معرض فنانات سوريات.. عالم المرأة ولغة الحياة

معرض فنانات سوريات.. عالم المرأة ولغة الحياة

ثقافة

السبت، ٢٥ مايو ٢٠١٣

ريم الحمش
artrem@hotmail.com
 بالتعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين وفرع دمشق لنقابة المهندسين تستضيف صالة الشعب للفنون الجميلة معرضاً تشكيلياً جماعياً تحت عنوان فنانات من سورية من 12-27 أيار بحضور عدد كبير من المهتمين بالفن التشكيلي ومجموعة من متذوقي الفن، يشارك فيه كل من الفنانات التشكيليات: نداء دروبي وفاء سرميني، زهيرة الرز, سحر النواقيل، عبير إسبر, إلهام جبور, تهامة مصطفى, جميلة كاترينا, هبة سعيد, نور خوري, تماضر إبراهيم, هيام البرو, ريما تربدار, لمى المحمد, سهام إبراهيم, هدى عناية, رنا حسين, عفاف خرما, فادية المحمود, بتول ماوردي, علا الأيوبي, رباب أحمد, عناية البخاري، فدوى شهدا, رانيا الألفي, ورهام المعري.. وقد تم في المعرض تكريم كل من الفنانات عبير إسبر وريما تربدار ورانية الألفي وإلهام جبور مكافأه لهن على مجهوداتهن المشرفة في مجال الفنون التشكيلية.
يضم المعرض 65 لوحة ومنحوتة جاءت منوعة ما بين فضاء التجريدية والواقعية التعبيرية تتراوح بين التقنيات المنفذة بالزيت والإكرليك والغواش تشكل الرؤى الفنية لفنانات لهن مكانتهن التشكيلية التي تتكئ على إرث فني ومخزون ثقافي وخبرة طويلة.
ورأت الفنانة هبة سعيد عضو مكتب تنفيذي ورئيسة مكتب الصالات والمعارض في اتحاد الفنانين التشكيليين أن معرض فنانات سورية صورة معبرة عما يكمن في داخل الإبداع السوري الذي يؤكد تواصله مع الحياة بمواكبة حثيثة لن تثنيها عنه الظروف، وبالأخص منه النسوي الذي أشار بوضوح إلى أن الفن التشكيلي السوري متطور ومتحفز وراق, ومن أهم مقوّماته الحفاظ على التراث الوطني الأصيل.
وشاركت الفنانة صريحة شاهين بلوحة وعملين خزفيين، وتضمنت لوحتها منظراً طبيعياً من الجولان المحتل الغني بأراضيه الخصبة ومساحاته الواسعة وطبيعته الخلابة، أما عملها الخزفي: فالأول يمثل جذع امرأة رمز الأمومة، والثاني مصب القهوة العربية من التراث؛ محاولة لترك بصمة خاصة في عالم الجمال، أما المشارِكة وفاء سرميني خريجة كلية الفنون الجميلة, فقد عملت مدرّسة في كلية الفنون بجامعة دمشق، ثم عملت في هندسة الديكور وتصميم الأزياء فقدمت لوحة بعنوان أيقونات تمثل السيدة العذراء ومنحوتة على المعدن بعنوان "ميناء" عبرت عن الطبيعة والطهر والنقاء مستندة إلى أسلوبها المنتمي للمدرسة الانطباعية والأعمال التجريدية المعاصرة, وفي فيض من المشاعر المتوهجة وبروحانية شديدة بحب الطبيعة والورود، تقدم الفنانة سهام إبراهيم أعمالها مستفيدة من الفراغ، ومشكلة أبعاداً معينة محمّلة ببعض الرسائل الفنية، بألوان زاهية مبهجة ولمسات خاصة تحمل إحساسها الصادق بتلك التكوينات الجمالية التي أبدعها الخالق, بينما تستلهم الفنانة بتول ماوردي بأسلوبها الانطباعي التعبيري المبسط وألوانها القاتمة والكتوم, راسمة مشروعية حلمها الإبداعي بأجمل اللوحات عن الطبيعة بكل تجلياتها وفق حبر العواطف التي تنسج البيوت الطينية والهضاب وبقايا الظلال بوشاح حرارة اللون ومساحات القيم اللونية والفرح الممزوج باليأس أحياناً والأمل أحياناً أخرى, والفنانة جميلة كاترينا التي شاركت بلوحتين تضمّنت الأولى منظراً لأحد أحياء دمشق بعنوان "عندما بكت دمشق" وقد نجحت الفنانة في تجسيد ذلك المعنى العظيم في لوحتها الرائعة, والثانية عبارة عن رجل وامرأة بيد واحدة أو بجسد واحد يرمز إلى حب الوطن لتقول في سلسلة أعمالها إنها ترفض السكون والصمت المطبق وترفض الهزيمة وتحتمي بحجم جغرافية حلم الأوطان, وتقدم الفنانة لمى المحمد ثلاث لوحات بقلم الرصاص تمثل الطبيعة الصامتة المتسمة بطابع الواقعية المغرقة في التفاصيل الفنية بحساسية فائقة.
 علينا أن نتصور المرأة في ظل الظروف الحالية تسعى إلى فهم ذاتها كامرأة حقيقية لها دورها الفاعل في عالم اليوم, فتراها تحدّت وتغلّبت وكانت وسط الضوضاء تبعث من روحها موسيقى السكينة، وسط القتامة ترفع ألوانها لتزيّن بها الأجواء بستاناً ملوناً من إبداع الأنامل الناعمة، تقرأ فيه الشعور بالحب, وترى الأمل يشرق من جديد.

عالمي
الفنان فرانسوا بوشيه François Boucher 1703–1770
فنان فرنسي من رواد فن الروكوكو كان رسام مدام دو پومپادور المفضل، خليلة لويس الخامس عشر, اشتهر فرنسوا بوشيه برسمه المشاهد الميثولوجيّة أمضى حياته منهمكاً في العمل، نال الشهرة التي مكنته من أن يصبح عضواً في الأكاديمية وأن يتبوأ مركز رسام الملك، عُني بوشيه حتى عام 1750 بتصوير الموضوعات الأسطورية التي كانت صوراً زخرفية محكمة بالغة الإتقان تسري في ثناياها شاعرية هامسة تفرّد بها معبّرة عن الحنين والتوجّع، هائمة فيما هو بعيد المنال وكان في لوحاته يصور الكثير من العادات والطبقات الاجتماعية حيث كان يرسم الأزياء المعبرة عن الحياة الأرستقراطية خلال تلك المرحلة وينقل بوضوح بنيانها ولطف نسيجها ودفء ألوانها، وقد جاءت مناظر بوشيه البريّة والرعوية المصنّفة ضمن إبداعاته لفن الروكوكو مصطنعة وإن استوحاها عن الواقع، غير أنه نزع إلى التخلّص من العناصر المتعلقة بالملوك والحكـّـام أو بالميثولوجيا، فقدّم لنا مشاهد مسرحية دون شخوص وإن تخلّلها بضع ممثلين من المزارعين أو الرعاة لكي يتسنّى له رسم الطبيعة عارية فتبدو مناظره الطبيعية وكأنها حلم ريفي ينطوي على طبيعة هادئة من سندس ناعم أملس وأشجار زرق وسماء حريرية شاحبة أضاف إليه بضع أكواخ, طواحين المياه, طيور، مبدعاً بذلك مَناخاً ساحراً مفعماً بالطمأنينة والسكينة يضيف للواقع دفئاً وجمالاً.