معرض الربيع السنوي للفن التشكيلي السوري

معرض الربيع السنوي للفن التشكيلي السوري

ثقافة

الأحد، ١١ مايو ٢٠١٤

ريم الحمش
artreem@hotmail.com
في تجمع تشكيلي مميز كشف أكثر من مئة وأربعين فناناً وفنانة من فناني التشكيل السوري الشباب ممن لم تتجاوز أعمارهم الأربعين عاماً كشفوا عن أعمالهم التشكيلية الجديدة في معرض الربيع السنوي من تنظيم مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين الذي افتتح في صالة المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق المصممة على طريقة الغاليريات العصرية.
ضمّ معرض الربيع لهذا العام أكثر من 140 عملاً فنياً لكثير من الأسماء الشابة والمتميزة من حديثي التخرج كلاً في اختصاصه من تصوير زيتي نحت, غرافيك, خزف، والمشاريع التجريبية بالاعتماد على مجموعة من الاتجاهات والأساليب الفنية المختلفة, تعكس واقع الحركة التشكيلية الشبابية في سورية اليوم.
الفنان عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة يعتبر معرض الربيع من أهم المعارض الفنية في سورية، حيث يعود تاريخ هذا المعرض إلى ستينيات القرن الماضي، إضافة إلى ما يقدمه من أسماء تشكيلية ساهمت وما تزال في عملية الحراك التشكيلي السوري، سعياً لتقديم هذا الحدث الفني بأجمل وأرقى سويّة ممكنة، وخاصة أنه يلاقي اهتماماً من الشباب أنفسهم، وهم شباب نفتخر بهم وبما يحملونه من أفكار متجددة بجوهرها وألوانها، وبما يقدمونه من أعمال جريئة الطرح إن كان على الصعيد اللوني أو التعبيري، من جانبه أكد طلال العبد الله "فنان تشكيلي وعضو في لجنة التحكيم" على أهمية دعم الشباب على اختلاف توجهاتهم الفنية وخاصة الموهوبين منهم وقد ساهم في إنجاح هذا المعرض لجنة تحكيمية مختصة عملت على دراسة الأعمال المقبولة بشكل أكاديمي وشفاف، فسورية تحوي على الكثير من المبدعين الهواة والمحترفين.
وجدير ذكره أن هذه الدورة لمعرض الربيع السنوي تكرّم تجربة الفنان نذير نبعة، وهو أحد رواد الجيل الثاني من الفنانين التشكيليين السوريين 1938, الفنان الذي أسهم في إرساء الأسس الجديدة للحركة التشكيلية الحديثة والمعاصرة، ناهيك عن امتلاكه أسلوباً خاصاً ورؤية متفردة، خاصة في إطار العلاقة مع البيئة والأسطورة ومعالجتهما على سطح اللوحة، ومن خلال عوالم وعلائق لونية مبهرة.. حيث استطاع، طوال أكثر من نصف قرن، أن يقدِّم تجربة فنية اتَّسمت على الدوام بالخصوصية والتطوّر والانعطاف، بحسب كلِّ مرحلة من المراحل التي كان فيها باحثاً شغوفاً، مطوراً أدواته وموضوعاته، حتى أصبح مدرسة بحدّ ذاتها، يشار إليها بالامتياز ضمن خارطة الفن التشكيلي السوري.
كما اشتمل المعرض في  جانب منه على مجموعة مهمة من الكتب والإصدارات التي تعنى بمسائل الفن والتراث وقضايا العمل الفني والتشكيلي، وهي من إصدارات الهيئة العامة للكتاب، وهذه بادرة جديدة تسجل للجهة الراعية والمنظمة للمعرض.
الفنان التشكيلي سامي الكور خريج كلية الفنون الجميلة شارك بلوحة بعنوان "عشاء" بأسلوب التعبيرية الانطباعية معتمداً على إنتاج فُرج ضوئية لتحديث المعنى، واشتقاق اللون من جنسه، وإنجاز تكوينات لونية متوالفة، بطبقات خفيفة وأشكال فارقة، وبناء الفضاء على أنقاض أبعاد متنوعة للفراغ، وإحداث ترانيم موسيقية، وإفراز أشكال راقصة، وتحريك الكتلة بدقة وتناغم عبر مساحات كثيفة وشاسعة بتلقائية واحترافية، يتيح للمتلقي المشاركة في القراءة الجمالية لأعماله.
قدم الفنان سامي الرفاعي لوحة بدون عنوان ,وهي عبارة عن تجربة تشكيلية واعدة تنم عن امتلاكه لحس إبداعي وأسلوب فني تعبيري وتشخيصي خاص به في التعامل مع الألوان والتعبير عن الأفكار والأحاسيس وأيضاً الألوان المُمَوْسقة التي لا مكان ولا زمان لها، لكنها تظل في نفس الوقت مندمجة في كل الأمكنة والأزمنة.. إنها أيقونات مبتهجة تنبعث من عمقها أطياف المسطحات والنماذج المرسومة والمؤطرة بخطوط رخوة سريعة التنفيذ، وأخرى منثالة تجسد مرونة الفنان ولباقته الجمالية وقدرته على خلق التفاعلية البصرية المفترضة بين اللوحة والعين..وبين العين واللوحة.
أما الفنانة سهير العطار فقد قدمت لوحتها مجموعة من أزهار التوليب بالألوان المائية الشفافة باعتبارها إحدى الخامات الصعبة بأسلوب يعتمد على البساطة والاختزال, وهي تمتلك ريشة حرة تحاكي الطبيعة بجمالياتها وألوانها الرائعة.
بينما شاركت النحاتة أروى الخضور خريجة كلية الفنون الجميلة, بعمل من مادة الخشب المطعم بالمعدن تدور فكرته حول المرأة الشرقية, وهي تقدم مشهداً نحتياً جديداً، وتسعى لتواكب العصر فتبتكر ما يناسبها وما يدهش العين، من خلال أسلوبها في تحوير الواقع والوقائع.
أما الطبيعة الصامتة فهي حاضرة في لوحة الفنانة آلاء إسلام معتمدة في أسلوبها على الرسم بالخطوط الدقيقة على سطح الورق الأبيض بريشة فنانة مرهفة الحس رسمتها بأناملها المحبة للفن والجمال.
 ديما سليمان قدمت عملاً خشبياً طوله 40 سم اسمه احتواء عبّرت عن فكرتها بجسد امرأة إذ رأت بالمرأة رمزاً للمجتمع, في حين قدم الفنان هشام المليح منحوتة من مادة خشب الصنوبر, بعنوان: (فانتازيا) بأسلوب مبسط, وإحساس جميل, ليضعنا في التأمل وفي سحر المشهد الجمالي، وكل هذا يأتي لأن الفن التشكيلي لديه، لحظة عشق باتجاه أبعاد تجعل الفن، كالعمل المبتكر، قيمة وجود بلا حدود, بوصفه الفن التشكيلي تعبيراً عما هو مخزون داخل القلوب البشرية من انفعالات وأحاسيس ذات رسالة معيّنة موجهة من قبل الفنان للمتلقي عبر العصور والأزمنة.
الفنانة ضحى الخطيب شاركت بلوحة أسمتها "عشاء أخير مع آخر الفرسان" تضمنت ذكريات من الزمن الماضي تجسّد صورة الحب والألفة, وتحت عنوان "سوق معدن" شاركت الفنانة ميس الكيلاني بلوحة طباعة خشبية بأسلوب الغرافيك تعكس حركة الناس, الفنان أحمد يوسف سنة رابعة قسم تصميم مسرحي قدم عملاً تشكيلاً في الفراغ يعبّر عن أربعة أشخاص هزيلين يحملون قوقعة وهي فكرة مأخوذة من مسرحية للكاتب الروسي أنطون تشيخوف.