الدكتور نبيل طعمة: العملية التربوية تحتاج إلى أسس تربوية شديدة تعمل على إنقاذ الحالة الإنسانية والاجتماعية

الدكتور نبيل طعمة: العملية التربوية تحتاج إلى أسس تربوية شديدة تعمل على إنقاذ الحالة الإنسانية والاجتماعية

ثقافة

السبت، ١١ يناير ٢٠١٤

يرى الدكتور الباحث نبيل طعمة أن الإنسان بما يمتلكه من مقومات أخلاقية واجتماعية وإنسانية وبما يؤسسه من علاقات محبة استراتيجية ونوعية تشكل الهدف المهم والبنية الأساسية لعملية التربية وتنمية ظواهرها الإيجابية معتبرا أن هذه الأشياء كلها يجب أن تبدو في النتيجة واضحة في الصورة النوعية المتجلية بتاريخ الإنسان ومكوناته التربوية.
وقال طعمة في محاضرة ألقاها في المنتدى الثقافي العراقي بدمشق بعنوان "التربية أولا" إن "ما وجد على أرض هذه المنطقة من حضارات ونقوش وآثار تدل على أن إنساننا يمتلك شخصية حضارية استثنائية بين الأمم لكن إنساننا الحالي تناسى تاريخ بغداد ودمشق والرسالة التاريخية العريقة التي بدأها إبراهيم الخليل جنوب بغداد".
وأضاف طعمة يجب أن ندرك أن الجمال هو عملية تربوية أخلاقية يتكون من الأخلاقيات السامية والحضارات الإنسانية وما تركته الأوابد من أثر إيجابي في ذاكرة الإنسان وهذا ما تدعمه عملية التربية والثقافة والمثاقفة لافتا إلى أننا لو بحثنا في تاريخ العملية التربوية في دمشق قبل الإسلام وبعده لوجدنا آثار العملية التربوية بإيجابياتها والتغيرات التي طرأت عليها.
ولفت الباحث طعمة في محاضرته إلى أن آثار الاستعمار التي تعرضت له المنطقة بعد مخططات سايكس بيكو زرعت كثيرا من المنظومات المغلوطة التي تنمي الأنا والأنانية وتراجع الحس الوطني وتكريس التفرقة وهذه الأشياء ظلت عالقة بالذهن تاركة آثارا سلبية بات من الصعب أن نتخلص منها إلا بأسس تربوية شديدة تعمل على إنقاذ الحالة الإنسانية والاجتماعية على مستوى العالم العربي.
وخلص طعمة إلى ضرورة استخدام منهج تربوي سليم يعتمد على تنمية القدرات الفكرية والثقافية على مختلف أنواعها وفهم العولمة بشكل صحيح بعيدا عن تأطيرها وتخريبها بتبعيات دينية غير صحيحة على أن يخرج الإنسان من حالته الروحية إلى الحالة الإنسانية العامة دون تمييز وتقزيم للنفس الإنسانية التي يجب أن تكون سامية ومهمه.
وعن رأيها بالمحاضرة قالت الباحثة سلام تركماني إن المحاضر طعمة طرح قضية مهمة في سلوكنا الاجتماعي وهي اعتبار التربية أساسا مهما يحتاج إلى قيم عليا تسهم مساهمة فعالة في بناء المجتمع والإنسان وصناعة الوطن بشكل نموذجي يصل الى مصاف بلدان العالم المهمة.
أما الباحث محمد مروان مراد فقال إن الدكتور طعمة قدم في محاضرته الأسس المطلوبة لانجاح العملية التربوية ومدى خطورة التخلف والتدهور الذي تعانيه الأمة لافتا إلى نجاح الأمم التي شقت طريقها عبر السبل التربوية السليمة.
ورأت الشاعرة هناء الداووي أن أهمية المحاضرة تكمن في لفت النظر إلى أن الخلل التربوي بكل أشكاله هو الذي لعب دورا مهما في تنشيط العملية التخريبية التي تحدق ببلادنا لذلك علينا أن نولي التربية كل اهتمامنا لإنقاذ ما تبقى من قيم عند الجيل الجديد.
وفي مداخلته أكد الباحث زهير ناجي على عدم وضع كل إشكالات التربية على جهة بعينها فالتربية عملية تكاملية يشارك فيها المعلم والأسرة والإعلام والمؤسسات والمجتمع وهي أشياء تتطلب الاهتمام كما ورد في محاضرة الدكتور طعمة وختم رئيس المنتدى الثقافي العراقي محمد الحمداني مشيرا إلى أهمية طرح الدكتور طعمة وربطه بين الثقافتين في بلاد الرافدين وبلاد الشام وأن العملية التربوية المشتركة والعريقة افرزت حضارات مهمة لابد من فهمها بشكل علمي إضافة إلى الاعتماد على الأسرة في تطوير سبل العملية التربوية وأخذها المسؤولية الكبيرة بذلك.