ماجد الأطرش...حوار الطبيعة

ماجد الأطرش...حوار الطبيعة

ثقافة

الاثنين، ٢٦ مايو ٢٠١٤

ريم الحمش
 ARTREEM@HOTMAIL.COM
تزخر بلادنا الحبيبة بمواهب عدة من الشباب الطموح والمتسلح بالثقافة والاطلاع.. النحّـات ماجد الأطرش بدأ مشواره في سن مبكرة بموهبة فطرية توّجَها بدراسة خاصة لمبادئ الفن التشكيلي، فحبّه للفن هو الدافع الأول لتطوير مهارته بالنحت على خامة الخشب وكذلك الصبر والعزيمة والإصرار ومتابعته للساحة الفنية هي من ساعده في تطوير ذاته الفنية وأمدته بالتركيز والرؤية الكافية ما يستحق التوقف عنده للتعرف على نموذج ناجح جداً للفنان التشكيلي السوري الذي استطاع بالإصرار والإرادة الوصول إلى مرحلة الاحتراف.
النحات ماجد الأطرش من جيل الفنانين الشباب التقيناه في معرض الربيع السنوي التشكيلي الذي أقيم في صالة المركز التربوي للفنون التشكيلية مؤخراً.. يعرِّف الفن التشكيلي بأنه مرآة نستطيع من خلالها قياس رقي المجتمعات وتقدمها الحضاري, وهو حالة دائمة من المشاعر والأحاسيس والرؤى تختلف من فنان لآخر.
انطلق النحات ماجد منذ بداية إنتاجه باحثاً عن مفهوم جديد في دنيا النحت, فقدم لنا تصوراته الفطرية ضمن تشكيلات نحتية باتجاه الأساليب التعبيرية التجريدية, درس الكتلة والفراغ، الظل والنور، موسيقى الطبيعة والألوان، مؤمناً بأن كل الجماليات في العالم هي من لمسات الفنانين، ولأن الأفكار الموجودة عند النحاتين والفنانين التشكيليين بصورة عامة قادرة على تحويل أية بقعة في الأرض إلى واحة ولوحة جمالية لا تضاهى.
استطاع النحات ماجد إنجاز الكثير من المنحوتات؛ فهو دائماً يجرد المنحوتات ويمنحها صيغة فلسفية تبقى خلالها فلسفية الفكرة هي المحور الارتكازي, فهو يؤكد أن عمله يعتمد على مواد من الطبيعة نفسها وكل ما كان عليه فعله هو البحث عن الأخشاب واكتشافها فهو يملك مخيلة قادرة على أن ترى الجذور والأخشاب بزوايا مختلفة وعبر أشكال ملفتة فبدأ بتفحص كل غصن يقع بين يديه من ناحية القياس والشكل والمشاعر التي تحكيها الأغصان, وتحويلها بين يديه إلى قطع فنية وأشكال رائعة الجمال أو مجسمات مختلفة لأشكال إنسانية أو أشكال رمزية مختلفة لمنحها الاسم والصفة ومن ثم تنظيفها من الأتربة والأوساخ ثم التخلص من الفروع الزائدة وأخيراً طليها بطلاء لماع لحمايتها واستجرار بريقها, ما يجعلنا حقاً نقدر الطبيعة وإمكانيات هذا الفنان المميزة قبل كل شيء الذي أدرك بأن النحت هو أقرب توصيلاً للمعنى إلى المتلقي البسيط أكثر منه مما في اللوحة التشكيلية، لأن النحت يتعامل مع جميع الأبعاد بالنسبة للمشاهد العادي، والمنحوتة يمكن النظر إليها من عدة مساقط واتجاهات، ومجموع هذه المساقط تعطي قراءة ومعنى للمجسم النحتي, وتعكس أبعاداً تعبيرية ومفاهيم ثقافية تثري عمله الفني وتجذب المشاهد للتأمل فيها والتمعن في ملمسها حيث ينفرد الخشب بخصائصه البصرية من حيث الشفافية والإعتام وتفاعل المادة مع اللون والضوء وبالتالي التفاعل مع البيئة المحيطة, وهذا ما شاهدناه من خلال أعماله الفنية إلا أنه اكتسب خبرة كبيرة لحبه عمله المتواصل واطلاعه مما صقل خبرته البصرية لهذا النمط النحتي لطالما يتطلب ذوقاً خاصاً وقدرة خاصة على صياغة المطلوب؛ فالتعامل مع هذه الخامة يمنح النحات الدافعية لإنتاج ما هو جديد بالوقوف أمام عجلة التحدي التي يلقاها.

عالمي

رالف كوين فنان المشاهير....
لا شكّ في أن الفنان التشكيليّ قادر اليوم على أن يكون صوت جمهوره، فيجسد أفكاره بما يرسم من ملامح ويصنع من مجسّمات، ويتخذها سبيلاً لتوجيه النقد لمجتمعه حيث أن كثيراً من الرسامين مَن أحدثوا نوعاً من التغيير والتحوّل في الأفكار والمواقف بسبب إبداعهم الفني, وعلى كثرة التقدم التقني في عالم الأفلام والصورة، ما تزال الريشة تملك سحرها الإيحائي والنقديّ الذي يتجاوز حدود المكان والزمان والرمز الاجتماعي، ليطال في الأشياء ما تخفي من دَلالات حيث لا نعدم انصباب الفن التشكيلي، ومنه فنّ البورتريه وفنّ التجسيم، على رسم الملوك والرؤساء والمشاهير لتكون موضوعاً للوحات تظلّ ذكرى متحفية في التاريخ الإنساني.
يركز الفنان "رالف كووين" في رسمه ملامح وجوه مشاهير السياسة والفنّ على كشف بعض المعاني والأفكار التي تعبر عنها شخصياتهم.
عرَف فنّ البورتريه انتشاراً واسعاً وتعاطاه كثير من الفنانين فمن العرب نذكر الفنان جمال قطب الذي رسم أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ وجمال عبد الناصر، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، وكثيراً من الملوك والزعماء, ويعتبر الأمريكي "رالف كوين" من أشهر مَن اختصّ في رسم وجوه الزعماء إذ رسم بورتريهات العديد من الشخصيات السياسية الهامة في العالم مثل الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي.