المفكر الدكتور نبيل طعمة: إقبال السوريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية صورة للوعي الوطني والانصهار ضمن بوتقة سورية

المفكر الدكتور نبيل طعمة: إقبال السوريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية صورة للوعي الوطني والانصهار ضمن بوتقة سورية

ثقافة

الاثنين، ٩ يونيو ٢٠١٤

إقبال السوريين اللافت على المشاركة في الانتخابات الرئاسية هو صورة لعودة الوعي الوطني أمام الاستحقاقات الكبيرة كما يراه المفكر والباحث الدكتور نبيل طعمة كما أنه مؤشر لعودة الوحدة واللحمة الوطنيتين والانصهار ضمن بوتقة سورية.
وقال الدكتور طعمة في حوار مع سانا الثقافية إن حالة الانتخاب شكلت ظاهرة ديمقراطية تخص المجتمع السوري على اعتبار أن هذا الحدث هو بوتقة الخلاص مما مررنا به من خلال الشعور الحقيقي والإيمان الدقيق بأن الرئيس بشار الأسد الذي أجمع عليه السوريون سيجسد معهم لغة الخلاص والسير إلى الأمام ومحو آثار الأزمة.
وإزاء تدافع السوريين للتصويت على اختيار رئيسهم رأى طعمة أن أبناء جلدته بدؤوا يخرجون من الأزمة أقوى من السابق وصمودهم بوجهها أنهى الخوف من عقولهم ومن قلوبهم ومنحهم قوة الإيمان بالوطن والأرض والإنسان أما المشاعر السلبية التي حاول الغرب وبعض الأنظمة العربية زرعها فقد انتهى مفعولها في اللحظة التي اصطف فيها السوريون أمام المراكز الانتخابية.
ويشارك د.طعمة العديد من السوريين الرأي بأن الأزمة التي انطلقت شرارتها قبل ثلاثة أعوام أثرت على نهضة سورية التي بدأت مع الألفية الجديدة ويعتقد أن مشروع الشعب السوري للارتقاء الفكري والاجتماعي والاقتصادي اصطدم بعراقيل وضعتها أطراف المؤامرة على سورية ولكن الوعي الكبير الذي تجلى خلال الانتخابات الرئاسية أوضح جليا أن السوريين يتمسكون ببعضهم خلال الأزمات كما أظهر حجم الانتماء والولاء للوطن مؤكدين مجددا أن الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه.
ولما كان د.طعمة متخصصا في الشأن الفكري الإنساني وباحثا درس تاريخ سورية عبر العصور يشير إلى أن الأزمة التي عصفت بمجتمعنا لم تكن وليدة شعبنا أو نتاج فكره انما هي عملية مركبة مخطط لها لغاية اختراق الوعي السوري النهضوي الفاعل دائما ضمن منظومة الأمة العربية والإسلامية وحامل لواء تطوير الفكر الإنساني العربي فضلا عن إسهاماته التاريخية التي تشهد له إن كان في بناء الحضارات أو في انتشار الرسالات السماوية.
ويسهب د.طعمة في شرح المضامين التي ارتكزت عليها حملة الدكتور بشار الأسد الانتخابية والتي انطلقت من كلمة واحدة هي "سوا" وتعني جمعينا أو بمعنى أوسع وحدتنا في قوتنا وفي التئامنا ونجاحنا في تحزمنا ببعضنا معتبرا أنه لا يمكن للسوريين أن يبتعدوا عن هذه الكلمة الراقية والتي تدعو إلى وحدة السوريين وإلى الانتباه لما يحاك لهم.
وتظهر الحاجة خلال المرحلة القادمة في منظور طعمة الفكري إلى تسريع الخطى في مشروع إزالة آثار الأزمة وإعادة بناء اللحمة الوطنية والفوارق التي بدأت تظهر بين تقاطعات مجتمعنا والتركيز على بناء الإنسان والعمل حثيثا لتحقيقه مشيرا إلى أن العمران الاجتماعي والاقتصادي والسياسي تحصيل حاصل لأن السوريين بطبعهم بناؤون.
ويجد د.طعمة في الظروف الحالية فرصة تاريخية أمام المثقفين لصناعة دورهم التاريخي وتكوين رأي عام وطني عبر إنتاج أعمال فكرية وإبداعية من صميم الأزمة ضمن متلازمتي سورية العروبة والإسلام لا تقصي الآخر وتوءمن به وتدعو الجميع للإسهام بالبناء الفكري والاجتماعي والأدبي الراقي والإنساني والفكري المنجب لقوة الشخصية السورية.
ويختتم د.طعمة بالقول إن صناعة الثقافة مهمة وطنية دقيقة شديدة الأهمية تنشأ قوتها ويتضاعف دورها في الأزمات ويكون منتهاها المفترض إيجابا لصالح الشعب والتي ستصون سورية أمام أي تحد قادم.
يشار إلى أن الدكتور طعمة من مواليد دمشق حاصل على شهادتي دكتوراه في الميكانيك والعلوم الإنسانية من أوكرانيا وإيطاليا كما أسس عددا من الدوريات الثقافية والاقتصادية وألف عددا من الكتب منها فلسفة التكوين الفكري بأجزائه السبعة وله مجموعة من الدواوين الشعرية كما حاز على جائزة اليونسكو للسلام لعام 2007.