عن ربيع الفن التشكيلي السوري

عن ربيع الفن التشكيلي السوري

ثقافة

الأحد، ١٢ مايو ٢٠١٣

ريم الحمش
artreem@hotmail.com
برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون ما بين مديرية الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين أقيم معرض ربيع الفن التشكيلي في المركز التربوي الفني بمشاركة نخبة من الفنانين والمبدعين المحليين بدمشق.
 يمثّل المعرض احتفالية ثقافية مصغرة لحركة تشكيلية؛ حيث ضم أحدث إبداعات الفنانين الشباب تحت عمر الأربعين وذلك بهدف تبادل الخبرات بين الفنانين وخلق علاقات ودية بين كافة الفنانين بالمدينة ووضع لبنات لمشاريع مستقبلية جماعية.
 تتنوع أعمالهم بين مختلف المدارس التشكيلية من تجريدية، تعبيرية وكلاسيكية تجمع بين الفكر وثقافة المجتمع السوري فتظهر في أعمال كل فنان أسلوبه الخاص وألوانه المميزة تنهل من تجارب متنوعة على الموروث الحضاري في البيئة السورية وفنون الغرافيك والنحت والتصوير مستندة إلى رموز شعبية تلتقط زوايا وتكوينات مميزة.
وبيّن عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة أن هذا المعرض هو بمثابة ملتقى فكري ثقافي بالرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وهذا إنما يدل على الوعي الفني الذي يتمتع به هؤلاء الفنانون، لأنهم أدركوا أن الفن هو وسيلة من وسائل رُقي المجتمعات وتخليد الحضارات، وهو سفيرنا إلى المجتمعات والحضارات الأخرى على مر الأيام والعصور, ولهذا نلاحظ النمو الكبير في أعداد الفنانين سنة بعد سنة وكأن الفن أصبح جزءاً من اهتماماتنا اليومية بل أصبح الهواء الذي نستنشقه.
يشكل المعرض فرصة تتلمس من خلالها هذه المواهب الشابة الطريق نحو عموم الجمهور المولع بالفن التشكيلي بمدينة دمشق، التي تعتبر أكثر المدن انفتاحاً على الفنون بمختلف أشكالها فقد منحت اللَّوحة المُشاهِد شحنات تساؤلية ولدت حواراً بين المتلقي والفنّان عن كيفية بناء اللوحة وكيفية ترجمة مشاعر الفنّان عبر اللوحة، وشرح كيفية استعماله لتقنيات العمل المختلفة، ثم كيفية توزيع العمل بالفرشاة النَّاعمة فوق المساحة التجريدية من خلال رسم الأزاهير والطيور والأشكال والشخوص والرموز المتعددة التي تهدف إلى خلق لوحة منسجمة ومنسابة مع فضاءات التجريد والترميز والأشكال التي تعكس حالة فرح وهدوء وسلام ومتعة، حيث يعتبر الفنان أن تحقيق متعة المشاهدة للمشاهد مهمّة جداً، لأنه هو نفسه يرسم بهذا الإيقاع لمتعة خالصة حيث يشعر أن المتعة التي تصاحبه خلال عمليات الإبداع عبر اللون والحرف، لا تضاهيها أية متعة أخرى، ويريد أن يحقِّق هذه المتعة للمتلقّي وقد كان واضحاً تحقيق هذا التطلع من خلال الفرح المرتسم على سيماء المشاهدين، حيث كان الجمهور في حالة مفرحة لهذا التدفُّق اللوني المتوَّج بأزاهير وطيور وبحار وفضاءات من بوح الأحلام المرفرفة في ذاكرة وخيال الفنان والتي ترجمها بحنانٍ عميق على مساحات لوحاته، قدّمها لمحبي الفن التشكيلي كي تصبح الحياة أكثر جمالاً وبهاءً وعطاءً، ولو لم يحقِّق الإنسان هذه التطلُّعات الخيِّرة، تغدو الحياة قاحلة، كأنّها تمرّ في عصر الظلمات ومصابة بالعقم، لهذا نرى الإنسان يجنح دائماً نحو الحرّية وقيم الخير والمحبَّة والعدالة والسَّلام بكلِّ ما لديه من تطلُّعات إبداعيَّة سواء عبر اللَّون أو الكلمة.


عالمي...
فنان فرنسي يبدع صوراً فوتوغرافية بحروف عربية
الفنان الفرنسي جوليان بريتون جذَبه فنّ الخط العربي المعاصر فأبدع لوحات فنية رائعة, وأضاف إليها العنصر التقني لتكون النتيجة لوحات مدهشة تجمع بين العراقة والحداثة، فسدّ بذلك الفجوة بين حضارتين من خلال دمج كل من أحرف الشرق والغرب معاً.
أما الأمر الأكثر غرابةً فهو طريقة إبداعها، فهذه اللوحات لم يتم رسمها أو تلوينها؛ بل تم تصويرها باستعمال تقنية الرسم بالضوء من خلال مصدر الضوء (كمصباح مثلاً) ليرسم هذه الأشكال أمام الكاميرا.
يستغرق تصوير اللوحة الواحدة من 30 دقيقة إلى عدة ساعات، ويقوم عدة أشخاص باستخدام مصابيح ووحدات إضاءة قد يصل عددها لعشر وحدات في اللوحة الواحدة ثم يتحرك حاملو وحدات الإضاءة بطريقة محددة ودقيقة كما رسمها الفنان لتكون النتيجة لوحات مصورة غاية في الجمال.