جدلية الحياة والموت في منحوتات حسام جنّود

جدلية الحياة والموت في منحوتات حسام جنّود

ثقافة

الاثنين، ١٦ يونيو ٢٠١٤

ريم الحمش
artreem@hotmail.com
حسام جنود نحّات مبدع يملك تصوراته، فيما يطرحه دائماً من اقتراحات وأعمال واجتهادات ذهنية وبصرية بصبغة منضجة على فصول مزدهرة، تعبر مراحل عدة ذهاباً وإياباً ليصل إلى مرحلة الجرأة، في أعماله أشكال جديدة: التخلي عن الواقعية المباشرة، عودة إلى عالم التعبيرية والرمزية، يجمع بين التفاصيل والتجريد بحالة خاصة عميقة أبعد لمسار فنون نهضوية وتحولاتها بموادها البدائية وبطبيعتها التمثيلية وهندسة أشكالها التي تتصل بتحولات تصويرية، أعمال تحتاج إلى دراسة معمّقة لوجوهها وأجسادها وخطوطها وما وراءها، ومتاهات من العفوية الآسرة واللعبة البصرية، لعبة النفس البشرية في تكوراتها الوجودية ومادتها الحسية الفكرية المشبعة باستيهاماتها وتجلياتها.
يـعرِّف حسام الفن التشكيلي بأنه الحيّز المنيع الذي تزدهر فيه الحقيقة الأزلية.. وهو إحساس يرافقه الإبداع، لذا فربما تؤثر على الفنان حالة معينة أو قضية ما يرى أن من واجبه عمل شيء لينتصر لذاته وللمجتمع المحيط به، كما أن الصور الجمالية والطبيعة بما تحويه من إبداعات الخالق سبحانه مصدر إلهام للفنان النحات والرسام المتذوق، فجميعهم طامعون إلى نقل الجمال الرباني الذي لا يضاهيه جمال.. والفنان التشكيلي هو الإنسان التواق للمطلق حيث لا تدوم معه ملحقات الحقيقة, ويقول:
صباح دمشق بجمالها وبساطتها، وهدوء حركتها الصباحية يجذبني دائماً لأبدأ في التسلل قبل طلوع الشمس إلى عملي أو تلك التي تبلورت فكرته في خاطري، فأقف أمام العمل وأبدأ بأول لمسة له وأتركه على عجل واعداً إياه أني رفيقه في المساء.

وتأتي أعمال جنّود نتيجة تطور رؤيته البصرية لرصد الإنسان في تحولاته على أكثر من صعيد فكري، حيث يجمع الفنان في أعماله الفنية ما بين النحت والرسم، ليشكل بأدواته (الأزاميل) و( الصب البرونزي) ويصوغ أفكاره حيث ينهل المفردات والرموز ليقترب من عمق دلالة جميع المنحوتات الإبداعية له في حالة روح الأنثى التي تتسيّد في عنفوان عالمه الداخلي لتتشكل في روح حالة الخصب والعطاء والإيثار والحميمة؛ حيث المرأة بطل رئيسي في مفاهيم رمزية أعماله المرمزة بأشكال ترابطها التواق إلى وحدة أسلوبية عالمه الفني النحتي؛ لأن المرأة كائن جمالي في عمق أعماقه المشتاقة لجدلية الكون في جدلية تراث الإنسان مابين الماضي والحياة الاستهلاكية المشبعة بروح الفلسفة الوجدانية التعبيرية الموحية بحركة الحياة في ثنايا طيات أفكاره التي يريد أن يعبر عنها في حالات استلاب الإنسان إذ تنطلق الأشكال لديه من مبدأ ثنائي كما هو الحال في الحياة الثنائية الربانية الموجودة في الحياة والموت.. الخير والشر.. الحب والكره.. الذكورة والأنوثة من خلال تلخيصٍ رمزي لعناصر الحياة محملة بروح رياضية فنية رشيقة تدعو للخروج إلى الحياة والضوء فنلحظ في أشكاله عناصر ليّنة رشيقة أنثوية تُراقص العناصر الأخرى وتحاورها من خلال مبادئ النحت الكتلة والفراغ مشكلةً تناغماً عذباً ملخصاً لما يدور في النفس البشرية وما حولها على مساحة عالية من الحرية والجمالية في تنسيق مدروس لتكوين الفضاء التشكيلي فضاء يتلقف العين مثل مغنطيس خفيّ، لا يجذب بقوة، لكنه لا يفلت البصر بسهولة ويحقق وصلاً وجداني بين المتلقي والمنحوتة وصل يوالف بين الخشوع والصعود خالصاً إلى توطيد عالم ما ورائي فجاءت التقنية عالية الأداء من خلال تعدد الأسطح بين الخشن والناعم واللامع والمطفي والمؤكد كل هذه المعالجات عكست قيَما جمالية ودرامية وأكدت خصوصية الفنان في التعامل مع البرونز, وتبقي حقيقة أن الفنان نجح في تحدي موجات التجريد بهذه الأعمال التي تُبرز قيم النحت وجماليات الرسم والتصوير.
هكذا يعمل حسام جنّود بشيء من الاقتصاد وبلاغة النحت التي يجيدها خالية من الثرثرة ويفضل أن يرى خامته عارية تقدم نفسها بنبل الطبيعة، لذلك تكتسب أعماله سِمة روحية واضحة.

عالمي...
"رحلة الألوان" لـ مارفن بلديمور في خليج الزيتونة
بمناسبة الذكرى الـ 116 لإعلان استقلال دولة الفيليبين، تنظّم السفارة الفيليبينية بالتعاون مع شركة سوليدير، أول معارضها الفنية بعنوان: رحلة الألوان للرسام الفيليبيني مارفن بلديمور برعاية بنك بيروت وويسترن يونيون في نادي اليخوت خليج الزيتونة.
يضم المعرض أكثر من 20 لوحة حديثة، تعكس مناظر الفيليبين الطبيعية وحياة الناس فيها وتقاليدهم، ويسلط الفنان الضوء على التراث الغنيّ للفيليبين بلداً وشعباً، من خلال أسلوبه الخاص والألوان النابضة المستخدمة في أعماله المعروضة, وقد خص الفنان لبنان بلوحات مميزة تختزل جمال الطبيعة والحياة فيها.
ولد الفنان بلديمور في العام 1969، ويتحدّر من عائلة فنّية معروفة نمّى مهاراته بشكل فطريّ وبرزت أعماله في معارض عالمية، يتميز بقدرات فنية عالية وموهبة استثنائية، جعلته ينال العديد من الجوائز في بلاده والخارج.