دراما الطبيعة في معرض لإيمان قهوجي

دراما الطبيعة في معرض لإيمان قهوجي

ثقافة

الاثنين، ٢٤ فبراير ٢٠١٤

ريم الحمش
artreem@hotmail.com

الفن مرآة الحضارات فإذا كانت أي حضارة لها جمالياتها وبيئاتها الجميلة فسوف ترى الفن بجوارها يترجمها بلغته الفريدة والخاصة ويخرجها للناس بصورة جمالية في غاية الروعة؛ والرسم بحد ذاته هو الأداة السحرية التي تخرج من بين أنامل الفنانين ليُبرزوا لنا الزوايا والأماكن التي يكمن فيها سر الطبيعة وجمالياتها التي تحيط بنا؛ فالمنتج الفني هو إنتاج للجمال، وتشجيع على التأمل والاستبصار، وهذه الخصوصية هي ما تميز الفنان عن غيره من الأشخاص؛ فالفنان وبحدسه الاستكشافي، وحساسيته العالية، ورؤيته العميقة للأشياء الموجودة في الطبيعة، أو تلك التي يرتبها وينظمها وينضدها ضمن تكوين مؤلف من عناصر مختلفة ثم يجمدها في منجز بصري مادته الخط, الرسم, اللون، الحجم،  الأضواء والظلال، بوساطة القلم والريشة، أو بوساطة الإزميل والمطرقة، أو بوساطة الكاميرا يرى ما لا يراه الإنسان العادي، ذلك لأنه يشغل حين يتأمله، بصره وبصيرته، للنفاذ إلى المنظومة الجمالية الخاصة الكامنة فيه، ومن ثم استخراجها وتجسيدها في مادة تعبيرية ملموسة وقابلة للاستمرار والحياة، وتالياً استثارة المتلقي، ودفعه للمشاركة في متع هذا الكشف.
تقتبس الفنانة التشكيلية إيمان قهوجي معالم لوحاتها من جماليات الطبيعة المتنوعة لتعكس من خلالها عشقها لهذه الطبيعة والبيئة المحلية والعالمية بكل تفاصيلها بجبالها وغاباتها وأشجارها وسهولها ووديانها مركزةً على حارات وبيوت دمشق القديمة بالإضافة إلى الطبيعة الصامتة ولوحات الاستشراق حيث حولتها إلى مشهدية بصرية غنية بالتقنيات الحرفية التشكيلية.
وتمكنت قهوجي بلوحاتها الزيتية الثلاثين التي تُعرض حالياً في ثقافي أبي رمانة من تقديم الواقع الطبيعي برؤى مختلفة تتناول تفاصيل المكان وجزئياته وتعطي تبسيطاً للجغرافيا وتمثل عمقاً في رؤية الفنانة وغوصها فيما وراء الشكل العام للطبيعة المتنوعة في العالم فتأتي لوحاتها جاذبةً للمتلقي إلى لحظات من التأمل والإبحار في أجواء ميتافيزيقية مبتعدة عن العنصر الإنساني بأسلوب تعبيري وانطباعي.
تميزت أعمالها بتناسق ألوانها المستقاة من الطبيعة التي ينبعث منها الدفء متأثرة بحرارة الطبيعة وحميمية علاقاتها, وصخب موسيقاها وفنونها وانسجامها, وهو ما يعكس موهبتها الفطرية الصادقة والإبداع التلقائي والإحساس المرهف وبأسلوب متميز، فحبها للرسم حب بسيط وعميق لتعبِّر عن تطلعاتها الجمالية في بناء حياة راقية؛ الأمر الذي يؤكد قيامها ببحث مضنٍ ودؤوب، عن مادة أعمالها المناسبة والقادرة على أن تسعفها بالخروج بالمنجز البصري الذي تريده.
تجربة التشكيلية قهوجي تشترك مع عدد من التجارب التشكيلية السورية في طرحها الإرث الجمالي البصري غير معزول عن الاتجاهات والتقنيات المعاصرة, ولكنها ما تزال تبحث عن هوية أو بصمة خاصة لأعمالها لمواجهة ثقافة الآخر, فهي تسعى لإغناء تجربتها بالعمل الدؤوب والاستمرار في الاطلاع والانفتاح على الثقافات البصرية المختلفة, وإثبات موقف إيجابي خاص بها، فالفنان يرفد الفنون بهويته الخاصة ولا يكتفي بموقف المستلب أو الشبيه بالحِرَفي الذي أجاد نقل التقنيات والأساليب كما هي قادمة من بلدانها, وبذلك تلغي الفواصل التقليدية بين النص البصري وعالم المتلقي; وينكسر الجمود الذي يسود بين مسطح اللوحة وفراغ قاعة العرض, مع ذلك تبقى تجربة الفنانة الشابة القهوجي إحدى التجارب الناجحة في تأكيد انتمائها للمحلي, ومعاصرتها للفنون الحديثة.
الفنانة إيمان القهوجي مشاركة في نشاطات وفعاليات ومنتديات اجتماعية مختلفة بشكل مستمر, وتسعى لأداء مهامها بنجاح.


عالمي ...
وسام الإمبراطورية البريطانية للفنان التشكيلي جريسون بيرى
منح الأمير شارلز في قصر باكنجهام وسام الإمبراطورية البريطانية، للفنان التشكيلي المعاصر جريسون بيري تكريماً له عن مجمل أعماله الفنية، التي قدمها وكان آخرها في كانون الثاني من عام 2013، وهي عبارة عن "ست سجاجيد مرسوم عليها الذوق الجمالي، في بريطانيا لدى الطبقات الاجتماعية في المملكة البريطانية.

وجريسون بيري رسام بريطاني ولد في عام 1960، تخصص في رسم صور العنف، والقضايا الاجتماعية، وبدأ أعماله على السيراميك في فترة شبابه حيث قام بصناعة مجموعة من الأواني، ورسم عليها صوراً، لولد مشاكس وقد فاز بجائزة "ترنر"، الفنية البريطانية عام 2003.

ومن أشهر أعماله آنية زهور مرسوم عليها أحد أفراد الطبقة العاملة الغاضبة وأما بقية الأواني فتغطى بالأرقام والنصوص.