نهى جبارة .. الهمّ والبعد الإنساني في لوحة

نهى جبارة .. الهمّ والبعد الإنساني في لوحة

ثقافة

الأحد، ٢٧ أبريل ٢٠١٤

ريم الحمش
 Artreem @hotmail.com
نهى جبارة إحدى الفنانات التي تبحث عن ذاتها من خلال ألوانها، تبحث عن عالم مليء بالجمال الكوني وترمز بإيحاءاتها تلك المعاني الجميلة لمفهوم الحياة من خلال فنانة عرفت مفهوم الفن واحترامه, فهي تعتبر الفن التشكيلي ضرورة حياتية للإنسان كالماء والغذاء لأنه نداء باطني يسعى الفنان لتلبيته في لحظات تنصهر بها الذات الإنسانية مع الآخر الذي بداخلنا فتشكل لحظة عشق وتوحد.. لحظة اتصال لا حدود لها مع النفس لينتج عنها أعمال تجسد جوانب من الروح والعقل, وهذا الامتزاج الكامل أدى إلى ولادة مخلوق جديد.. هو رؤية الفنان الذي يرسم تفاصيله بلونه وريشته ومكنوناته وفضاءاته فيعبر بذلك عن الحياة بكامل أبعادها.. لهذا كان الفن وسيلة الاتصال غير المباشرة من شخص لآخر فهو لغة الإنسان غير المحكية.. ليفهمها جميع سكان الأرض.
يمكن لمشاهد أعمال نهى التي لها تجربة غنية ومميزة في عالم الفن الحديث أن يتمثل ملمحاً ثرياً من التشكيل والموسيقى والتناغم البصري، وذلك التأمل الإشراقي الذي تلعب فيه المساحات اللونية دوراً رئيساً، بمثل ما تمثل اللوحة مادة ثقافية وفنية وفكرية، تطرح الكثير من المضامين والأسئلة البسيطة للإنسان، إضافة إلى أسئلة الوجود والحياة، في أفق فني يتصف بمعانٍ عدة منها الشعرية والرومانسية جامعة بين الواقعية والتجريدية؛ ولذلك يجد المشاهد نفسه أمام الحركة التي تتشكل بصمت وتحكي نصاً بصرياً حساساً لهندسة الضوء والظل؛ لكأن اللوحة تعكس المحتوى الشعوري لكل الانفعالات والأحاسيس التي تتولد بفعل الموسيقى.
تحمّل اللوحة لديها (الوجه) همّاً وبعداً إنسانياً، وتتعامل مع الوجه في قضية لها مضمونها الفكري، وهو المضمون الذي يتجلّى باشتغاله على عدم التماثلية، ولكن تبقى جمالية المضمون في الوجه في أبعاده الحسيّة من خلال اللون المنبثق من تلك اللوحة، كما أن اللون عند جبارة هو همزة الوصل الجمالية بينها وبين المتذوق للعمل الفني.
ويُعرف عن الفنانة نهى شغفها بالأداء التأملي للتكرارية، التي تظهر كامتداد بصري في العمق والرحابة على أسطح لوحاتها، فتزدحم تراكيب الفنانة بطاقة متسلّلة من خلال نصوص متعددة العناوين مثلت تنوعاً في تجربتها الفنية مثل بدايات لمشروع وتكوينات إنسانية ومشاهد وحكايات ونظرات وترانيم شرقية، حيث استخدمت نهى في سلسلة أعمالها خامات مزجت فيها بين الكولاج والمواد المختلفة، وبين الألوان الزيتية على القماش والورق، كما عكست في هذه التجربة روح الشرق وشاعرية النسق الفني، حيث يقرأ المشاهد في أعمالها تصميماً مدهشاً يشي بالشجن والرحابة حتى في قراءة التفاصيل الصغيرة في اللوحة، وتلك المقامات البصرية التي تلتقي في زوايا الضوء والظلال، بما في ذلك تلك المنمنمات الصغيرة التي تعكس ثقافة واعية ومنسجمة مع ذاتها إلى حد كبير ونظرة لمستقبل تتمناه الفنانة أن يكون مشرقاً ومرتبطاً بتكوينات التأليف العنصري للوحة؛ رغم كثافة العناصر والخطوط إلا أن المتلقي يشعر عند تأمّله اللوحة بهدوء متناغم مع لغة تشكيلية غاية في الجمال.

عالمي...
الحارة القديمة المصرية في معرض تشكيلي
تم افتتاح معرض "الحارة المصرية قبل وما بعد الحداثة" بقاعة كرمة بن هانئ بمتحف أحمد شوقي في مصر.. يهتم المعرض بالحارة المصرية بشكل عام وبتطور العمارة المصرية منذ أوائل القرن 17 وحتى القرن العشرين بشكل خاص, و يحتوي على نحو 50 عملاً فنياً ويشارك فيه نحو 30 فناناً، فهناك لوحات تعبر عن شكل الحارة المصرية قبل أن تختفي هويتها الأصيلة الشرقية، والبعض أخذ معبرًا عن الشكل الجديد للحارة حالياً وإن كانت قليلة الأعمال التي تناولت الحارة الحديثة, فمعظم الأعمال ركزت على شكل الحارة ما قبل الحداثة من حيث شكل المباني والمشربيات والزخارف الشعبية على الجدران والأبواب، وتزاحم وتراكب الأبنية التي تتكون من طابق أو اثنين، ذات الطابع الشعبي، وزحام الناس بالأسواق الشعبية والحرفيين والعمال وأولاد البلد بملبسهم آنذاك, وهناك لوحات ركزت على المقاهي بطابعها القديم الموجود بكل حارة مصرية جالساً فيها أهل الحي.
تنوعت الأعمال بمقاسات وخامات مختلفة، وأيضاً التكنيك والأسلوب حيث، ألوان الزيت، الألوان المائية، الغواش، الإكريلك علي التوالي، واختلفت الأساليب: منهم من اهتم بضربات الفرشاة العنيفة، والبعض تابعٌ للمدرسة الواقعية، وأيضاً الكثير عبّر بضربات السكينة اللونية.