طباعة الكتب الأدبية للمواهب الشابة تأخذ طريقها إلى دور النشر الخاصة

طباعة الكتب الأدبية للمواهب الشابة تأخذ طريقها إلى دور النشر الخاصة

ثقافة

الجمعة، ١٤ يوليو ٢٠١٧

تسعى دور النشر السورية في الفترة الراهنة إلى تعزيز حضورها في مجال طباعة الكتب الأدبية واستقطاب المواهب الشابة بعد أن كان هذا الجانب مقتصرا إلى حد كبير على المؤسسات العامة كوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب.

دار التكوين للطباعة والنشر والتوزيع كانت إحدى هذه الدور التي سايرت هذا التوجه وخصصت جزءا من منشوراتها لطباعة ما تجود به قرائح الأدباء فطبعت مؤخرا مجموعتين شعريتين هما حرب ورقة مقص للكاتبة السورية رامة عرفات والأسود الذي لا ترينه للكاتب المغربي محمد يويو واللتان فازتا بالمركز الأول في جائزة دار التكوين الشعرية للديوان الأول لعام 2016.

وفي مجموعة حرب ورقة مقص لعرفات تهيمن على نصوصها ألفاظ عبرت عن مناخات مختلفة يكون فيها المذكر والمؤنث ضمن عالم بنيوي واحد وفق الهوية الفنية التي دلت على معظم النصوص كقولها في قصيدة أمد لك قلقي الصغير “أمد لك قلقي الصغير بفأس يناسب مقاس خصر شجرة..لا تعرف عن الأسماء سوى السكاكين”.

وعندما تتحدث عرفات عن الحب في المجموعة تأتي القصيدة بصورة مختلفة باتجاهها العاطفي مستعيرة ألفاظا مبسطة تجيء وفق تشكيل سهل ممتنع دون اللجوء للضبابية فقالت في قصيدة الكتابة عن الحب.. “الكتابة عن الحب أكثر صعوبة وقسوة.. من عقوبة حفظ جداول الضرب..من الستة حتى تسعة”.

أما مجموعة الأسود الذي لا ترينه للمغربي يويو فجاءت بشكل فني لتصل إلى مستوى الشعر المنثور ليدل على اعتناء صاحبها بالقصيدة التي تنمو بهدوء بغية وجود تكوين فني يشكل لوحة تتداعى فيها المعاني والإيحاءات.

كما يحاول المؤلف يويو أن يسعى لتكوين نصه عبر النزعة الداخلية المنحازة لقضية الإنسان الوجودية في تحولاته المتناقضة ومن قصيدته زجاج “رأينا من عادوا منهم إلى النبع عراة..من غير دوائر الرمل..تقول دائرة أشكالها تدعو للريبة: .. كل القبور مستطيلة.. سنستحدث أشكالا جديدة.. المربع أخو المستطيل والمثلث.. بهذا سينعم الفانون بتسلية أكبر”.

ولم تقتصر إصدارات دار التكوين للكتب الفائزة بمسابقتها بل أصدرت في مجال شعر النثر عددا من المجموعات المختلفة في معانيها ومضامينها حيث صدر عن الدار مجموعة نثرية بعنوان عميل التعب للشاعر سامي أحمد تغوص في فلسفة نفسية تتكون في أعماق الشاعر عبر رؤيته العميقة في مجتمع يعيش تناقضات الحياة المختلفة كقوله في قصيدته أعلنت فطام القصيدة.. “الناس جثث تتحرك بأقدام البداية..والحب غبار يرفض السقوط.. يموت كل لحظة..العتمة تدخل أبواب الليل .. تفتح نوافذي عند الصباح”.

وفي مجموعة دخان الصادرة أيضا عن دار التكوين للشاعر أحمد تتباين القصائد في معانيها الإنسانية والاجتماعية وفق فلسفة الشاعر الخاصة التي جاءت على نسق شعري واحد كقوله في قصيدة أمنية.. “حبيبتي التي رحلت مع طائر الحزن والفرح..تمنيتها أن تعود وبعينيها شيء مني”.

كما طبعت الدار مجموعة شبه لي لذات الشاعر جاءت عبر نصوص نثرية في مستوى الشعر الذي ينتقد كثيرا من الحالات التي يراها الشاعر في غير موقعها الاجتماعي والإنساني مضيفا إلى نمطه الشعري المبتكر رؤى فلسفية كقوله في قصيدة تجاعيد.. “بناة عرس تلقح من فمها..وتلد من الآذان.. ومنها ما يلقح من هبوب الرياح بلا تزاوج”.

محمد خالد الخضر وميس العاني