أننا بتنا في استعرابنا نستحي من عربيتنا، وصارت «أبجد هوز رجعية» بما يشبه انهزاماً عقائدياً داخلياً صرنا نعيشه، داعياً المسلمين إلى العودة إلى الأصل قبل أن يكون هناك فرق، مؤكداً أن الإنسان هو المقدس وأن الإنسان خُلق للسعادة وليس للشقاء وأن الحضارة لا تتجزأ بثقافة أمة إنما الحضارة فعل إنساني وأنه لا تصادم ولا صدام حضارات وكل تصادم يفكك بأسلوبه. ليس بالقتال إنما بالحوار، مبدياً استغرابه كيف أن السيف يمحو القلم في ثقافة أمتنا التي مجدت القلم، والقرآن جاء على ذكره وأن اللـه أقسم بالقلم ولم يقسم بالسيف.
ولفت د. حسون إلى أن العبارة التي أرّقت «النظام العالمي الجديد لدرجه شنه الحرب عليها هي «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» لأن الرسالة الخالدة هنا هي رسالة اللـه في تكريم الإنسان والإيمان به كونه المقدس ولأنها العبارة التي تحمل رسالات الأديان التي خرجت من هذه الأرض وهي الرسالات أو الثقافات التي استثمرها الغرب ولم نحسن نحن استثمارها ولم نحسن البناء فيها في المدارس والجامعات والمناهج، مؤكداً أن «إسلام الأعراب مخلخل» و«إسلام الشام» وصل إلى العالم كذلك المسيحية التي انطلقت من الشام الأرض المباركة التي أخذت الرسالة لتنشرها إلى العالم.
وأكد سماحة مفتي عام الجمهورية في محاضرته الثقافية الدينية أن سورية تحمل ثقافة راقية وأنها الثقافة الأكثر إثراء في تنوعها وزخمها وأنه من هنا جاءت الحرب عليها، ولفت سماحته إلى دور المراكز الثقافية التي تقع عليها مسؤولية نشر هذه الثقافة والعمل على استقطاب الناس إلى هذه المراكز لأنها لكل الناس ولخدمة كل الناس.
وفي ختام محاضرته دعا مفتي عام الجمهورية الجامعات والمعاهد ومراكز الدراسات والبحث إلى إعادة دراسة المصطلحات وغرس ثقافة المصطلحات السليمة، مشدداً على أنه لا يمكن الوقوف أمام الثقافة إلا بثقافة ندرك من خلالها طبيعة المصطلحات وأهدافها ومراميها، وأن دور الثقافة أن تقف بذكاء وفكر وعلم ضد التطرف، وأن أخطر الطروحات هي «الدولة الإسلامية» داعياً السوريين الذين ابتعدوا عن الوطن فكراً للعودة إلى الوطن بحسن انتماء وولاء مؤكداً على الحوار والتعاون، وأن سورية الجديدة سوف يكون المقدس فيها هو الإنسان أولاً وأخيراً.