حسان حلواني.. منحوتة تبتعد عن الرمز!!

حسان حلواني.. منحوتة تبتعد عن الرمز!!

ثقافة

السبت، ٦ أبريل ٢٠١٣

الأزمنة| ريم الحمش
artreem@hotmail.com
يتخذ النحات حسان حلواني من الحديد والصخر موادّ أولية لأعماله الفنية، واختيار هذه المواد بالضبط لها ارتباط بالبيئة التي عاش فيها، حيث كان الصخر مادة للاشتغال منذ غابر العصور، وورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى وثمود الذين جابوا الصخر بالواد.. سورة الفجر: الآية 9، وإذا كان الصخر هنا اتخذ بعداً معمارياً فقد تم تأكيده في القرآن الكريم في قوله تعالى: وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين.
منحوتات من الحديد والحجر، تمثل الإنسان والطبيعة والتراث.. أعمال تمثل في جوهرها التراث الفكري والتاريخي والشعبي والحضاري.. وتعبّر أفضل تعبير عن نمط خاص في التعامل مع فن النحت، الذي كرّس له حسان حلواني حياته كلها.
تظهر في تجربة النحات سمات أسلوبية ناتجة عن تأثره بالنحت الرافدي بما تتركه من تعاقب الأشكال المستطيلة المستمدة من الطين والحجر الذي تطبع فيه وهو أمر ظاهر في العديد من أشكاله معتمداً على رموز الحضارة العربية وتراثها ومحاكياً أشهر الأساطير, والحضور الإنساني يبدو ماثلاً في جدارياته ومنحوتاته فهو يعمل بدقة فائقة في الصنعة وتطويع المادة الخام، بالإضافة إلى تقديمه لأعمال فسيفسائية مستوحاة من تاريخ سورية, وجداريات النحت الغائر والبارز التي يبرز فيها فضاءات نحتية مجسدة بطريقة دائبة الحركة، يروي فيها بصرياً محطات مهمة في تراثنا, وأعمال تركيبية من الحديد سيشارك فيها في الملتقى الثامن للشباب الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين بدمشق.
يعمل حلواني ضمن منحى تجريدي تعبيري حيث وجد أن هذا النوع من الفن يستطيع من خلاله تقديم ما يدور في داخله بالإضافة إلى أن هذا الفن يحمل مدلولات وإيحاءات وهو لا يغوص في الرمز كما أنه يبتعد عن المباشرة، وقال: "إن ما يقدمه من خلال الكتلة الصلبة هو حالة عفوية تأخذه إلى نوع من الفن المنتج".
وهذا برأيه يحقق حضوراً أكثر على مرّ الزمن، فترى أن الصخر عند الفنان حلواني تم تطويعه ليتحول إلى مادة فنية، ويتحرر من منح الكتلة بعداً بصرياً هذه الرغبة في التحرر ليست مطلقة، ولم يستطع أن يفك ارتباطه بها، فجل المنحوتات وإن ساد الاعتقاد أنها تجريدية فإن ملامح التجسيد حاضرة وبنوع من الحذر الشديد وبهذا تحضر ثنائية التجريد والتشخيص كما تظهر ثنائيات أخرى هي نوع من المزاوجة الفنية بين الأملس والخشن والانسيابي والحاد، واللون الأصلي للمادة ولون الصباغة هذه المزاوجة التي لا تخلو منها أعماله تعتبر ميزة في منحوتاته الشبه التجريدية والمشحونة بالدلالات التعبيرية، وإن كان أصلاً لا يعتمد على موضوع في منحوتاته فإنه يحاول نقل شعوره الصافي الذي تتفتق منه العديد من الرموز والدلالات الثانوية في عمق الفنان وينقلها لاشعورياً إلى تلك الكتل الجامدة في المكان والمتحركة في الزمن لأنها كل مرة قد توحي لك بفكرة أو تكتشف شيئاً غاب عنك في لحظة من لحظات التأمل، ويبذل جهداً كبيراً في تطويرها لتصبح أكثر نضجاً وذلك بعدم تكرارها، فهو بحق يجعل الحجر ينطق بعبارات الجمال في رشاقة واتزان برؤية فكرية ناضجة تنمّ عن المحمول الثقافي الذي يختزله بين جنباته، فرغم الصمت الذي يغلب على شخصيته، إلا أنه يمتلك نظرة إبداعية وابتكارية ساعدته على خلق جُمل الجمال من خامة صعبة التطويع إلّا بيد مبدع لاطفها بأنامله فطاوعته وسلّمت له مكامن الجمال التي أبرزها بوعي داحضاً كل مكامن الصدفة..
حسان حلواني نحت الحجر إنساناً وأبدع في واقعية أعماله التي أعطاها روحاً من روحه وحياة من حياته لتكون أكثر سمواً أعماله تخطت حدود الوطن وصنّفته واحداً من المبدعين الكبار.
الفنان التشكيلي حسان حلواني من مواليد 1969دمشق, درس الفن دراسة خاصة عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب مشارك في عدة معارض فردية وجماعية، نفّذ نصب مصطفى العقاد في حلب، ومدخل نصيب الحدودي في درعا، بانوراما السيد الرئيس في اللاذقية، أعماله مقتناة في الولايات المتحدة، بريطانيا, فرنسا, سويسرا, قبرص أستراليا الإمارات العربية المتحدة ووزارة الثقافة في سورية.


عالمي
الفنان دالتون غيتي
هناك الكثير من الفنون الغريبة في عالم النحت والتشكيل, ولكن الفنان دالتون غيتي ابتكر نوعاً فريداً جداً لم يأت بمثله فنان من قبل؛ فهو ينحت أقلام الرصاص، وقد بدأ هذا الفنان الأميركي من أصل برازيلي هوسه بأقلام الرصاص والحفر عليها حين أهداه أحد أصدقائه في المدرسة قلماً, وقرر أن ينحت له اسمه عليه، وهكذا يقول دالتون ذو التسعة والأربعين عاماً إنه بدأ من تلك اللحظة تحدياً مع نحت الأشياء الصغيرة كالأقلام والطباشير ويجعل منها قطعاً فنية جميلة, ويعتَبِر منحوتة ألفيس بريسلي ملك فن الروك أحب منحوتة بالنسبة له.