هيام سلمان.. للقماش أيضاً تشكيل

هيام سلمان.. للقماش أيضاً تشكيل

ثقافة

الأحد، ١٠ أغسطس ٢٠١٤

ريم الحمش
artreem@hotmail.com
أول ما يلفت العين في لوحات التشكيلية هيام سلمان اشتغالاتها المتنوعة وخاماتها الخاصة ومفرداتها البصرية الجمالية التي تزيد سعة الأرض جمالاً وإيجابية، فقد استطاعت الفنانة أن تضع بصمة لها في صفحات الفن التشكيلي السوري بألوان وحكايات سطرتها أناملها البارعة في رسومات سكبت فيها كل ما تمتلك من خبرة عين, وثقافة ذهن مؤمنة بقدرة الفن على إنضاج الحياة، واعية في الوقت ذاته لأهمية دورها كفنانة سورية متميزة.
جاءت أعمال الفنانة سلمان تزاحم علامات الحس التعبيري المنفتح على تجريدية الشكل، فقد أفاضت الكثير في جعل لوحاتها تحمل سمة التضاد اللوني وكيفية بناء شكل قابل لكل التقاربات، فكل لوحة تعني بالنسبة لها بداية رحلة بحث دائم عن اللون، السطوع، الملمس والضوء.
ومن خلال ومضات لونية تعبيرية وتجريدية تحتضن الفكرة عبر سياق بصري يقودنا إلى المتعة من خلال وحداتها اللونية, والاقتراب من مخزون رسوم الطفولة المطبوعة في ذاكرتها, والاختزال في مشهدها البصري التعبيري, ما يجعل من عملها الفني عملاً مميزاً ومقدراً بقيمته الإبداعية محققة حضوراً لافتاً في الفن التشكيلي الذي تعتبره جزءاً من حياة الناس.
أما المواضيع التي تطرقت إليها الفنانة فهي مواضيع إنسانية متعددة وجدت فيها التعبير الأمثل لما تتخيله وتراه مناسباً, ولهذا نجد صياغاتها مختلفة للتشكيل الذي تعتمده في الكثير من الأحيان, ومحاولة البحث عن حضور مختلف للمرأة, وكذلك للطبيعة والحياة والحركة في صور تعبيرية مكثفة تحفل بالومضات التي تحتدم فيها النفس البشرية المغلفة بالحزن, الألم, الفرح, الحلم, الإحباط والأمل.
تتجه سلمان مؤخراً نحو تجربة جديدة بالفن تمثل تجدداً للفكر الجمالي والتزييني للمرأة في سورية والوطن العربي عموماً, بالاعتماد على بقايا الأقمشة الملونة مشكّلةً منها لوحات فنية رائعة بطريقة إبداعية قدمتها في صالات المعارض الفنية في دمشق متنوعة الحجوم والنسيج والملمس، متنافرة الألوان متباينة المساحات، لتنجز بشكل عفوي منتوجات بمنتهى الجمال، وهي من خلال منسوجاتها تدمج ذاتيتها وهواجسها التشكيلية، حيث إنها تُخضع الموضوعات التي تتناولها إلى أشكال وتحولها إلى عالمها الخاص عن طريق محاورة اللون وفق تطلعاتها التشكيلية، لتكون هذه الكيفية هي الرابطة الحية التي تجمع بين الفنان وعمله الفني ومن هذا المنطلق تتمثل وظيفة التعبير الأساسية في جعل المحسوس الجمالي صورة للواقع، مؤكدة بأن العمل الفني يجب أن يتحدّث عن الواقع بلغة الفنـان الخاصـة وماهيته الوجدانية الذاتية لتحقيق المزيد من القيم الفنية وإدخال مراحل تجريبية متنوعة تضيف إليه الجدة في الشكل والمضمون الفلسفي, وتكسبه الجانب التعبيري والجمالي برؤية تشكيلية في الصياغة والقالب الجديد لتخرج الأعمال من حدود الشكل المألوف إلى التعبير والإبداع الحر المتفرد.
جمعية "أرسم حلمي"
جمعية فنية أهلية رئيس مجلس إدارتها الفنانة هيام سلمان, وتهدف إلى نشر الوعي الفني واكتشاف المواهب وتنميتها في المجتمع, من خلال إقامة دورات تعليمية في مختلف مجالات الفن التشكيلي من الرسم والنحت والأعمال اليدوية والخط العربي, وتستقبل الجمعية الأطفال من عمر الأربع سنوات واليافعين حتى مرحلة الشباب, وتقام الأنشطة في الجمعية بشكل دوري كل نصف شهر, وبعد كل نشاط تكون هناك جلسة تقييمية للأعمال, وتقوم الجمعية أيضاً باستضافة فنانين كبار يطلع الأطفال على تجاربهم المتنوعة.
عالمي.....
معرض... آمين دعاء من أجل العالم.. ينطلق بالقاهرة
اختار مشروع القافلة الثقافي موضوع الصلاة لمعرضه السنوي هذا العام، وأطلق عليه عنوان "آمين دعاء من أجل العالم"، وشاركت فيه مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين من جنسيات وثقافات وديانات متنوعة، تم عرض أعمال الفنانين المصريين منها بمعرض الفن الحديث بالقاهرة, ويهدف المعرض إلى التعبير عن الخشوع والعرفان في مختلف أوضاع الصلاة في جميع الأديان السماوية، ولتحقيق هذا الهدف تم نحت أشكال بشرية ثلاثية الأبعاد من الألياف الزجاجية بحجم أكبر من الطبيعي، لتجسيد أربعة أوضاع للصلاة في حالة من التواصل والتأمل تجسد المعنى العصري لصلاة آمون القديمة، حيث يوضح كل وضع من هذه الأوضاع وجه آمون عند الصلاة، وتصاحب تماثيل آمون خلال هذا المعرض كلمة آمين، وهي الكلمة الشائعة، أو المنطوقة في صلوات الأديان السماوية الثلاثة.
المعرض والقافلة نفسها في الأصل فكرة للقس البريطاني بول جوردون تشاندلر, وقال في تقديمه إنه رغم اختلاف شعائر الصلاة عند شعوب الشرق الأوسط ومختلف الشعوب الغربية، فإن الصلاة بالنسبة لجميع شعوب تمثل جسراً للتواصل، ومن خلال هذا المعرض نوجه دعاء لشعوب العالم لنشر السلام والعدل والمساواة في العالم أجمع, وشهد معرض القاهرة عرض 30 تمثالاً، تم زخرفتها من قبل فنانين مصريين من المعروفين والشباب.