حوارات شبابية...للفرح ....للسلام ...للحب

حوارات شبابية...للفرح ....للسلام ...للحب

ثقافة

الاثنين، ١٠ نوفمبر ٢٠١٤

ريم الحمش
تحت عنوان حوارات شبابية استضاف ثقافي أبو رمانة معرضاً فنياً رسماً ونحتاً  لثمانية عشر فناناً تشكيلياً من الشباب الخريجين ومن فئات عمرية مختلفة، قدموا ثلاثين عملاً فنياً تنوعت بين أشكال متعددة من الفن التشكيلي والمدارس الفنية كالواقعية والتجريدية والتعبيرية والمزج أحياناً بين مدرستين مختلفتين بتقنيات الألوان الزيتية والمائية والرصاص والأكريليك، إضافة إلى أعمال نحتية على الخشب والبرونز تخطوا بمضمونها منظور الهواة للحياة اليومية إلى الحياة الأعمق وتتبع زوايا الجمال في البيئة والطبيعة والإنسان بألوان تعكس بهجة الحياة وآلامها.
الرسامون هم: حسام طالب, معتز العمري, مينرفا مرعي, إياد جبان, مفيدة ديوب, رامي أبو اسماعيل, فاتن عمران, رهف كاتبة, رنيم اللحام, سليمان أبو أسعد, زها محمد, ماريو بولص.أما النحاتون: سيماف حسين, فيديل كريم, حنان الحاج, فراس الفاضل, بهزاد سليمان, ماريان البواب.
الفنانة التشكيلية سيماف حسين خريجة المعهد التقاني للفنون التطبيقية لعام 2013, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين ومن منظمي المعرض ترى في الفن وسيلة للتعبير عن عواطفها الداخلية وأفكارها وشخصيتها، موجدةً لنفسها مساحة هامة في عالم الفن التشكيلي في زمن قياسي فعلاً، فجاءت مشاركتها بعملين نحتيين على خشب الليمون الأول جسدت من خلاله الثنائية الأبدية بين الرجل والمرأة هذه الثنائية التي أغنت العالم في تواجدها وراحت ترسم هذا الأفق وفق سياقات تواجدهما معاً حتى تستمر الحياة ويعمر الكون مازجة بين الأسلوبين الواقعي والتعبيري وهي تتعامل وتطوع الفكر والحس والبعد الزمني لدى المتلقي البصري، إضافة إلى عمل آخر رصدت من خلاله حياة الإنسان وتحولاته تحت ظروف الحياة القاسية تقول عن مشاركتها: تأتي مشاركتي بهذا المعرض تأكيداً على أننا نستطيع أن نقدم شيئاً رغم هذه المأساة التي نعيشها، كي نصل إلى ضوء ما في آخره يعطينا الرغبة في غد أفضل.
أما الفنان رامي أبو اسماعيل منظم المعرض خريج المعهد التقاني للفنون التطبيقية فيعتبر الفن وجهة نظر المرء الشخصية عن العالم شارك بلوحة واحدة تحت عنوان العازفون، جسّد من خلالها امرأة تعزف على الغيتار ورجلاً يعزف على البيانو مستخدماً الألوان الزيتية بأسلوب التكعيبي متأثراً بأعمال الفنان العالمي بيكاسو يقول: مشاركتي بهذا المعرض دليل على الإصرار لدى الشعب السوري في ممارسة حياته بالشكل الذي يجسد رغبته في الصمود ومقاومة اليأس وحب الحياة والتفاؤل الدائم.
وللفنان التشكيلي ماريو بولص خريج مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية ثلاث لوحات عرض فيها أعمالاً انطلقت من نقطة الطبيعة السورية المتنوعة والغنية بألوانها الجميلة مستخدماً الألوان الزيتية في سبيل الوصول إلى علاقة خاصة وحلول جديدة، ومن جهته يقول الفنان التشكيلي معتز العمري خريج مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية أنه يشعر من خلال الفن بأنه يعيش في بانوراما من اللون والموسيقا، وكأنها في حلم لا ينتهي, وهو يشارك بأربع لوحات مستخدماً تقنيات الحفر جاءت إحداها تحت عنوان نوافذ وأخرى بعنوان حالة جدل تمثل الحالة التي نعيشها الآن في ظل الأزمة من أحزان ومآس مبيناً الروح الرافضة لكل أشكال العنف والإرهاب والكره والحقد، ويُبعث الأمل فينا جميعاً كي يعم الحب والسلام وننتصر على ألمنا وجراحنا ونستمر ببناء وطننا الحبيب, أما الفنان حسام طالب أستاذ الرسم في المركز الثقافي بالقنيطرة له العديد من المشاركات الجماعية, وورشات العمل فقدم لوحتين تشكيليتين حاول من خلالهما الاعتماد على البيئة الجولانية مجسداً حالات الانتظار وانعكاساتها على العاطفة الإنسانية، بالإضافة إلى حالات الحزن والتعب في تكوين الأسرار الدفينة عندما تغافل فرشاته أسرار الأسرار, وتحكي قصة شعب يحب الحياة عبر مضمون اللوحة وصدق عين المشاهد, وللأنثى حضور قوي في أعمال الفنان النحات فراس فاضل خريج معهد الفنون التطبيقية فهي كما يقول: ضمانة لاستمرار الحياة البشرية ورمزها الأسمى، هي الأم تلك الكلمة التي تحمل آلاف الرموز وآلاف المشاعر المرهفة, وهي الحبيبة التي تحمل ذاكرة مستمرة لمشاعر مراهقة وشباب وحتى الكهولة,هي كل شيء جميل، خصب، مرهف، متجدد.
عالمي ...
يبدو أنّ اللعب بالنار ليس بالأمر السيئ دائماً، فقد تأتي النتيجة مدهشة وجميلة، مثل لوحات الفنان الكندي ستيف سباركوز، الذي يرسم بالنار حرفياً، ويخرج بلوحات متقنة، ما إن يضفي عليها لمسات بسيطة حتى تصبح قطعاً فنية تخطف الأنظار.
بدأ سباركوز مشواره في الفن منذ سنوات طويلة، وكان يستخدم ألوان الأكريليك وتلك المائية، لكنه في نهاية الثمانينات من القرن الماضي افتتن بالشكل المتماوج للبخاخ، وبدأ يستخدم أدوات جديدة وتقنيات مختلفة، حتى قرر أخيراً في لوثة فنية أن يستخدم النار، وكانت تلك أفضل لوثة أصابته في حياته كما يقول، حين خطرت له الفكرة في عام 2001, ويقول: العملية برمتها مدهشة أقرب للسحر، وكأن النار أنا، أو صديقتي التي امتزجت بي وبعد محاولات شاقة وتدريب أتقن أعماله النارية، واليوم ينجز لوحات لا تصدق، ويطوع سباركوز الحريق وآثار السواد على الكانفا وغيرها من المواد لتصبح لوحات، تعبر عن أسلوبه الخاص المبتكر، الرسم بالنار.