غنى لفلسطين وأوصى أن يدفن في سورية.. رحيل "أبوعرب" شاعر المقاومة

غنى لفلسطين وأوصى أن يدفن في سورية.. رحيل "أبوعرب" شاعر المقاومة

ثقافة

الاثنين، ٣ مارس ٢٠١٤

رحل الشاعر الفلسطيني ابراهيم محمد صالح الملقب "أبو عرب" أمس بعد صراع مع المرض عن عمر 84 عاما ووري الثرى في مخيم العائدين بمدينة حمص.
وولد أبو عرب في قرية الشجرة قضاء طبريا في فلسطين المحتلة عام 1930 حيث ترك قريته مع والدته عام 1948 وكان عمره آنذاك سبعة عشر عاما اثناء النكبة ليرحل معها إلى كفركنا ثم إلى عرابة البطوف ثم إلى بنت جبيل وصيدا في لبنان حيث قضى أياما قليلة في مخيم عين الحلوة لينتقل بعدها إلى سورية ويمضي بقية حياته بمخيم العائدين في حمص.
وانطلق الشاعر الأب لأحد عشر ولدا وبنتا مبكرا في كتابة الشعر الوطني حيث غنى للارض والوطن والمقاومة والانتفاضة والعودة فكان أول من سجل أغاني وطنية في إذاعة فلسطين من صوت العرب من القاهرة عام 1958.
ألف أبو عرب الكثير من الاشعار وله الآن نحو300 أغنية مسجلة في اذاعة صوت فلسطين وله ديوانان من الشعر إضافة إلى تأسيسه فرقة ناجي العلي تخليدا لذكراه في العام 1987 والتي كانت تحمل اسم فرقة فلسطين.
وأكد ماجد محمد دياب الصديق المقرب للشاعر الراحل لمراسلة سانا أن أبو عرب يعتبر من اهم الفنانين المقاومين حيث نذر حياته للشعر المقاوم وكان هاجسه حمل القضية الفلسطينية إلى أصقاع العالم واسمع صوته وشعره للعالم من خلال المهرجانات العربية والعالمية كما اخذ كبار الملحنين الكثير من شعره الوطني المقاوم.
وبين دياب أن أكثر الأغاني شيوعا يا أمي في دقة ع بابنا والتي كانت عام 1965 أول ظهور للعمل الفدائي تبعتها أغنية هدي يا بحر لافتا إلى أن الراحل دخل إلى فلسطين مرتين بدعوة من لجنة مهرجان الأغنية السياسية بين عامي 2008 و2010 وكان كلما عاد إلى وطنه الثاني سورية جدد التأكيد على ضرورة العودة إلى فلسطين.
وأضاف حين كان أبو عرب مع رفاق المقاومة في لبنان عام 1982 استشهد ابنه معه كما أن لقبه "أبو عرب" نتيجة حبه لوطنه وعروبته وتمسكة بالأرض وإيمانه بالعودة إلى فلسطين.
وأشار دياب إلى أن الراحل كان يعمل في شركة سكر حمص ثم انتقل للعمل في شركة جسر الشغور بالغاب وكان اول رئيس لنقابة الشركة في الغاب حيث تبنى قضايا العمال.
من جهته أكد رئيس دائرة اللاجئين الفلسطينين في المخيم غسان حسون أن أبو عرب كان عاشقا للوطن والحرية وينادي للتمسك بحق العودة إلى فلسطين محبا لشعبه متواضعا وكان حاملا للهم القومي والعربي يعبر عن حبه لفلسطين وأرضها وعشقه لسورية التي عاش فيها كل حياته والتي أعطته الكثير لافتا إلى مشاركته الدائمة لكل الأفراح التي تقام في المخيم ليحولها الى عرس وطني من خلال غنائه لأشعاره الوطنية فكان حماسه دافعا قويا لأبناء المخيم لأن يبقوا متمسكين بأرضهم.
وقالت ابنة الشاعر الراحل تماضر "كان والدي حنونا وعطوفا علينا كنا نرى فلسطين من خلاله فكان يصر دائما على أن تبقى فلسطين في قلوبنا وسورية التي احتضنتنا في عيوننا لقد علمنا معنى المقاومة وعشق الارض والعودة اليها وتنشق ترابها كانت فلسطين بالنسبة له الفتاة الجميلة التي لم ينسها وينس يوم خروجه منها ودموعه تملأ وجهه على أمل أن يعود وكانت وصيته بأن يدفن في سورية التي كانت بالنسبة له أمه التي رعته وأسكنته في قلبها".
من جانبها ذكرت ابنة أخت الراحل فاطمة سلامة أن الشاعر كان سفير فلسطين إلى العالم من خلال فنه وشعره المقاوم فهو يرتجل الشعر ويؤلف الدواوين حيث كان جده علي شاعرا ومحرضا ضد قوى الاحتلال فنشأ أبوعرب على حب الوطن ونقل لنا فلسطين ووضعها في قلوبنا وكان يقول دائما سورية بالنسبة لي هي فلسطين والمخيم رمز فلسطين مؤكدا أن سورية تستحق منا أن نقدم لها كل الخير فهي أمنا الحاضنة لآلامنا وأفراحنا.