ندوة “الترجمة في سورية.. مشكلات وحلول” تختتم أعمالها

ندوة “الترجمة في سورية.. مشكلات وحلول” تختتم أعمالها

ثقافة

الاثنين، ٢ أكتوبر ٢٠١٧

تضمنت فعاليات اليوم الثاني من الندوة الوطنية “الترجمة في سورية.. مشكلات وحلول” التي أقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب بمكتبة الأسد الوطنية ورقات عمل حول المترجم بين الحق والواجب والترجمة الفورية بين النظرية والتطبيق في سورية ودور الترجمة في الأزمات السياسية ومشكلات الترجمة في سورية.

وأوضح الباحث عدنان جاموس في ختام الندوة التي تقام بمناسبة اليوم العالمي للترجمة خلال مداخلته بعنوان “المترجم بين الحق والواجب” أن إحدى المشكلات المزمنة التي يعاني منها قطاع الترجمة تتصل بالتدابير الكفيلة بجعل المترجمين المكلفين يقومون بعملهم وهم مقتنعون بأن الجهد الذي يبذله كل منهم يتكامل مع جهود الآخرين المعنيين بتنفيذ المشروع الثقافي.

وأكد الباحث جاموس ضرورة أن تكون الترجمة أمينة بحيث يأتي النص في لغة الهدف مكافئا للنص في لغة المصدر معنى ومبنى.

وجاءت مداخلة الدكتور فؤاد الخوري رئيس قسم الترجمة الفورية في المعهد العالي للترجمة إضاءة على مسيرة المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية بجامعة دمشق الذي مضى على تأسيسه عشر سنوات ويضم ثلاثة أقسام أساسية وهي الترجمة التحريرية والترجمة الفورية وقسم الترجمة السمعبصرية .

وأشارت مديرة وحدة الترجمة في مركز دمشق للأبحاث والدراسات ناهد هاشم في مداخلتها بعنوان “دور الترجمة في الأزمات السياسية.. الأزمة في سورية نموذجا” إلى أن الترجمة أصبحت بالغة الأهمية في ظل الأزمة في سورية مع العدد الكبير من الكتب والتقارير والأبحاث التي صدرت عنها ما جعل للترجمة دورا محوريا في فهم كيف يكتب الآخر عنا وكيف نقارب ما يحدث لدينا وكيف تتم مقاربة خبر معين لدى الآخر وبالتالي فهم سلوك وتوجهات الرأي العام لديه.

ولفتت هاشم إلى أن الترجمة تحتاج إلى الأمانة والدقة والإلمام بالثقافة المنقول إليها في جميع الظروف بما يزيل الغموض لدى المتلقي في اللغة المنقول إليها ويحفظ في الوقت ذاته روح النص الأصلي.

ولفتت مترجمة كتاب “الحرب القذرة على سورية” إلى ضرورة وضع خطة وطنية لترجمة ما يصدر عن سورية ومتابعة كيفية استخدام المصطلحات وتفعيل دور النقد في الترجمة للمساعدة في تقديم مادة علمية غنية تساعد طلبة الدراسات العليا بالأقسام المختلفة وخاصة كليات الإعلام والعلوم السياسية.

وفي محور المشكلات الواقعية للترجمة في سورية “طبيعتها والحلول الواقعية لها” بينت الدكتورة ريم منصور الأطرش أهمية إيصال المعنى بالشكل الصحيح من اللغة الأصلية للغة المترجم إليها مع التعابير المستخدمة إضافة إلى الأمانة في الترجمة مشيرة إلى وجود أخطاء في الترجمة لغوية المنشأ ناجمة عن المعرفة غير الكافية باللغة الأجنبية ما يجعل المترجم يغفل عن السياق المطروح في اللغة المصدر إضافة إلى وجود مشاكل ثقافية في الترجمة ولا سيما في النصوص الأدبية التي تستلزم مهارات ثقافية تتصل بفهم عادات شعب اللغة المعنية وتقاليده ونمط معيشته.

ولفتت مترجمة كتاب “الحادي عشر من أيلول” إلى وجود مشاكل عديدة يعاني منها المترجمون المحترفون هي ذاتها التي يعاني منها المبتدئون في الترجمة داعية إلى وضع برامج طويلة الأمد لحل المشاكل اللغوية عند المترجمين ولا سيما لدى الترجمة بين لغتين تنتميان إلى عائلتين لغويتين مختلفتين.

وفي محور “مشكلات الترجمة في سورية.. الهيئة العامة السورية للكتاب أنموذجا” استعرض مدير الترجمة في الهيئة حسام الدين خضور مشكلات الترجمة في سورية ومنها عدم وجود مترجمين مؤهلين في العديد من لغات العالم التي تلعب دولها الناطقة بها دورا فاعلا في الشأن الدولي المعاصر مثل اليابان والصين والبرازيل وكوريا والهند.

وقدم خضور جملة مقترحات منها الفصل بين التأليف والترجمة والإسراع في وضع خطة تنفيذية للمشروع الوطني للترجمة وفتح كليات جديدة لتعليم اللغات التي تدعم شعوبها سورية وإقامة ورشة عمل تجريبية للترجمة يشرف عليها المعهد العالي للترجمة بالتعاون مع مديرية الترجمة في هيئة الكتاب وإنشاء رابطة للمترجمين العاملين في ميادين الترجمة والإعلان المبكر عن جائزة سامي الدروبي للترجمة وتخصيص جائزة سنوية تشجيعية لأول أفضل كتاب مترجم للمترجمين الشباب وتعزيز العلاقة بين مديرية الترجمة ومجمع اللغة العربية لحل المشكلات اللغوية التي تنشأ.

الترجمة الفورية بين النظرية والتطبيق كانت مداخلة الدكتورة لميس العمر مدرسة الترجمة والترجمة الفورية في المعهد العالي للترجمة اعتبرت فيها أن الترجمة الشفهية هي من أبرز تخصصات الترجمة في العصر الحالي لما تتمتع به من ميزة تواصلية وتفاعلية آنية تختصر الزمان والمكان بفضل استخدامات التقانة الحديثة داعية إلى تأسيس مرجعية مهنية قادرة على ضبط معايير مهنة الترجمة الفورية قانونيا وعمليا واخلاقيا ورفع الوعي حول أهميتها والتركيز على أهمية التدريب المهني الأولي والتدريب المستدام لدى الجهات المعنية بتوظيف المترجمين الفوريين.