اتحاد الكتاب العرب يكرم فنان الشعب.. سبيعي: نتمنى لسورية أن تبقى شامخة قوية

اتحاد الكتاب العرب يكرم فنان الشعب.. سبيعي: نتمنى لسورية أن تبقى شامخة قوية

ثقافة

الثلاثاء، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣

كرم اتحاد الكتاب العرب ظهر أمس فنان الشعب رفيق سبيعي تقديرا لمسيرته الفنية الطويلة التي زخرت بمختلف أنواع الفنون وتميزت بالعفوية والصدق فعكس من خلالها كافة الهموم والأفراح الوطنية التي جعلت منه فنانا يعتز به وطنه.
وقال الدكتور نزار بني المرجة عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب نكرم اليوم "شخصية أعطت هذا الوطن بمصداقية عالية وبلا حدود من خلال تقديمها إبداعات هامة على صعيد المسرح وذلك في النصف الأول من عمرها" فكان بعضها بالأبيض والأسود فهو من رواد الحركة المسرحية الأوائل في سورية إلى جانب عبد اللطيف فتحي وحكمت محسن وسعد الدين بقدونس ودريد لحام وغيرهم".
وأضاف بني المرجة إن الفنان سبيعي التحق بالمسرح القومي وبرع بتأدية أدوار صعبة سواء في الدراما والتراجيديا أو في الكوميديا إلى أن تولى إدارة المسرح القومي عام 1963 ومن أبرز مسرحياته الأشباح-لابسن-الاستشهاد-القادم من أمريكا وغيرها إضافة إلى أدواره التي قدمها باللغة الفصحى في عدد من المسلسلات الدرامية كالقناع-ورجل الساعة وأزهار الشتاء-والطلقة الثانية.
والفنان الكبير سبيعي فنان شامل حيث بدأ حياته منذ الطفولة منصتا للحكواتي في مقاهي دمشق ومتمردا على تقاليد البيئة والأسرة في رحلة طموحه لاكتشاف الدنيا من زاوية الفنون مشيرا إلى حرصه على إظهار ما هو إيجابي في البيئة الأصيلة ونبذ ما هو سلبي عبر النقد الفني البناء عن طريق المسرح أو الأغنية أو المونولوج.
أما على صعيد التلفزيون أو الشاشة الصغيرة فاوضح بني المرجة أن شخصية أبو صياح التي ابتكرها عام 1953 هي إحدى الشخصيات اللافتة لجمهور المشاهدين والشخصية الشعبية الأكثر شهرة في الذاكرة وهي التي ما زالت قادرة على العطاء حتى يومنا هذا بنجاح كبير باعتبارها شخصية أساسية في تاريخ الفن السوري المعاصر في المسرح والسينما و التلفزيون إضافة إلى تلك السهرات الجميلة في بدايات البث التلفزيوني في سورية التي كان فيها لفناننا سبيعي مشاركاته مع الراحل الفنان أنور البابا في فقرات عديدة تتخلل سهرات غنائية طويلة لمطربين عمالقة والطابع الوطني لمجمل أعماله هو الطابع الأبرز والأهم في مسيرة سبيعي الفنية الطويلة بحسب بني المرجة هو في كل ما "أبدع في حقول الفن تأليفا وإعدادا وغناء وتمثيلا وإخراجا إنما يمثل ضميرنا الوطني الجمعي ويعبر عن شعورنا بالانتماء الوطني عميق الجذور لهذا الوطن مثلما يعبر عن آلام وآمال البسطاء والكادحين من أبناء شعبنا العربي السوري الطيب ومثلما يعبر في الوقت نفسه عن شموخ واعتزاز كل منا بما نحمله من قيم وبما تعنيه دمشق الشام وسورية من معان جديرة بالخلود في المآقي والمهج والعيون".
من جانبه قال الفنان رفيق سبيعي "إنني اعتبر هذا التكريم شرفا لي لأنه من اتحاد الكتاب العرب الذي يمثل الشرائح الثقافية على مختلف أطيافها وهو دلالة حقيقية على احترام الفنان ومعرفة قدره ولذلك فانني اعتبر هذه الظاهرة تكريما لكل الفنانين".
أما عن رأيه بما يدور في سورية فأشار سبيعي إلى أن "الغرب الاستعماري يلعب دورا بما يحدث في سورية إضافة إلى الإغراءات المادية التي تكونت من حالات فردية أدت إلى وجود مجموعات إرهابية تحاول تخريب أمننا واستقرارنا وحياتنا التي كنا نعيشها بأمن وسعادة" موضحا أنه ليس أصعب على الإنسان من أن "يرى قوة أخرى تنوي له الشر والخراب وتحقق مصالحها من خلاله وهذا يتجلى في أمريكا والكيان الصهيوني ومع بالغ الأسف أن الجامعة العربية أصبحت في هذا السياق دون أن تفكر بما قد يأتي".
وعن لقبه بفنان الشعب بين سبيعي أنه "يعتبر نفسه مسؤولا عن حماية الوطن كالطفل والمرأة وأي شخص فهو يحمل كل شرائح هذا الوطن في قلبه" متمنيا لبلده أن "يبقى شامخا قويا" وقال "عندما حاولت تمثيل شعبي بإخلاص وجدت أني أمام هذا اللقب يجب أن اكون وفيا له".
واعتبر سبيعي أن الدولة والجهات الرسمية لم تقصر بحقه ولا بحق غيره فالفنان أخذ ما يمكن أن يدعمه ويساهم في نجاح مسيرته الفنية ونتيجة عمل الفنان لا بد أن يراها حتى ولو تأخر الزمن قليلا وهذا التكريم "نموذج على احترام المؤسسات السورية لفنانيها ومبدعيها".
وحول رأيه بالدراما السورية قال سبيعي "إن الدراما السورية حققت كثيرا من التقدم على كافة الأصعدة سواء كان في مواضيعها أو في أداء نجومها لذلك بدأت تنافس الدراما العربية بشكل عام وتتجاوزها فاصبحت تصدر إلى الدول الأخرى نجوما فنية من أجل أن تحسن تلك الدول أداءها الفني وتدفع بأعمالها إلى الأمام وهذا الأمر لم أكن أتوقعه أبدا".
وبين سبيعي أن للإذاعة السورية فضلا كبيرا على تطوره الفني وانطلاقته التي أوصلته إلى كثير من هذا النجاح وأنه ينصح زملاءه جميعا بالعمل في الإذاعة وأن "يكثروا من التعاون معها لأنها تقدم الحالة الداخلية للفنان التي تصل إلى المتلقي بصدق".
وقال الدكتور صابر فلحوط في تصريح لـ سانا إن فنان الشعب رفيق سبيعي أنزل الفن في سورية من شرفاته العالية إلى الساحات الشعبية والحواري الضيقة عاكسا التحولات الاجتماعية بأغلب شرائحها فهو الفنان الذي لم يتوجع للفقر ولم يتكبر في الغناء وهو الذي يحمل في داخله سمات الفنان الكبير.
أما الفنانة القديرة هدى شعراوي فرأت أن الفنان سبيعي هو "فنان شامل بما قدمه من تجارب فنية سواء كان مع نجوم سوريين أو مصريين" واستطاع أن يعكس صورة جميلة عن حقيقة الفن السوري إضافة إلى ما يمتلكه من روح رشيقة في تعامله مع زملائه وأصدقائه وقالت "نحن كفنانين لا يمكن أن ننسى اللحظات التي عشناها معه خلال أدائنا لفيلم نساء للشتاء مع مجموعة من الفنانين السوريين والمصريين".
الفنان أحمد خليفة رأى أن سبيعي تجاوز كافة الامتحانات أمام كبار الملحنين السوريين والمصريين ولا سيما أنه ذهب ليدرس الفن في مصر فقدم هناك أجمل الأغاني والأعمال إضافة إلى سلوكه الاجتماعي الذي تميز بالطيبة والإنسانية والمحبة للآخرين.
وأشار المخرج حسن حناوي إلى أن هناك جيلا من الفنانين الموهوبين قد تتلمذ على يدي الفنان سبيعي مما جعلنا نحصد على مدى ستين عاما كثيرا من الأعمال الفنية التي تمثل في ذاكرتنا فالفنان سبيعي زخرت حياته بخمسين فيلما سينمائيا كان فيها جزءا من البطولة المطلقة إضافة إلى تألقه المبهر في الإذاعة.
ولفت حناوي إلى أن الفنان سبيعي بعد رحلته إلى مصر عاد إلى دمشق ليقدم خبراته إلى جانب الفنانين السوريين حيث كان جاهدا على تجسيد القيم الأخلاقية كما انه قدم كثيرا من الأغاني الشعبية والاجتماعية واخرها مجموعة من الأغاني الوطنية ومن أهمها طب سلاحك وأغنية أخرى بعنوان باطل يا بو صطيف على سورية انسحب السيف.
وفي نهاية الحفل قدم اتحاد الكتاب العرب إلى الفنان المكرم درعا تذكاريا وشهادة تقدير كما أهدى الفنان سبيعي إلى الاتحاد تمثالا منحوتا يجسد شخصيته الفنية بلباس شخصية أبو صياح .
يشار إلى أن الفنان رفيق السبيعي من مواليد 1930 في حي البزورية بدمشق وهو من الفنانين المخضرمين في سورية، تعرف على الحركة الفنية في مسارح دمشق ونواديها، وساهم مبكرا بهذه الحركة ولقب بفنان الشعب، ممثلاً ومطرباً ومنولوجستا منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، حيث صنع شخصية أبو صياح أو قبضاي الحارة الشامية بزيه الدمشقي الفلكلوري الأصيل، وهي الشخصية الأكثر شهرة له، وجسد مختلف الشخصيات في أعماله وترك بصمات متميزة في الحركة المسرحية ولاحقاً في السينما والدراما السورية.