تحدي المرأة السورية لظروف الحرب في رواية “مضاجعة الموت”

تحدي المرأة السورية لظروف الحرب في رواية “مضاجعة الموت”

ثقافة

الثلاثاء، ١٣ نوفمبر ٢٠١٨

“مضاجعة الموت” رواية تحمل في أحداثها صورة حقيقية للمرأة السورية التي تتحدى كل الظروف ثم تحافظ على حضورها الاجتماعي والإنساني إضافة إلى أحداث أخرى سلطت فيها الضوء على الحرب الإرهابية والمؤامرة على سورية وعلى الغربة والخيانة والسلوكيات الاجتماعية المتردية.
 
“مضاجعة الموت” باكورة إصدارات فاطمة خضور رواية ترتكز على حدث واحد بنيوي تتشعب منه أحداث ثانوية هي الصراعات الاجتماعية والنفسية والإنسانية التي تعرضت لها بطلتا الرواية فاطمة وأميرة خلال معايشتهما اليومية لتداعيات حرب سعت لأن تنال من الشعب السوري.
 
فاطمة في الرواية المحور الأساسي كانت تحمل شخصية الكاتبة ووجدت في صديقتها أميرة حضنا يشاركها الهموم والأحزان والأفراح لتعينها على ما مرت به من آلام كابدتها بعد هجرة زوجها وغدره وخيانته لها.
 
أما أميرة التي كانت أيضاً تتبادل دور البطولة في الرواية مع فاطمة فظهرت في شخصيتها دلالات التحدي وإثبات المرأة لوجودها ورفضها لما يقدم عليه بعض الرجال عندما يحاولون إيقاع امرأة ابتعد عنها زوجها لسبب ما.
 
الرواية التي غلب عليها الوصف التشويقي بدأ فيها عنصر الإثارة العاطفية منذ الدخول إلى عالمها مبتدئة بالحدث دون أي ملل ومعتمدة على الشخصيتين الأساسيتين فاطمة وأميرة واللتين سعتا دائما لتحدي الظروف المتردية المحيطة بهما.
 
في غير مكان من بيئات الرواية جسدت أيضا خضور جرائم الإرهابيين من خطف وقتل وتنكيل مع إدخال هذه الأحداث في التحولات البنيوية المرتبطة بالحدث الأساسي للرواية وهو معاناة فاطمة وأميرة.
 
خضور في روايتها التي تقع في 178 صفحة من القطع المتوسط والصادرة عن دار أمل الجديدة شكلت حالة فريدة في التعاطي الأدبي مع المرأة والدفاع عن كينونتها بروايتها التي أعطت البطولة للمرأة كي تواجه ظروف المجتمع السوري بعد ما طال البلاد من حروب ومؤامرات.
 
توخت الروائية الحذر من الوقوع بأي إشكال لغوي أو فني وذلك من خلال تماسك الرواية وعدم الاستطراد الذي كان خفيفا وسخرته لخدمة الأسس البنائية للرواية.