وديع الصافي ود.نبيل طعمة.. قصة أغنية

وديع الصافي ود.نبيل طعمة.. قصة أغنية

ثقافة

السبت، ٢ نوفمبر ٢٠١٣

آخر أغنية للفنان الراحل وديع الصافي كانت "وطن السلام" التي غناها لسورية كلمات الدكتور نبيل طعمة وهي الأغنية الوحيدة التي أخذها من كاتب سوري برغم حبه الكبير لها.. فحملت الأغنية كثيرا من رؤى الصافي الوطنية إضافة لحبه الكبير لبلد كان قد أعطاه كثيرا من ألقه الفني.
وقال الدكتور طعمة إن المطرب الراحل وديع الصافي فنان مبدع حباه الله بصوت أخاذ كان سفيره عبر الزمن ليكون صديق كل الأجيال التي ما برحت تعتبره حالة أصيلة لا غنى عنها في مسيرة الفن العربي.
وأضاف طعمة إن صوت وديع الصافي يحمل في ألقه عبقا إنسانيا تلاءم مع كل الأذواق ووافق كل اللهجات الشعبية في مختلف أصقاع الوطن العربي الممتدة من الماء إلى الماء وعبر بصوته عن هموم الجميع وعن أفراحهم فرصد مشاكلهم وطرح قضاياهم وتابع حالاتهم.
وبرغم فرق العمر بيني وبين الصافي قال طعمة لقد التقينا على حب كبير هو عشق سورية بما فيها من جماليات وتنامت علاقتنا ومحبتنا التي شملت حتى عائلته وأولاده إلى أن اتصل بي ذات يوم وقال لي أريد أن اغني لدمشق ولسورية فهل بمقدورك أن تربط شريانك بشرياني في هذا المجال.
وتابع طعمة قلت له عندي أغنية وطن السلام وأرسلتها له مباشرة فأعجب بها كثيرا ودرس معانيها التي تهدف إلى حماية الوحدة الوطنية والحفاظ عليها وعلى مقوماتها لأننا عرب قبل كل شيء فسعد بها كثيرا ولاسيما أن المعاني انطلقت من دمشق لتشمل الأديان والأطياف والسماحة والسلام والحب الذي لا أجمل منه وقال طعمة إن أكثر ما هو غريب في الأمر أن تقدير وديع للأغنية دفعه ليلحنها بنفسه مع ولده طوني والملحن السوري خالد فؤاد حيدر فأطلعني على النتائج التي أحببتها وقال لي سأسجلها في سورية ثم جاء إلى سورية ويسرت له الأمور ليبدأ في تسجيلها في ريف اللاذقية ثم انتقل إلى مكان آخر حسب معاني التعابير في الأغنية وهو ضريح القائد التاريخي خالد بن الوليد ثم أكملها في الجامع الأموي في دمشق ثم قاسيون ليجسد عبارات الأغنية بصوته الأخاذ ويصدح هي لوحة رسمت فيها كل المدائن.. هي شعلة وضاءة.. نور الإله أحاطها.
ومن الأغنية جسد جمالية ومقومات وحدة الشعور السوري والصف السوري ولاسيما في قوله.. ضم الثرى في سورية .. المعمدان وخالد وحافظ قمة المجد الكريم .. فيها خلد ويعمد طعمة في رؤاه الشعرية إلى تذويب الطائفية وتجسيد قوة الشعب لافتا إلى أن هناك حدثا دله إلى مخاوف كثيرة نتيجة ما قرأه واطلع عليه عبر معرفته بالعالم الخارجي وقراءته لمسارات السلوك التي يتبعها أولئك الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه ولاسيما أن كلمات القصيدة تعود إلى عام "2008".
وأوضح الدكتور طعمة أن الفنان وديع الصافي يتمتع بإيمان عميق وبرؤية وطنية كبيرة وهذا ما جعله يعمل معي لنرصد في عمل فني كثيرا من الرموز التي انتهت في بانوراما حرب تشرين وبدأت بين أشجار الشوح وسنديان الساحل السوري.
ولفت طعمة إلى أن وديع الصافي الذي رحل تاركا أغاني في مستوى أغاني فيروز وصباح فخري والشحرورة صباح يحمل في جنباته حبا كبيرا لسورية وعرفانا بجميلها قد ينكره سواه فإن أول من قدم هذا المطرب الكبير هو الإذاعة السورية في الخمسينيات عندما رفضته إذاعات لبنانية وغيرها فأطلقته إذاعة دمشق بمنتهى القوة تقديرا لموهبة ستصل إلى قمة المجد في يوم ما وكان ذلك الاعتراف الدائم منه بعرفان سورية التي غنى لها كما غنى للبنان.
وبين طعمة أن وديع الصافي الذي جاء خصيصا من لبنان ليغني وطن السلام في سورية أعطى من ذوبان نفسه ثم ختم الأغنية قبل أن يشتد عليه المرض وهو في سورية لينقل إلى مشفى الشامي الذي حظي فيه بالرعاية الكاملة من الدولة السورية.
وختم طعمة لقد مات وديع الصافي تاركا إرثا منوعا للأجيال وأحلاما كان يتمناها أن تتحقق قبل وفاته بحب الوطن ومقاومة الاحتلال وتغريد الطيور في الوديان دون أن يعكر صفوها أي شيء.
يذكر أن الدكتور نبيل طعمة كتب إضافة إلى أغنية وطن السلام أغاني كثيرة منها "بيروت للفنانة ميادة حناوي إضافة إلى أغنية يا أمة العرب وأغنية يا شام وأغنية لا تغضبي للفنان العربي لطفي بوشناق كما غنت له الفنانة السورية سوزان نجم الدين أرض المحبة ولحن جميع هذه الأغاني الملحن السوري خالد فؤاد حيدر".