عبد الله الشاهر.. النقد موضوعياً والدخول في البنية النفسية للشعر

عبد الله الشاهر.. النقد موضوعياً والدخول في البنية النفسية للشعر

ثقافة

الأحد، ٧ ديسمبر ٢٠١٤

نبوغ أسعد
يعتبر الدكتور عبد الله الشاهر أنّ النقد عملية إبداعية مهمة تفرز الغث من السمين في النتاج الأدبي وكلما كان النقد قوياً ارتقى الأدب إلى المستوى المطلوب، والناقد هو مبدع لأنّه يكشف قدرته الأدبية في فن التحليل والتركيب والتمييز الفطري وتسجيل الانطباعات إجمالاً وبرأيه يجب أن لا يكون النقد جارحاً، لأنّه يعتقد بأنّ كلاً له وجه جمالي يمكن تسليط الضوء عليه من خلال قراءة النص والتمتع به حتى تكون عملية الإبداع على قدر الأهمية والمسؤولية، لذلك اهتم بالدراسات الفكرية والسياسية والاجتماعية والنقد الأدبي ورصد حركة الشعر والقصة فهو يقول:
أنا اهتم بكل ما هو جميل يحرك الراكد.. فالفكر هو عمل متكامل لا يتجزأ لأنّ التجزئة تعطي فكراً مجزوءاً.
أما الشمولية في الفكر هي محاولة الإحاطة بحركة الحياة ودون ذلك لا يمكن خلق تصور فكري.. وهذه البانورامية تعطي المفكر والأديب عمقاً وشمولية.. وبالتالي نضجاً في الأفكار والطروحات وأنّ عملية النقد هي إدراك واع لعملية الكتابة فالكاتب الذي يتمتع بموهبة الإبداع النقدي عليه رفع النقاب عن جوهر لم يهتد إليه أحد قبله وإضاءة الجوانب المظلمة لأي نص كان.
ويقول الدكتور عبد الله الشاهر: أنا لا أقتصر على اتجاه فكري واحد.. بل أتعامل مع كل الفِكر العربية إجمالاً..
والدكتور عبد الله الشاهر عضو اتحاد الكتاب العرب.. جمعية البحوث والدراسات.. كما شغل عضو لجنة التزكية في اتحاد الكتاب العرب وعضو هيئة تحرير مجلة الموقف الأدبي وهو محاضر في جامعة الفرات.
شارك في العديد من الندوات الدولية منها الندوة الدولية للجزيرة الفراتية التي أقيمت في دير الزور حول الصهيونية.
وللدكتور عبد الله الشاهر العديد من المؤلفات منها البعد الاجتماعي للحب العذري وظاهرة التدخين لدى جيل الشباب والاتجاهات الفكرية والسياسية في الوطن العربي وأثر التلفزيون على جيل الشباب.
وأهم مؤلفاته في النقد دراسة بعنوان مظفر النواب ملامح ومميزات وتداعيات قلقة والأثر النفسي للموت في القصة والرواية السورية..
يهتم الدكتور عبد الله الشاهر بالنقد الموضوعي حيث تناول كثيراً من الأعمال الأدبية في الشعر والقصة على مستوى القطر وله مشاركات في المراكز الثقافية ومنتدياتها
الدكتور عبد الله الشاهر من مدينة الميادين في دير الزور حيث نما وترعرع فيها وتأثر بفراتها فانعكس ذلك على نتاجه الإبداعي الذي أرادت له الطبيعة الجميلة والصلبة أن يحمل هذه المكونات في عمله النقدي وفي رؤيته الإبداعية.
استطاع عبد الله الشاهر أن يدخل في البنية النفسية لألفاظ الشاعر العربي التصادمي مظفر النواب ورأى أنّ ألفاظه الجريئة تحمل مدلولات شعرية تتوافق مع لغة العصر وسلوك المسؤولين العرب فوقف عند قدرة مظفر النواب التي تجلت في الفكر والوعي وفي متانة نصه الشعري وانسياب موسيقاه الملحمية وارتكازه على التاريخ والثقافة العميقة..
كما اعتبر عبد الله الشاهر أنّ كل ما يصدر من مظفر النواب يأتي بوعي تام وبموهبة فريدة لا يمتلكها إلا القليل.
أما رأي عبد الله الشاهر في الأزمة السورية فهو أنّها خارج حدود المنطق والإنسانية والعقل وهي خلاصة مؤامرة يحركها ظلاميون يعملون على العبث بسورية وكرامتها وبشتات الحياة والفكر لذلك على المثقف والكاتب أن يكون صاحب دور ريادي في قيادة المجتمع إلى الأفضل.
وتتجلى دائماً في كتابات الشاهر الحالة الفكرية المرتكزة على المنطق والفلسفة والتحليل محاولاً أي يحيط بكل ما يتناوله وفق أسس صحيحة ومنهج تطبيقي متجاوزاً في ذلك اختصاصه العلمي في الفلسفة وعلم الاجتماع والعلوم السياسية إلى محاولة الإحاطة بالأدب وتداعياته.