منيرفا مرعي.. تعبيريّة التكثيف اللوني

منيرفا مرعي.. تعبيريّة التكثيف اللوني

ثقافة

الأحد، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤

ريم الحمش

المتلقي لأعمال التشكيلية منيرفا مرعي يلاحظ خبرتها ودرايتها وإتقانها وتفانيها في إعطاء اللوحة التي ترسمها سمات الإبداع، ما يجعل من عملها الفني عملاً لافتاً ومميزاً تتماهى فيه حركة الريشة مع تجليات الروح بوصفها طيراناً صوفياً ينزح نحو إيقاظ جوهر الحواس بحيث يستطيع المتلقي أن يسمع صوت اللون وحركته عبر مقطعات لون حركية، بصرية موسيقية احتلت معظم السطوح التصويرية لمجمل أعمالها الفنية.
بدأت رحلتها مع الجمال منتمية للمدرسة الواقعية الأكاديمية ثم اتجهت بريشتها نحو التجريدية مع تواجد قوي للألوان الصارخة ومن هذه المرحلة انطلقت للتعبيرية التجريدية ولكن اتجاهها لها لم يخلُ من رسائل ذات مغزى للفرح والسلام.
من التعبيرية التجريدية تتحرك الفنانة منيرفا باتجاه تكثيف الألوان ضمن توجه تعبيري مميز, بحيث يبقى العمل لديها دائماً عُرضة للتأويل الفني من قبل المتلقي لا مركزاً تبدأ منه لوحة أو هكذا توحي إليك، فهي كالذكرى أو الخاطرة التي تسحب لوناً ما إلى مساحة من اللوحة ثم يحدث نوع من التداعي والتركيب والإضافة، وكأن اللوحة تكتشف نفسها بالتدريج تفلت من الذاكرة المكشوفة، لكن حضورها طاغ عبر مشاعر باطنية، تظهر بصورة عفوية ومفاجئة كخيط من حلم لا نلبث أن نفلته.
تقول عن الفن التشكيلي: إنّ الفن عبارة عن تجربة اتصال بين الفنان والمتلقي, وهو كذلك تجربة للتعلم، واكتشاف أساليب جديدة واختيار مواد متعددة هي طريقتي في العمل على تطوير قدراتي الفنية، وأثناء نمو وتطور معرفتي وقراءتي تطورت رغبتي في استكشاف موضوعات جديدة ومختلفة، إنني أتساءل عما يحدث في العالم من حولنا من خلال أعمالي, وتلك الأشياء التي تؤثر علينا, ومن المهم بالنسبة لي أن يكون لرسوماتي تأثير على المتلقي سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، سواء اتفق مع وجهة نظري أم لم يتفق معها, ورغم تباينها وتباعدها فإنها تترك انطباعاً يكون الجانب التقني فيه يحظى باهتمام لافت, ولفتت إلى أنّها تلجأ إلى الفن التجريدي الذي يثير في عين المشاهد وخياله تساؤلات لا تنتهي لأنّ التجريد بحر واسع وعالم غير مدرك مؤكدة أنّ المواهب الفنية تتجدد بتجدد الأفكار في المجتمع وذات الرسام.
يستطيع المتلقي لهذه الأعمال أن يتحرك في قراءته لتجربة الفنانة من خلال اشتغالاتها المتنوعة وخاماتها الخاصة ومفرداتها البصرية الجمالية التي تقود المتلقي إلى محطات وخيالات واسعة.
وتبرز أناقة مرعي التشكيلية في خلطتها اللونية المكونة من زيت واكريليك، تقول مرعي حول خصوصيتها اللونية: اللون يعني لي الكثير ابتداءً من خلق الرؤية المحددة في ذهني حتى لحظة التنفيذ أرسم من أجل التمتع وخلق رؤية عميقة للعمل الفني أقرب إلى الواقع الحالي.
 
 
عالمي...
الخط العربي في رسوم جدارية عملاقة!!
يستعين فنان الكاليغرافيتي التونسي العالمي إل سيد المعروف ببراعته في الرسوم الجدارية العملاقة والجريئة والمفعمة بالألوان، بالخط العربي التراثي وفن الغرافيتي معاً للتعبير عن آرائه ومثله ولتسطير ما يجول بذهنه.
وتتبدى تلك الملامح بجلاء في أعماله المشاركة بمعرض إشهار خلال برنامج إقامته في دبي، وتُعرض الأعمال بالتعاون مع مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان.
 إذ استلهم ال سيد الأعمال من قصيدة للشاعر الراحل نزار قباني، وبالمثل يعلن ال سيد عشقه لفن الخط العربي رغم قِدَمه ويستخدم منحوتات ضخمة تشقُّ طريقها عبر الجدران والأرضية وتتمدّد خارج حدود صالة العرض، ويجد الزائر نفسه في خضم حوارية أطرافها الشاعر واللغة والشكل وال سيد معاً.
شكراً من القلب للخط العربي تعبير ال سيد المستمر نحو جميع التساؤلات، في أسباب تأصيل العلاقة بين الخط العربي والشارع، وهذا يفسر إحساس الزائر بتذوق الموسيقا أثناء رؤية الأبجديات، وهي تنسج قصيدة كتاب الحب والذي يقول فيها نزار: لا تقلقي.. يا حلوة الحلوات.. ما دمت في شعري وفي كلماتي.. قد تكبرين مع السنين.. وإنما لن تكبري أبداً.. على صفحاتي, ويستمر تأكيد ال سيد في فعل الحب عبر الخط العربي، بمقولة لجان كوكتو: لا يوجد حب، فقط توجد أدلة على الحب.