ملامح تشكيلية فلسطينية في معرض يوم الأرض

ملامح تشكيلية فلسطينية في معرض يوم الأرض

ثقافة

السبت، ١٢ أبريل ٢٠١٤

ريم الحمش
 artreem@hotmail.com        
           
بأسلوب واقعي متميز, و بألوان المفردات الفلسطينية وبخصائص تحمل في ذاتها الحنين إلى الوطن المغتصب، وتعبر رموزها عن حق العودة, افتتح معرض للفن التشكيلي بعنوان "يوم الأرض" بمشاركة 19 فناناً فلسطينياً  برعاية وزارة الثقافة والاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية, بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وذلك في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق. 
ضمّ المعرض /35/ عملاً فنياً متميزاً لمجموعة من الفنانين عبّروا من خلالها عن تمسكهم بأرضهم و حقهم في العودة إلى وطنهم فلسطين المحتلة.
   
عبد المعطي أبو زيد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية يقول:  نحاول من خلال هذا المعرض أن يعرف العالم بأن اللوحة التشكيلية قادرة على توصيل رسالة تحمل هموم الشعب الفلسطيني, وأن هذا الشعب ينبض بالحياة بمختلف جوانبها الإنسانية والجمالية وأن لديه تراثاً قديماً يتجدد مع تجدد الزمان رغم كل المآسي التي تمرّ على شعبنا، بمعنى آخر، الفنان الملتزم بالقضية ليس هو فقط الذي يتناول المواضيع الفلسطينية البحتة، بل هو الفنان الصادق الذي يتعامل مع الفن بمفهومه الحديث.. فلكل فنان بصمة خاصة في عالم الأشكال والابتكار تخرُج بعفوية خالصة من مخزون اللاوعي ولا يستطيع التعبير عنه بشكل صحيح إلا الصادقون، وهذا هو الفن الحق، وهذا الفنان في الحقيقة يشكل جزءاً هاماً.. بل والأهم في التشكيل الفلسطيني.
الفنان علي الكفري من مواليد طبريا, تخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة, عمل لوحات جدارية في معظم المحافظات السورية, عمل دراسة لأكثر من 30 ألف لوحة لرسوم الأطفال, عمل في التلفزيون العربي السوري في تقديم برامج لفنون الأطفال, عمل مدرساً للفنون الجميلة في وزارة التربية, ومدير تحرير مجلة الطليعي للأطفال.
غرقت أفكاره ومساحة مخيلته واسعة الطيف البصري في هموم القضية الفلسطينية عبر تنويعات العزف التقني الملون على تقاسيم التراث، والاشتغال على الموضوع التراثي الشعبي الفلسطيني بكل تفاصيله وجزئياته، مقروناً بإحالات رمزية هنا، وملامح واقعية تعبيرية هناك، تداعب شخوصه وعناصر مكوناته المنثورة فوق سطوح لوحاته، بغنائية اللون وشفافيته ودفئه وألفته، واقترابه من عين المتلقي وعقله، وتداعب مَعين الذاكرة وتُساعدها في فتح نوافذ مشرعة على هموم شعب وآلام وطن، وأحلام منتظرة على طريق المقاومة والعودة للوطن الفلسطيني المغتصب.
 الفنان أنس سلامة لديه مساحة للتغريد في سرب الرؤى البصرية المشغولة والمفتونة بذاكرة مكان الفنان وبيئته الفلسطينية الحاضنة، والتي يرى فيها مساحة من الوعي الفكري، والمتخيل السردي المنشود، كفسحة للتاريخ العربي الحافل بالبطولات والانتصارات، وما يعنيه في رمزية الفارس الذي يدونه كمقام شكلي ورؤية جمالية مسكونة بيوميات تحرير الأرض ورسم طريق العودة.
الفنانة لينا نبهاني تُظهر المرأة الفلسطينية بزيّها التراثي الجميل وتقول عن الفن: بواسطته نستطيع أن نوصل رسائلنا دون اللجوء للضجيج فمع الهدوء نبحث عن شكل آخر للحياة.
محمد الركوعي رسوماته بشكل عام غارقة في الهم الفلسطيني يقول: الفنان بجميع تجلياته الجمالية والإنسانية ومكونات البيئة الطبيعة الفلسطينية، بناسها وكائناتها الحية تفيض حيوية وتقوم على إظهار مفاتن الرمز وحرية الحركة الشكلية ومساحة التعبير، وطريقة توزيع عناصر ومفردات اللوحة الخطية واللونية ومفرداتها المختلفة.
الفنانين المشاركين هم أحمد الخطيب، أمين السيد، أنس سلامة، أيهم حمادة، خير الله الشيخ سليم، رامز منزلاوي، سامر الرفاعي، سليمان العلي، عبد الله عريشة، عبد المعطي أبو زيد، علي الكفري، لينا نبهاني، محمد الركوعي، محمود عبد الله، معتز العمري، معتز موعد، موفق السيد، يحيى عشماوي.


عالمي.....
سعاد بياض تواصل مشهدة كيان المرأة في أعمالها الجديدة
اعتبرت سعاد بياض في معرضها الفني الجديد محكاً حقيقياً للفنان، الذي يجدد أسلوبه الفني باستمرار، لأن المشاركة في مثل هذه الملتقيات الفنية "بمثابة ترمومتر نقيس به تجاربنا البصرية"، مشيرة إلى أن المعرض هو ثالث معرض لها هذه السنة بالدار البيضاء.. وعن تجربتها الحالية، التي رسخت لوجودها الفعلي داخل المشهد الفني المغربي، تقول بياض أن اهتمامها بالمرأة ينهض من جمالية خاصة، باعتبارها واحدة من الفنانات اللواتي اعتمدن على مشهدة كيان المرأة.
وتضيف في "أعمالي حسٌّ يفيض تعبيراً، وانتصاراً لقوة الحركة والإيقاع والامتلاء والفراغ إنني أجسد المرأة في لوحاتي، إذ آمنت أن الفن دفاع عن قضايا إنسانية، وبهذا الأسلوب أعطي قوة وألقاً لكيان المرأة في أحد تمظهراتها، معتمدة على تركيبة واقعية للألوان".
في السياق نفسه، قال الناقد الفني والجمالي، عبد الرحمن بن حمزة، إن أعمالها تندرج ضمن الحساسية الجديدة، إذ استطاعت الفنانة التشكيلية سعاد بياض أن تصوغ أسلوباً فنياً خاصاً بها، عززته بقوة اللطخة واللون, وأشار إلى أن بياض ترسم بتقنية راعت فيها الطريقة العلمية، وأن التيمة الأساسية في أعمالها الجديدة تدور حول المرأة بطريقة التشخيصية المعيارية، أو ما يسمى في أدبيات التشكيل بالمشهدة المعيارية، مضيفاً أن لوحاتها تستدعي الحلم والكشف النفسي، والغناء الروحي والعقلي، بل أعمالها أيقونة اللون والإيقاع والشكل والحركة.