ماسة أبو جيب... توازنات لونية لمشهديات بصرية

ماسة أبو جيب... توازنات لونية لمشهديات بصرية

ثقافة

الأحد، ٢٦ يناير ٢٠١٤

ريم الحمش
 artreem@hotmail.com

حين يكون الفن عشقاً، والرسم فناً قائماً بذاته، يكون هذا الفن بالنسبة لفنان موهوب مصدر حنين دائم التجدد لا يتأثر بالزمن ولا يخبو مع مرور الأيام...
 تعتَبِرُ الرسم والتلوين عشقها واهتمامها منذ طفولتها فكانت تحول اللوحات بين يديها إلى روائع إبداعية ،تسرق النظر وتثير الإعجاب ،وتصبح الريشة صديقتها والألوان رفقاءها، تكوِّن معهم لوحات إبداعية تعكس معاني الحب والعطاء ،وتتوشح في لوحاتها انعكاسات الضوء وانكساراته مشكِّلة حكايا وقصص عشق في لوحات هي أساطير عصرية تتلون بالأصالة بقالب عصري أخّاذ.
تقول عن الفن التشكيلي: ليس رهافة أحاسيس ورقة مشاعر فحسب, وإنما مدرسة متكاملة في الحي والإنسانية والأخلاق.
الفنانة التشكيلية ماسة أبو جيب طموحة منذ طفولتها هادئة تعشق الحياة والطبيعة رسمت الشخوص الذين تحبهم ممن حولها ،رسمت الأم والجدة والابنة؛ فالأم هي رمز للعطاء والحنان وكانت المرأة محور اهتمامها في رسم لوحاتها التي تثير الإعجاب وتستقطب الناظر إليها كي يقرأ فيه قصصاً وحكايا لم تؤلف بكتاب ولم تطبع بصحيفة أو مجلة ،ولم تكن مسلسلاً درامياً ،فكانت قصة في لوحة وحكاية في رسم تشكيلي, فجاءت المرأة بلا زينة ولا شعر وعيون مغلقة لأنها لا تحب أن تشخص اللوحة، ورسالتها من خلال ذلك أن المرأة لها وجودها ومشاركتها الفاعلة بغض النظر عن شكلها الخارجي,  فهي تحرص على ظهور المرأة في العديد من لوحاتها لأنها رمز القوة والنضج والجمال والعطاء ابتداءً من الأمومة وانتهاءً بمجالات الحياة من خلال جميع الصعد.
تنتمي ماسة للمدرسة الانطباعية باستخدام الألوان الزيتية والإكرليك وأحياناً باستخدام ورق الذهب ما يضفي إحساساً جميلاً على اللوحة، وأحياناً تهتم بإدخال ثخانة على أساس اللوحة، أو بإدخال تكنيكات أخرى مثل أوراق الجرائد وسواها كما تحب استخدم الألوان الترابية والألوان الحارة وغالباً ما يفرض الإحساس بالموضوع تقنيةً معينة يتبعها الفنان.
تعمل ماسة أيضاً في مجال التصميم الإعلاني: البوسترات والبروشورات والكاتالوغات واللوغو وبطاقات المناسبات والمعايدة؛ حيث قامت بتصميم بوسترات تخص الرقص، كما ألفت قصة باللغة الفرنسية عن الرقص بعنوان حب التانغو “UN Amour De Tango في المركز الثقافي الفرنسي الذي قامت فيه بدورة عن فن الكتابة وكانت قصتها الأكثر تميزاً، حيث قدمتها أمام لجنة تحكيم المركز الثقافي الفرنسي مع تصميم من طرفها لغلافها وألقتها بطريقة فنية على ألحان الكومبرسيتا ونالت الأقصوصة صدىً كبيراً, كما شاركت بتنظيم مشروع أنامل ملونة والذي أقيم في قصر العظم 2011 لمدة أسبوع حيث يسعى لإلقاء الضوء على موهبة بعض الأطفال الأيتام من ذوي الاهتمامات الخاصة بالرسم، وذلك من خلال مشاركتهم في فعالية خاصة تندرج تحت عنوان اكتشاف وتنمية المواهب للأطفال.
الفنانة ماسة أبو جيب من مواليد باريس 1979, خريجة كلية الفنون الجميلة 2001, شاركت في عدة معارض جماعية, معرض ثنائي في قصر سرسق- بيروت2006, معرض ثنائي في المركز الثقافي السوري في باريس 2008, عضو هيئة تدريسية في كلية الإعلام والفنون التطبيقية في جامعة القلمون الخاصة.
 
عالمي .....

خمسون عاماً من الفن للفنان ياسر الدويك
افتتح في جاليري بنك القاهرة عمان معرض "خمسون عاماً من الفن للفنان ياسر الدويك".
تعدّ تجربة الفنان ياسر الدويك، وعبر ما يزيد على نصف قرن من العمل الفني، تجربة فارقة، في التشكيل الأردني مرت بمراحل مختلفة، عبّر فيها الفنان عن هموم شعبه وأمته، وقدم أعمالاً لافتة، مهدت الطريق للعديد من الفنانين الأردنيين وكان لها حضورها العربي، سواء في المعارض الفنية أو الجوائز التي حصدها الفنان عبر مسيرته الطويلة.
مرت تجربة الفنان الذي ينفذ أعماله الجرافيكية بتقنيات متعددة كالحفر على الزنك والمونوبرنت والسلك سكرين وغيرها من التقنيات بمراحل فنية عديدة أهمها الانطباعية التي تناول فيها مفردة الإنسان ومعاناته اليومية إضافة إلى التعبيرية الرمزية التي أشغلت حيزاً وافراً من تجربته.

تأتي أهمية ياسر الديوك كتربوي، حيث عمل في التربية والتعليم والتربية الفنية تحديداً، لتؤشر على إخلاصه وفي وقت مبكر للنهوض بذائقة الأجيال، من خلال مساهماته في صياغة مناهج التربية الفنية للمراحل التعليمية الأولى إضافة إلى دوره الرئيس وكوكبة من زملائه فناني الأردن، في تأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنية، في منتصف السبعينيات.

الدويك أستاذ الجرافيك في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد العام 1978، وحصل على دبلوم التصميم من برايتون في بريطانيا العام 1972، حائز على جائزة الدولة التقديرية العام 1978، شارك في تأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في العام 1978، عمل مشرفاً للتربية الفنية في عمّان ما بين 1973- 1984 ،أقام نحو 15 معرضاً فردياً، وشارك في العديد من المعارض الدولية.