شاهر الزغير.. موسيقى و كلمات شاعر

شاهر الزغير.. موسيقى و كلمات شاعر

ثقافة

السبت، ١٧ مايو ٢٠١٤

ريم الحمش
artreem@hotmail.com
يعد الفنان بشكل عام إنساناً مرهف الحس والمشاعر, وهو يتأثر بكل ما هو حوله من مؤثرات سواء كانت إيجابية أم سلبية, والشعر والموسيقى من المؤثرات المهمة التي تترك انطباعاً كبيراً بالنفس حيث يترجم الفنان هذه المشاعر ويبرزها في أعماله, فالتشكيل والموسيقى والشعر أدوات تعبير, وكل هذه الأدوات لديها قدرة تصويرية تجمع بين الصورة العاطفية والذهنية, ويضم التشكيل إلى قدراته الإبداعية التي تذكرنا بالصورة البصرية فهو يجمع في محيطه كل الخصائص التعبيرية، إنه امتياز إبداعي يردد صوت الموسيقى ويعزف كلمات الشاعر.
هذا ما تؤكده لوحات الفنان شاهر، فهو يعيش جو اللوحة ويتنفس ألوانها بموسيقى تتغلغل إلى داخله لتساعده على التعبير عن أحاسيسه بطريقة مختلفة حتى تمكن من تقمص شخصية اللوحة والرسالة التي سيقوم بتوصيلها من خلال العمل الفني وهي غالباً ما تكون رسالة جمالية يستقيها من خلال النغمات الحالمة, في لوحاته إبداع وفن نابع من الداخل يعبّر عن الأفكار والعاطفة معاً ينتج عنها إبداع مميز.
يتناول الفنان شاهر ثلاثة موضوعات رئيسة: الزهور والمرأة والبورتريه، وهي بمجموعها تقع ضمن المدرستين الواقعية والانطباعية فيها الكثير من الضبابية تعطي العمل شيئاً من الأبعاد الفكرية التي يحاول توضيحها ضمن تلك الشفافية والضبابية التي تنشر الإحساس بمزيج وتجريد لوني يجسد حالات إنسانية مختلفة من حالات التأمل والمواجهة مع الذات.
تميل ألوانه إلى الأزرق والبنفسجي بلمسات خاصة تتقاطع مع الشخص المرسوم محاولاً عكس صفاته الإنسانية الفكرية والنفسية على وجهه، وإضافة إلى البورتريه لديه مجموعة من الأعمال بحجوم مختلفة كبيرة ومتوسطة وصغيرة موضوعها الأساسي المرأة بعمقها الاجتماعي والنفسي ومضمونها الفكري, في لحظات ضعف أحياناً، وتضفي ألوانها على ملامحها تفاصيل قوة أحياناً أخرى في مشاهد لونية مكثفة لا تخلو من المتعة البصرية، تختلط فيها الخطوط مع الألوان لتكون في النهاية وجوهاً مفعمة بمشاعر الوجود المتناقضة وبتشكيل وضعيات تتعانق مع الموضوع المطروح وبألوان تخدم المعنى الذي يخوض غمارَه مما يعطيك شعوراً بالراحة والاقتناع بالأفكار المقدمة في لوحة فنية, أما من ناحية الألوان فهناك  أحياناً تركيز على الأزرق والزهري والوردي (الموف) لأنها تعبر عن الحلم والرومانسية والأمل ودفء الموضوع وأيضاً هناك الألوان الباردة كالبنفسجي الذي يعبر عن الحاجة إلى الحنان.
أما لوحات الزهور فقد جعل منها أشكالاً وحكايات ذات ألوان متشابكة ومتعانقة ومتنافرة أحياناً يطغى على جميعها تقريباً اللون الأزرق الذي يعشق وفيها التجريدية والتعبيرية.
كما جسد الفنان شاهر الزغير في إحدى لوحاته رواية مئة عام من العزلة للروائي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز حيث حاول أن يأخذ من روح هذه الرواية ويسقطها على اللوحة الفنية من خلال التكوين والخطوط والألوان, ولأنه رأى فيها أحداثاً كثيفة بعيدة عن الواقع من ناحية العلاقات الاجتماعية والمعيشية والكوارث الغريبة من خلال تقديمه لشخصية أنثوية عبّرت عن مزيج من شخصيات الرواية محاولاً الاستفادة من خصائص المدارس الفنية المتنوعة وكيفية تقاطعها مع الذات والحس الإنساني.
الفنان التشكيلي شاهر زغير من مواليد السويداء 1978 خريج كلية الفنون الجميلة لعام 2010 قسم التصوير, مشارك في العديد من المعارض الجماعية, مهرجان المزرعة, معرض شهبا السنوي, معرض بنقابة المهندسين في السويداء بالإضافة إلى المعارض الجماعية التي تقام بصالة ألفا للفنون التشكيلية بشكل دائم، مهرجان السويداء السياحي، وله مقتنيات عدة في دول مختلفة منها سورية, السعودية, قبرص وروسيا.


عالمي....
التشكيلي رضا عبد الرحمن في معرض الأسطورة
 افتتح الفنان الدكتور رضا عبد الرحمن معرضه بعنوان "الأسطورة" في جاليرى مصر بالزمالك, ويضم المعرض 20 لوحة تصوير بخامة الزيت والأكريليك، تتناول علاقة المرأة بالأساطير برؤية فنية خاصة تأثر فيها بالطبيعة حول مرسمه المطل على النيل.
 تعبر اللوحات عن مفهوم الأسطورة المرتبطة بالأحلام و القيم الإنسانية, وعن  زمن منفتح وغير مرتبط بوقت، فهو الذي يجمع ما بين الماضي والحاضر والمستقبل بطقوس معينة، وتحتوى أيضاً على رموز إذ لا يمكن أن نجد أسطورة بدونها، ودور الأسطورة هي أن تفسر تلك الرموز, ولا يمكن تفسيرها إلا إذا كانت مصاحبة لأداة مثل التي في لوحات الدكتور رضا عبد الرحمن فيوجد بها من يشبه الصلاة أو الحوار أو وجود بعض الطيور, الخيول التي تمثل فكرة الموت والحياة, وفي اللوحات رمز النباتات والزهور وهى مرتبطة بالضوء والشمس، والأسماك، رمز الخصوبة والحياة المتجددة وأصل الحياة وترتبط بكل جوانب الأم العظيمة والأرض، تراه ممتلكاً المعالجات اللونية الرائعة حين يستخدم بمهارةٍ خصائص اللون، عن طريق تراكُب طبقاته الرقيقة، لتَنتُج عن ذلك شفافيّاتٍ تُراوِحُ بين مغازلة عين المتلقي، وبين إغناء السطح التصويري بتراكُماتٍ يتردد صداها في أنساق زمنية متعاقبة.