مهرجان الأغنية الوطنية السورية الأول في أوبرا دمشق

مهرجان الأغنية الوطنية السورية الأول في أوبرا دمشق

ثقافة

الأربعاء، ٢ يوليو ٢٠١٤

أقيم يومي الأربعاء والخميس الماضيين مهرجان الأغنية الوطنية السورية الأول في دار الأسد للثقافة والفنون، وقد عمل على إنجازه عدد كبير من الموسيقيين والمطربين والفنانين، فرقة الأوركسترا الموسيقية بقيادة المايسترو أسعد خوري، مع كورال جوقة الفرح بقيادة الفنان حسام بريمو، وتولّى الفنان المسرحي عجاج سليم إخراج المشاهد الراقصة والدرامية المرافقة للمهرجان. وافتتح المهرجان برنامجه بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء سورية ليعقبها أداء الأوركسترا للنشيد الوطني الذي أدّاه الحضور مع الفرق الفنية متضافرة في أدائها الجماعي مبتدئة بلوحة للفنانة جيانا عيد أعقبها لوحات تمثيلية لكل من الفنانين لينا حوارنة وعلي صطوف ومحمد خير الجراح ويوسف المقبل وقد قدموا ما يشبه بانوراما من تاريخ سورية القديم والمعاصر.
"يا طير سلملي ع سورية" هي الأغنية التي قام مجموعة من المطربين والفنانين بأدائها كان أبرزهم الفنان عاصم سكر والفنان معين حامد وذلك وفق إعادة توزيع لأغنية المطرب السوري الراحل معن دندشي التي سجلها لصالح إذاعة دمشق في سبعينيات القرن الفائت وفيها تغنّى الفنان السوري بجمال وروعة المدينة والريف من شمال البلاد في الجزيرة السورية وصولاً إلى أبعد قرية في الجنوب السوري في السويداء ودرعا ومن البوكمال شرقاً إلى جبال اللاذقية وحماة وطرطوس غرباً. وتضمن اليوم الأول من هذا المهرجان الرائد فقرات فنية عديدة ومتنوعة كان أبرزها أداء كل من الفنانين ميس حرب ونور عرقسوسي وإيهاب فهد بلان وكنانة القصير وريم مصطفى نصري ليختتم الفنان الياس كرم بأغنية "على طول الأيام"..

معن صالح مدير المهرجان:
عمليّاً لا يريد الإعلامي معن صالح مدير التلفزيون العربي السوري ومدير مهرجان الأغنية الوطنية الأول، أن يحصر فكرة إقامة مهرجان للأغنية الوطنية وربطها بالظروف الحالية التي تعيشها سورية، فعلى مدى كل فترات التاريخ لم يتوقف السوريون عن إنتاج أغانٍ وطنية ولم تتوقف حناجرهم عن إنشادها. يقول معن صالح في تصريح خاص للأزمنة: "لا يمكن اعتبار الأغاني الوطنية مجرد أغانٍ للمناسبات، عملياً هي أغنية حب، أغنية فلاح، أغنية عامل، أغنية وطن..." ويضيف: "بشكل دائم ينتج السوريون هذا النوع من الأغنيات، من خلال هذا المهرجان، نستذكر ونستنهض ونحيي محطات من تاريخ الأغنية الوطنية السورية" مؤكداً صالح أن ما تمّ تقديمه خلال يومي المهرجان كخطوة أولى ليس إلا جزءاً صغيراً جداً من تراثنا الغني بكل ما يحمل هويّة وطنية سواء أغنية أو أي نوع من الفنون الأخرى".
"مهرجان الأغنية السورية الوطنية الأول" ما يعني أن هناك ثانياً وثالثاً ورابعاً و... وستكون من خلالها أعمال حاضرة تلك التي لم تتواجد ضمن برنامج فعاليات المهرجان، وبذات الوقت ثمّة أعمال جديدة يتمّ التحضير لها، هذا ما يؤكده صالح مؤكداً أن ما سيحققه المهرجان الأول هو عن كل ما تمّ إنجازه فيما يخصّ الأغنية الوطنية في سورية عبر تاريخ طويل، ليكون المطلوب حالياً "أن نكمل الخطوات في أعمال جديدة متألقة وسوريّة بامتياز".
لا يقلّ عدد المشاركين في إنجاح المهرجان عن 700 شخص، يمثّلون كوادر سوريّة: فرق من المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى والمعهد العالي للرقص، فرقة موسيقية بقيادة أسعد خوري تضمّ طلاب وخريجي المعهد، فرقة رقص تعبيري وفرقة مهتمّة بالتراث، الدكتور عجاج سليم في إخراج العرض المسرحي وأمجد الحسن في الإخراج التلفزيوني، حسام بريمو المشرف على تدريب الكورال ومخلص القادري في إدارة الإنتاج. أغانٍ مختارة بعناية لتشمل ألوان غنائية متنوعة ومراحل زمنية متعدّدة، مجموعة من الأفلام القصيرة لها علاقة بالأغنية الوطنية السورية. يؤكد مدير المهرجان على أهمية كل جهد مبذول لإنجاح المهرجان، مصممو ومنفذي الديكور وعمال الورشات جميعها، وفي كل مفصل من مفاصل العمل كان هناك شخص أكاديمي متخصص. مجموعة من نجوم الدراما السورية مشاركون بلوحات سريعة وقصيرة كان لها حضورها المؤثر؛ إضافة إلى أن المهرجان يضمّ مجموعة فنانين نجوم، ومجموعة من الفنانين الشباب الذين يتمّ إطلاقهم لأول مرة.

ريم مصطفى نصري
تقول الفنانة ريم نصري في تصريح خاص للأزمنة: "تأتي مشاركتي لأمثّل والدي الفنان الوطني مصطفى نصري  في مهرجان الأغنية الوطنية السورية الأول". تشارك نصري في أغنيتين، في اليوم الأول أغنية والدي "وصية أب" وهي من ألحان سهيل عرفة مع إعادة توزيع وفي اليوم الثاني أغنية "سورية رح تبقى سوا" كلمات رفيق بركات وألحان محمد المهدي. وتضيف: "في بداية الأزمة  كنّا وكان الجميع ينتظر من أصالة باعتبارها فنانة سورية وطنية، أن يكون لها دور إيجابي يحتّمه عليها الواجب الوطني؛ ولكن للأسف لم يحدث هذا الشيء!!. وقتها أحسستُ شخصياً أن مسؤوليتي تجاه وطني تضاعفت لتأدية الواجب نيابة عن والدي". وتقول أيضاً: "مباشرة بعد تصريحات أصالة، غنّيت "سورية ع جبين الكون" كلمات مضر شغالة وألحان خالد حيدر وإخراج لؤي بيرقدار. ثمّ كان لي أغنية عن الجيش العربي السوري "بدّا ترجع سورية تضوّي ع الكلّ" كلمات الدكتور نبيل طعمة وألحان خالد حيدر، ومؤخراً كانت أغنية "سيّد الأباة" على شكل أوبريت غنائي كلمات صفوح شغالة وألحان فاروق الجزائري وإخراج نجدت إسماعيل أنزور و توزيع أنس النقشي.". وتختم حديثها بالقول "سأكون حاضرة ومستعدة دوماً كلما ناداني واجبي تجاه وطني سورية لأردّ بعضاً من العرفان".
كنانة القصير:
في تصريح خاص للأزمنة تؤكد الفنانة كنانة القصير على ضرورة وجود مثل هكذا مهرجان، خصوصاً في وقت الأزمات وتضيف: "يأتي مهرجان الأغنية الوطنية عبارة عن أغانٍ قديمة قُدِّمت للوطن وتغنّى بها الناس لأنها حرّكت مشاعر الناس وقت الأزمات التي مرّت على سورية على مرّ التاريخ، والآن نعيد إحياءها بأصوات وطنية"، وتقول "إدارة المهرجان كانت موفقة باختياراتها للأغاني والتي لا تزال في الذاكرة، مؤكدة على الدور الكبير الذي كان للأغنية الوطنية ولا يزال، معبّرةً عن محبة الوطن محبة الوطن والدفاع عنه، ونحن جزء من هذا الوطن، وواجبنا تأدية الرسالة. الوطن بحاجتنا كما نحن بحاجة إليه".

جيانا عيد:
تقول جيانا عيد في تصريح خاص للأزمنة: "نحن كمواطنين سوريين قبل أن نكون فنانين أردنا من خلال المشاركة في هذا المهرجان أن نقول بأن الوطن أهم من كل شيء، وقد أتت الأزمة لتكرّس هذا المفهوم أكثر فأكثر. نحن بحاجة لمهرجانات وطنية دائمة، للأغنية وللكلمة وللتاريخ السوري والذاكرة والوطن.. لم يبق سوريّ إلا ولامس باليد وتأكد كم هي مهمة سورية على خارطة العالم أجمع وليس على خارطة الوطن العربي، هي مركز كوني عندما يختلّ التوازن فيها يختلّ توازن كل العالم. من حق ومن واجب كل فنان سوري أن يكرّس الوطن في كل فعل فني يقوم به؛ ومن هنا تأتي المشاركة لنقول للوطن إننا بدونك ليس لنا وجود، وهذا جزء من أسلوبنا التعبيري النابع من الأعماق".

محمد خير الجراح:
يقول الفنان محمد خير الجراح في تصريح خاص للأزمنة: "درجت العادة مشاركة الفنانين في المهرجانات بمبررات أو غير مبررات، بسبب أو دون سبب؛ إنه واجب وطني. وتأتي المشاركة في هكذا مهرجان لتجعلنا نتشبّث بهويتنا كسوريين ورسالتنا التاريخية التي عُمرها آلاف السنين التي نحملها في الجينات ونعبِّر عنها من خلال أي نوع من أنواع الفنون التي نقدمها" ويضيف: "رغم أن مشاركتي تأتي بإطلالة صغيرة؛ لكن أحسّ أنها تضيف لي وكان يجب أن أقف في هذا المهرجان مع هؤلاء الناس. لأقول كما يقول كل سوري مخلص: "رغم كل شيء فإن إرادة الحياة مستمرة في سورية"..

يُذكر أنه شارك في هذه التظاهرة أكثر من مئة وخمسين فناناً وراقصاً ومنشداً وعازفاً ومطرباً إضافة لمشاركة خاصة من فرقة جلنار للمسرح الراقص التي عملت على إنجاز لوحات راقصة خاصة بمهرجان الأغنية الوطنية الذي يأتي برعاية من الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء وبالتعاون بين وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسة العربية للإعلان.
شارك في المهرجان طلاب مدرسة الباليه بقيادة الفنان محمد شباط بينما صمّم الديكور لهذه الفعالية المهمة الفنان معد الراهب الذي استوحى أجواء عناصره الفنية من معالم المدينة السورية العريقة موظفاً عمارة مبنى البرلمان وقلعة حلب وآثار إيبلا وماري على خشبة الأوبرا، بينما قام الفنان أسعد خوري بإعادة التوزيع الموسيقي للعديد من الأغنيات الوطنية، وصمّم الإضاءة لهذه التظاهرة الفنية الفنان بسام حميدي لتتآلف عناصر الضوء والإيقاع واللون والأزياء والديكور مع ما قدمته الفرق الفنية المشاركة من رقص وغناء وموسيقا.
حضر المهرجان وزير التربية الدكتور هزوان الوز، والدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، والدكتورة كندة الشماط وزيرة الشؤون الاجتماعية، وعمران الزعبي وزير الإعلام، وأحمد الأحمد أمين عام حركة الاشتراكيين العرب، وحشد من الإعلاميين والفنانين والأدباء والنقاد.