"2015 مئوية الإبادة الأرمنية" لـ سمير عربش

"2015 مئوية الإبادة الأرمنية" لـ سمير عربش

ثقافة

الأربعاء، ٣٠ أبريل ٢٠١٤

يأتي كتاب "2015 مئوية الإبادة الأرمنية" لسمير عربش والصادر حديثاً عن دار الشرق للطباعة والنشر 2014 ، ليضيف لبنة جديدة إلى عشرات الكتب التي تناولت قضية الأرمن من مختلف جوانبها "علّه يكون بمثابة صوت صارخ في الضمير العالمي، ذلك أنه يسلط الضوء على تاريخ أرمينيا، منذ قرون ما قبل الميلاد وحتى الاحتلال العثماني، ثم يتطرّق إلى جرائم الإبادة التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني المسالم، والتي أثارت موجة من الشهادات الحية حول فظاعتها". كما يتناول الكتاب- مدعوماً بالصور-  فصولاً تحت عناوين مثل: أين القانون الدولي من القضية الأرمنية، أرمينيا من عمق التاريخ حتى الاحتلال العثماني، السلطان الأحمر، الاتحاديون والمجزرة الكبرى.. فظاعة ووحشية، شهادات حية، المحكمة الدائمة للشعوب، الأرمن كما أسطورة طائر الفينيق، أرمينيا معلومات عامة، وريث الدمويين.. كسب نموذجاً، أهم الأحداث في تاريخ الشعب الأرمني..
يقول الدكتور نبيل طعمة في تقديمه للكتاب: "حقوقه التاريخية حمَت وجوده من خلال مواطنيه والمؤمنين بحقوق الشعوب العالمية التي من بينها حق الشعب الأرمني في إظهار وإبراز تاريخه وقيَمه وقاماته، وأن يتصدى بين الفينة والأخرى مفكرون، كتاب ومثقفون لشرح القضية الأرمنية، وحجم الانتهاكات التي مورست على هذا الشعب خير دليل على قوّة وقيمة حضوره، كمثل الأستاذ الصحفي سمير عربش الذي تجّشم عناء الخوض لإصدار مؤلّف على درجة كبرى من الأهمية، والتي أعتقد أنه يستحق التقدير لهذا الجهد الإنساني الكبير واختياره لعنوان دقيق (2015 مئوية الإبادة الأرمنية).. يجسد فيه رؤى جمَعها وصاغَها وأدخل فكره إليها من رواية الخوريني، إلى صديق اليهود، إلى ثلاثي الدونما، مع مقدماته وخواتيمه ومستنداته".. مؤكداً طعمة على أن ما ورد في كتاب "مئوية الإبادة الأرمنية"  ليس مهماً فقط للشعب الأرمني الموجود ضمن الجمهورية الأرمينية؛ وإنما لكل إنسان أرمني منتشر على ساحة كوكبنا الحي ومتواجد بين الشعوب والأمم، حيث "جسّد المؤلِّف لغة المعرفة الواقعية الممتزجة بالوجدان الإنساني الخلاق، وكيف لا يكون كذلك ونصفه الأنثوي أرمني".
يؤكد عربش في تقديمه للكتاب على اعتبار "الإبادة الأرمنية" الصفحة الأكثر سواداً في تاريخ القرن العشرين "جريمة إبادة جنس بشري". هي التي أسفرت عن إفناء زهاء مليوني أرمني، جراء تحالف عنصري بين الطورانية (حركة تركية هدفها تتريك الإمبراطورية العثمانية، وقد اشتق اسمها من طوران التي كانت موطناً للقبائل التركية) والصهيونية، هدفه المعلن، محو الأرمن والعرب من الوجود، لعل أقل ما يوصف به، أنه تحالف مفعم بالشوفينية اعتمد عمليات تطهير مذهبي وطائفي.
الجدير ذكره أنه في الرابع والعشرين من نيسان عام 2015 تحلّ الذكرى المئوية لسلسلة المجازر المرتكبة بحقّ الأرمن، التي بدأت فعلياً عام 1877، بأمر من السلطان الأحمر، لا بل قبل ذلك بحوالي ثلاثمئة عام، ثم استمرت على مدى سنوات متقطعة حتى عام 1908، إلى أن بلغت ذروتها في العام 1915 على يد الاتحاديين وتبعتها مجازر متفرقة حتى العام 1923، راح ضحيتها أربعمئة ألف أرمني على يد الكماليين.