بهزاد سليمان يمازج التشكيل النحتي بالروح الإنسانية

بهزاد سليمان يمازج التشكيل النحتي بالروح الإنسانية

ثقافة

الثلاثاء، ٩ ديسمبر ٢٠١٤

ريم الحمش
فنان يتعامل مع منجزه التشكيلي بثقة وثقافة عالية.. عبر دخوله بكل حواسه قبل أدواته مع الكتلة أياً كانت حجراً أم خشباً، جمع كنوزه البصرية مع كل لحظة من عمره بدأ بمداعبة الحجر، وهو يعلم نهاية مطافه معها بناء على فكرة يستضيفها في عقله الحاضر متكئاً على مخزون كبير في عقله الباطني.
يعرّف النحات بهزاد فن النحت بأنّه لعبة الكتلة بالفراغ المحيط به, فالنحت يعتمد كثيراً على حركة الظل والنور، وبمفهوم أبسط على الرماديات، التي تنشأ من حركة الظل والنور على الكتلة, والعين ترتاح للتنويع المنطقي للعلاقات البصرية التي يتضمنها من درجات مختلفة كإيجاد تباين على السطوح من ارتفاع وانخفاض، خشونة ونعومة على أن يكون هذا مربوطاً بعلاقات تشكيلية منطقية واضحة الهوية.
يعمل بهزاد على تكثيف الحالات الإنسانية ومكنونات النفس وما وراء الشكل، بحس فريد وملاذ تطويعي برؤية النحات في البوح عما يشده إلى الطبيعة الإنسانية وكيفية تسخير المواد الصلبة لتكون أشكال جمالية وتكوينات تعبيرية جديدة بحيث يقدم أعماله المميزة ببساطة التكوين عبر روح البعد الجمالي في مستوى إبداعاته بالنحت والرسم والتشكيل وذلك وفق أسلوبيته بالشكل المجسم أو عبر فنون الرسم التجريدي بوجدانية وأناقة اشتغالاته العابقة بالأحاسيس الانفعالية المختلفة.
 يستهويه فن البورتريه كأسلوب تعبيري عن ذلك يقول: ربما يكون الوجه الذي أنحته يشبهني يحمل ملامح إنسانية كالفرح، الحزن، الأمل, البؤس, ولقد استفدت من دراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية /مسرح كوميديا ديلارتي/ لإنتاج العديد من الأقنعة فكل وجه نحتي أنجزه من شخصيات المجتمع، له حالة خاصة في داخلي، فربما تعجبني ملامحه الصارمة أو الطبيعية، مثل: بروز الأنف، الجبين الغض, كثرة التجاعيد، وتأثري بهذه المعالم يدفعني إلى رسمها وإعادة صياغتها نحتياً ضمن توليفات جميلة، وأحياناً تكون أشبه للصورة الحقيقية في واقعها الحي.
عالمي...
لوحات الرومانسية في متحف متروبوليتان للفنون
للمرة الأولى يضم متحف "متروبوليتان" في نيويورك غالبية بورتريهات زوجة بول سيزان اورتونس فيكيه وعارضته المفضلة التي عاشت حياة صعبة في ظل سيزان رسمها على فترة تمتد على عشرين عاماً تقريباً, وتضاف إليها أعمال بالفحم ولوحات أكواريل أكثر حميمية, تسرد اللوحات بمجملها، عمق وغرائبية وجماليات الإبداع لدى بول سيزان، الفنان الفرنسي الذي جسد العبقرية الفنية بمختلف أشكالها، وكان قوياً وواثقاً من أسلوبه للدرجة التي منعته من الاستسلام للظروف المحيطة والنقد الجارح الذي تعرض له.. هذا النقد الذي يمكن وصفه من دون مبالغة بالظلم، إذ كانت حياته صراعاً مع نفسه ومع محيطه وعصره, وعلى مر السنين كان سيزان يرسم اورتونس بانتظام لأنّه كان يفضل رسم ما هو مألوف ليحدث في فنه, ولم يتمكن لفترة طويلة من بيع لوحاته, وأريد للمعرض الذي يستمر حتى 15 آذار/مارس 2015، ألا يتبع التسلسل الزمني ويظهر أيضاً عبر اورتونس فيكيه، تطور فن بول سيزان، أما أبرز ما في المعرض أربع لوحات للسيدة سيزان في الفستان الأحمر نفسه أنجزت بين عامي 1888 و1890 ومعروضة جنباً إلى جنب للمرة الأولى لوحة بورتريه صغيرة 1873-1874 على خلفية خضراء المرأة الشابة بشعر مبعثر تنظر إلى البعيد وتظهرها اللوحات الأخرى بمظهر جدي وجامد وقد ربطت شعرها إلى الوراء وهي جالسة على كرسي أو متكئة إلى طاولة لكنها لا تبتسم أبداً ولا تبدو على ملامحها علامات الزمن مع مرور الوقت.
جمعت بورتريهات معرض متحف متروبوليتان من العالم بأسره من مجموعات خاصة أو معارة من متاحف من بينها متحف اورسي ومتحف لورانجوري في باريس ومؤسسة بييلير في بال ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن ومتاحف الفن في فيلادلفيا وساو باولو ومتحف "يوكوهاما ميوزيوم أوف آرت في اليابان.