حمص و"ليالي وادينا"

حمص و"ليالي وادينا"

ثقافة

الخميس، ٢١ أغسطس ٢٠١٤

الأزمنة| حمص : أندريه ديب
بعد أن غابت الأفراح على مدى ثلاث سنوات عن مدينة حمص ووادي النضارة، عادت هذا العام بأسبوع كامل من الفعاليات المميزة. حيث أقيم مهرجان (ليالي وادينا) بالتنسيق والتعاون بين وزارة السياحة ومحافظة حمص, وقد تنوعت الفعاليات بين الفنية والرياضية والتراثية وغيرها. وقد بدأ اليوم الأول فعالياته بحفل فني مع مسير أطفال في مركز ثقافي الحواش, إضافة إلى حفل تدشين النصب التذكاري للشهداء في ساحة دير مار جرجس، أحيت الحفل فرقة جلنار والفنانة ليندا بيطار في ساحة الدير. وشهدت فعاليات المهرجان حملات توعية للنظافة العامة، فقام مجموعة من المتطوعين بحملة نظافة في قرى "الحواش" و"المزينة" و"قلاطية" و"حب نمرة" و"مشتى عازار" و"الزويتينة" و"الناصرة" و"مرمريتا" و"المشتاية" و"كفرا" و"الكيمة".
كما أقيم معرض للصور الضوئية في مركز ثقافي "مرمريتا" ومعرض لرسوم الأطفال في دير مار جرجس وأقيمت بطولة للسباحة، وكان للنحت مكانته الخاصة في المهرجان فقد عرض كلا من الفنانة ميسون حبل والفنان فؤاد عساف مجموعة مميزة من المنحوتات في مركز ثقافي "مرمريتا". وأحيت فرقة موزاييك حفلاً فنياً مميزاً بمزيج من الموسيقا الشرقية والغربية على مدرج جامعة الحواش, وتعتبر الفرقة صورة مصغرة عن شباب سورية بتنوعها الاجتماعي والثقافي, صورة عن إبداعاته وطاقاته. يقول وسيم وماريو بطرس مؤسسا الفرقة في تصريح للأزمنة: "نبعت الفرقة من رحم معاناة سورية الحالي، هادفةً إلى نشر ثقافة الاستماع للموسيقا بعيداً عن ضوضاء الحرب". وبدورها تحدّثنا مارلين مقصود معيدة في كلية الموسيقا جامعة البعث في تصريح للأزمنة : "تتّسم الفرقة بروح التعاون والألفة بين أعضائها وتتكون من أطباء ومهندسين واختصاصيين في الموسيقا". تميّز المهرجان باحتوائه على مكّونات تراث الضيعة في ساحة كنيسة المنتابية في قرية قلاطية.
رئيس الجمعية الفلاحية بديع زيتون يقول في تصريح للأزمنة: "يذكّرنا المعرض بأن جدودنا هم الأصالة ويجب أن نحافظ عليها، ويذكرنا بماضينا الجميل البعيد كل البعد عن هموم الحياة الحالية". وضم المعرض العديد من الأدوات الزراعية القديمة والأدوات التراثية مثل الجرن والجاروش وقنديل الكاز، كما شارك أهالي القرية ببعض منتجاتهم الزراعية, وخصوصاً أن القرية تشتهر بزراعة التفاح.
وقد اختتمت فعاليات مهرجان "ليالي وادينا" في منتجع روتانا السياحي في الحواش, وتم تكريم عدد من الفعاليات المشاركة، وقد حفل الحفل بالعديد من الأنشطة الثقافية والسياحية والاجتماعية والرياضية والخدمية وبمشاركة من الفعاليات الشعبية والاقتصادية والرسمية.
وذكر مدير سياحة حمص علي الحسين في تصريحات صحفية أن المهرجان الذي تم التخطيط له منذ شهرين وذلك بالتعاون بين وزارة السياحة ومحافظة حمص حقق نجاحاً من خلال التأكيد على أن الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية عادت إلى المنطقة بعد دحر الإرهاب بفضل أبطال الجيش العربي السوري, إضافة إلى تنوع الفعاليات ومشاركة الفعاليات المحلية في المنطقة وتعاونها وخاصة أن نشاطاته امتدت إلى معظم قرى الوادي. وبيّن الحسين أنه تم وضع خطة للمهرجان عبر دراسة المجتمع المحلي في المنطقة والتعاون مع أصحاب الفعاليات السياحية فيها والتي أبدت استعدادها وحماستها لتقديم كل ما يمكن على الفور, حيث كان لها دور كبير في نجاح المهرجان لافتاً إلى أنه تم خلال المهرجان التركيز على شريحة الأطفال والشباب من خلال النشاطات الرياضية والغنائية ومعارض الرسم وعلى تعزيز فكرة الارتباط بالأرض والوطن من خلال حملات النظافة, ومعارض التراث الشعبي التي تناولت حياة أهالي المنطقة وعاداتهم وتأصيل هذه العادات في ذهن الشباب, وخاصة في ظل ما نشهده من هجمة إرهابية شرسة هدفها محو تاريخنا وماضينا العريق.
من جانبه بيّن رئيس بلدية الكيمة سمير إسبر أهمية إقامة المهرجان في المنطقة في هذه الفترة من العام والتي تشهد حركة سياحية نشطة, وخاصة بعد عودة الأمن والاستقرار إليها ودحر التنظيمات الإرهابية منها. وبدوره لفت رئيس بلدية الحواش مخلص داوود إلى ما تحقق في المهرجان من نشاطات ثقافية وخدمية واجتماعية أبرزها وضع حجر الأساس وافتتاح نقطة طبية, والمسابقات الرياضية الموجهة للشباب, وإقامة حملات النظافة التطوعية التي شارك بها أهالي المنطقة, تأكيداً منهم على عودة الحياة الطبيعية وإظهار الوجه الحضاري لها.
من جهتها بيّنت مديرة المركز الثقافي في مرمريتا أوديت ديب أن المهرجان كان فرصة لتنشيط الحركة الثقافية والفنية في المنطقة, وخاصة أنها تحتوي على عدد كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين, حيث شكل المهرجان نافذة لتواصلهم مع الجمهور.
وأعرب بسام عثمان وفادي عطية عن أملهما في أن يعم السلام جميع ربوع الوطن كي تقام مهرجانات مشابهة, لأن المواطن السوري بطبيعته محب للفرح والسلام والخير والتفاعل مع الآخرين, مشيرين إلى أهمية إقامة المهرجان, وخاصة أن أهالي المنطقة بحاجة إلى هكذا أنشطة ثقافية واجتماعية ليؤكدوا ارتباطهم بالوطن وحبهم له.