"فنانات من سورية" معرض تشكيلي ينبض بالحياة والأمل

"فنانات من سورية" معرض تشكيلي ينبض بالحياة والأمل

ثقافة

السبت، ٢٩ مارس ٢٠١٤

ريم الحمش
artreem@hotmail.com
افتتحت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة المعرض التشكيلي السنوي بصالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق تحت عنوان "فنانات من سورية" بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية.
شارك في هذا المعرض أكثر من /36/ فنانة من مختلف محافظات سورية وتضمن أكثر من /60/ لوحة تشكيلية بالإضافة إلى أعمال خزفية متنوعة وسط حضور نوعي لعدد من الفنانين التشكيليين الذين احتفوا بلوحات زميلاتهم من الفنانات اللواتي مثّلن مختلف الأجيال، تماماً كما مثّلت أعمالهن سائر المدارس الفنية.
ورغم أن التوجه الفني للفنانات المشاركات في المعرض الجماعي ينضوي ضمن خانة الفن التشكيلي المعاصر، فالملاحظ أنه يبقى لكل فنانة لمستها واختياراتها الخاصة بها تبرز الصياغات الواقعية والتعبيرية في غالبية اللوحات المعروضة وتتسم الأعمال ذات المساحات البصرية المتباينة بتبسيط التكوينات اللونية وإبراز التباين بين الألوان الحارة والباردة، كما وتأتي صورة الأنثى في غالبية الأعمال لتعبر عن قلق وحيرة ولحظات تأمل عميقة، بعيداً عن الأساليب التسجيلية المباشرة وضمن محاولات المزج اللوني وتناغم الألوان بشكل يحرك العين في المسافة وتربط المساحات بالخطوط بما يحمله ذلك من معانٍ ودلالات تحمل مضموناً تعبيرياً ورمزياً في تحقيق الهدف المطلوب.
وفي أحد أركان المعرض تعرض الفنانة جهاد رجوب مشاركتها بلوحة تحت عنوان "الأمل" جسدت من خلالها الطبيعة بحركات رقيقة وحساسة من يد محبة ومداعبة للون والضوء والظل، عبر توظيف ألوان مستوحاة من الطبيعة كالأخضر والأحمر اللذين يمتزجان بالأزرق وبالبصمات الذهبية، فتنشر شموع الأمل لتضيء الطريق لكل من فقد الأمل وتمنحه الفرصة ليكمل المسير وليرى بأن غداً أفضل..
تجد الفنانة رزان غرز الدين نفسها في فن الرسم لتبحر بخيالها وإحساسها في بناء عالم خاص بها، فجاءت مشاركتها من خلال مجموعة من اللوحات صورت من خلالها حالات وجدانية وإنسانية ونفسية للمرأة عبر بورتريهات مقدمة وسط مزيج لوني مدروس بإتقان للمكان المتماهي مع هذه الوجوه التي تشكل العنصر الأساس في اللوحة.
ونفذت شذى حوراني "خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير الزيتي شاركت بهذا المعرض" لوحة بعنوان "بورتريه" جسدت من خلالها المرأة بطريقة تعبيرية، تصوغ طروحاتها ببساطة تعبر عن وعي عميق بروح المضمون بعيداً عن المحاكاة أو النقل الفوتوغرافي الواقعي، وكل ذلك خدمة لإبراز الجوانب النفسية والإنسانية عبر رموز ودلالات هي الأوضح، من أجل خلق عالم خاص في تعبيريتها فهي تحور الشكل الجسدي للمرأة بجماليتها نحو أفق تكشف تلك الدلالات؛ مستثمرة روح الطبيعة المحيطة لإنارة الداخل الإنساني بعلاقة بين الإنسان ومحيطه.
مفيدة ديوب.. قدمت لوحة بعنوان (رحيل) مؤكدة بخصوص جمعها بين الأسلوب التجريدي والتعبيري أنها تبحث من خلال أعمالها عن لوحة تشكيلية بلا لجام ولا قيود تتحدى القوالب الجاهزة والحدود والأوطان وتسافر إلى عالم ينشد قيم التعايش والحرية والجمال, وهي من خلال رسوماتها تبحث عن الجمال الفني لتقدمه إلى الجمهور بخفة الريشة التي تقول إنها تحاكي خفة أجنحة العصافير, وتهدف من خلال تجربتها التشكيلية أن تحيي في روحها وفي روح الجمهور إحساساً بسحر الفنون وجمالها وشاعرية السلام.
هنادي ناصر.. فنانة تملك رؤية وفكرة وهناك عملية تحفيز في أعمالها للمتلقي وتشتغل على منطقة فكرية، مفرداتها بسيطة إذ قدمت قطعة خزفية تمثل المرأة على شكل زهرة ممتلئة بالحياة والعطاء.
نهى جبارة.. اللون لديها يلخص سحر الحياة فتراها تبحث عن الحقيقة بلوحة تمثل وجوه الإنسان المتعددة لذلك نجدها ترسم كما لو أنها تكتب القصيدة، لتبقى شعرية الألوان، التي تحتفي بها، هي السيمفونية الهادئة التي تعزفها لوحاتها، حيث تنبعث من لوحاتها نغمات داخلية تنساب كالماء، تدعو المشاهد المتأمل لإعادة تركيب هذا الشلال التشكيلي المتدفق بحثاً عن مبدعته التي تنزوي في كل ركن، عازفة لحنها ببساطة وهدوء يعكس شخصيتها إلى حد كبير.
أما الفنانة صريحة شاهين الباحثة وسط عالم من الألوان حيث تطلق للريشة الحرية الكاملة لتقدم تكوينات التناغم البصري والإنساني متأثرةً بالعالم الطبيعي حولها من مروج وأشجار ونباتات تلتمع فيها إشارات تعبيرية وتجريدية مستمدة من الذاكرة ومن تراكمات ومفاهيم جمالية تنتمي إلى مشاهد بصرية تجذب عين المتلقي تقول ما أروع أن يحلم الإنسان بربيع تزهر فيه الأحلام ويعيش في عالم كله سلام وأمان.
الفنانة التشكيلية جميلة كاترينا.. تعتبر الفن بحثاً عن الذات ورسم الهوية واللون وحب الأرض والمرأة, واللوحة لديها مسرح تحيا على خشبته تحمل مشاركتها عنوان الأرض، الولادة.
ساندرا النابلسي.. خريجة كلية الفنون الجميلة لعام 2003 قسم التصوير، قدمت أعمالها بألوان الزيتي والإكرليك، لتعبر عن المرأة السورية الريفية, واتخذت من الطبيعة بوابة دخول لا بوابة مغادرة فضلاً عن أنها دائمة التنقيب في أسرار الورد وعبيره، وتكويناتها الزهرية تعدّ رسوماً شعرية لا تتقصد إنارة الذاكرة بالأمل الأخضر الوطن فحسب بل تنتج دلالات أنثوية بسياقات جمالية جديدة وتتخذ من القيم الروحية فضاءً جمالياً ذا طابع حركي بعيد عن محدودية المكان الواقعي المادي.
يذكر أن الفنانات المشاركات: هم زهيرة الرز، هبة سعيد، عناية البخاري، رانيا الألفي، بتول ماوردي، صريحة شاهين، جميلة كاترينا، براءة الخطيب, ساندرا النابلسي, رفاه حمام، شذا حوراني، نداء الدروبي، مفيدة الديوب، نهى جبارة، الهام جبور، مهى محفوظ، رباب أحمد، سهام إبراهيم، هيام البرو، عبير اسبر، جمانة شعلان، فريزة الأسطواني، فاديا الحمود، رهام الهبري، جهاد رجوب، سوسن أبو فراج، أماني جربوع، ميساء عريضة، هنادي ناصر، ماسة أبو رجب، سوزانا حميدي، روان غرز الدين، سامية نحاس، مي أبو جيب، ماسة فرجي، تهامة مصطفى.