استثمارات اتحاد الكتـّاب كثيرة العدد قليلة المردود.. الصـالح: لست راضياً عن عقود الاستثمار المبرمة.. ولكننا محكومون بها

استثمارات اتحاد الكتـّاب كثيرة العدد قليلة المردود.. الصـالح: لست راضياً عن عقود الاستثمار المبرمة.. ولكننا محكومون بها

ثقافة

الأربعاء، ١ فبراير ٢٠١٧

بشرى سمير
الاستثمار في العقارات التابعة للنقابات والاتحادات والمنظمات يعد أحد الخيارات الأساسية التي تلجأ إليها هذه النقابات والاتحادات لتوفير التمويل الذي يساعدها على تحقيق الكفاية لأعضائها والمساهمة في تحسين وضعهم المعيشي والاقتصادي.
لكن رغم الجهود التي تبذلها هذه الاتحادات والنقابات من حيث توفير الأراضي والأماكن المناسبة للاستثمار والحصول على التراخيص التي تعد من أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجهها هو ماينطبق على واقع الحال في اتحاد الكتاب العرب، إضافة إلى غياب الدعم من قبل وزارة الثقافة باعتبارها الجهة المعنية بتوفير الدعم للاتحاد لمساعدته على تجاوز كل الصعوبات ما جعل الاتحاد يجري العديد من العقود الاستثمارية التي وصفت بأنها عقود إذعان وكانت مجحفة بحق الاتحاد وخاصة أنها تمتد سنيناً طويلة تصل إلى 25 عاماً وهو، ماأكده لنا عدد من أعضاء الاتحاد الذين التقيناهم، مستغربين أن يكون لدى الاتحاد العديد من الاستثمارات لكن مردودها قليل ويكاد لايصل إلى مردود استثمار عقار واحد لدى الغير.

رغم التبريرات بأن هذه العقود تمت من قبل الكتاب والأدباء الذين تعاقبوا على رئاسة الاتحاد وتنقصهم الخبرة بأمور الاستثمارات وإعداد العقود فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل الجهل بعقود الاستثمار يعفي من المسؤولية وهل يشفع له انشغاله بالأدب والشعر؟؟.
للوقوف على الاستثمارات والعقود التي وقعت لدعم صندوق الاتحاد التقينا الأرقم الزعبي مدير الشؤون الإدارية وعضو المكتب التنفيذي الذي قال: إن السنة المالية لاتزال في بدايتها ولم يمض سوى عام واحد على تولي الدكتور نضال الصالح منصب رئاسة اتحاد الكتاب العرب ومع ذلك تم تشكيل لجنة مكونة من مستشار قانوني وآخر فني من أجل دراسة عقود الاستثمار التي سيتم إبرامها على قلتها.
ولفت الزعبي إلى أن المكتب التنفيذي الجديد لم يبرم إلا عقداً استثمارياً واحداً وهو لاستثمار مقر الاتحاد في اللاذقية في شارع الأوقاف لمدة خمس سنوات.. أبرم العقد في بداية عام 2016 وهو فندق وصالات متعددة الأغراض ومقهى ومسابح داخلية وكراج للسيارات وبقيمة 9 ملايين سنوياً بعد كان مؤجراً بمبلغ مليون و200 ألف، وكانت لدى الاتحاد النية لإبرام العقد مع المستثمر لكن نتيجة خلاف معه وعدم التزامه بالتسديد تم التعاقد مع مستثمر جديد وتم تحديد آلية الدفع وغرامات التأخير من أجل الزام المستثمر بالدفع.
إعداد دفتر الشروط
وأضاف: وزارة السياحة بصدد وضع دفتر الشروط لاستثمار أرض في اللاذقية على مساحة تقدر بـ 5 دونمات وهي جاهزة ومسورة وتم إعداد دفتر الشروط من اللجنة الفنية وإرساله إلى وزارة السياحة تمهيداً للإعلان عنه وهو مشروع استثماري باسم اتحاد الكتاب العرب، وتابع الزعبي: وفي دمشق تم تأجير جزء من مبنى الاتحاد المكون من خمسة طوابق مؤجر منها أربعة وهو حالياً مستثمر والعقد أبرم قبل استلام المكتب التنفيذي الحالي ولمدة خمس سنوات بأجر سنوي 125 مليوناً للعامين الأول والثاني ليصل إلى 150 مليوناً في الثلاثة الأعوام المتبقية.. ولفت إلى أن المبنى كان مؤجراً سابقاً لشركة عودة للنفط بمبلغ 80 مليون ليرة سنوياً وانتهى عقد الشركة مع الاتحاد نهاية عام 2015 وهناك جزء من البناء على مساحة تقدر 300 متر مستثمر من العام 2010 وهو مطعم تم استثماره وفق نظام bot لمدة 25 سنة وبقيمة 90 مليون ليرة سنوياً على أن تعود ملكية الأرض والمنشآت والاسم التجاري للاتحاد كما توجد في اللاذقية أرض تعود ملكيتها إلى الاتحاد منذ عام 2002 وكانت هناك معاناة شديدة مع مجلس المدينة من أجل تثبيت ملكية الأرض بعد شرائها من المجلس وتم الدفاع عنها بقوة.
استثمارات في المناطق الساخنة
وأضاف الزعبي: يملك الاتحاد في محافظة حلب أرضاً في منطقة الفرقان مساحتها 10 دونمات في منطقة جيدة وجاذبة للاستثمار ويجري الآن إعداد دفتر الشروط لها حيث سيتم استثمارها وإعداد الدراسات لتكون فندقاً من مستوى 5 نجوم وملحقاته من مطاعم ونواد.
وفي السويداء هناك أرض تعود ملكيتها لاتحاد الكتاب في منطقة ضهر الجبل تقدر مساحتها بأربعة دونمات وسيتم تنظيم المشاريع السياحية هناك لكن بانتظار صدور المخططات التنظيمية اللازمة للمنطقة.
وفي محافظة القنيطرة يجري إعداد التراخيص لاستثمار أرض مساحتها دونم واحد وبانتظار الظروف المناسبة للإعلان عنها.
كما أشار الزعبي إلى وجود أرض يسعى لشرائها في منطقة الوعر في محافظة حمص مساحتها 6 دونمات تعود ملكيتها لمجلس المدينة كما يوجد بناء ومقر للاتحاد في الحسكة وهو مكون من ثلاثة طوابق وحالياً غير مستثمر بسبب الظروف وتعرضه للتخريب، كما يوجد مقر للاتحاد وصالة أفراح في درعا وهو غير مستثمر بسبب الحرب الإرهابية.
أكشاك التوزيع
ونوه الزعبي بأنه كان لدى الاتحاد العديد من الأكشاك الموزعة في مختلف المحافظات منها ماتضرر ومنها ماتمت إزالته من قبل محافظة دمشق وهو حالياً بحاجة إلى وجود أكشاك في مختلف المحافظات ولاسيما داخل مخططات المدن حيث يسعى الاتحاد لتنفيذ استراتيجية تغطية تكاليف كل فرع من فروعه في المحافظات من العائد الاستثماري.
غير راض
نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب قال: مجمل العقود الاستثمارية وقعها الزملاء في الدورات السابقة وأنا لست راضياً عنها على الإطلاق لكنني أنظر بالكثير من التفاؤل إلى عقود استثمارية مختلفة ولكن للأسف نحن حالياً محكومون بهذه العقود لأننا لانملك شيئاً آخر، منها عقود مدة 25 سنة، وأخرى مدة خمس سنوات لكن بالنسبة للعقود التي سبق أن وقعها الزملاء نشعر بالغصة ولانستطيع إضافة أي جديد إليها وهي من وجهة نظري عقد إذعان.. وأضاف: لا أغفر لأي كاتب كلف بمهمة في مؤسسة ثقافية بذريعة جهله بالشأن المالي أن يترك الأمور تصل إلى هذا الحد، فكونه ارتضى بأن يكون في هذه المؤسسة إذاً عليه أن يقودها بما يحفظ حقوقها وحقوق أعضائها، علماً أنه في الدورات السابقة كانت تتم الاستعانة بأحد المحامين لقاء استشارته بقضايا الاستثمار وإعداد العقود ولذلك بمجرد استلامي رئاسة الاتحاد قمت بتشكيل لجنة استثمارات تضم مختصين في هذا المجال وسمينا مستشاراً قانونياً وهو قاض ولديه تجربة كبيرة في المحاكمات وأصولها واللجنة تقدم لنا النصيحة من دون أي مقابل مادي وهم من ذوي الكفاءة والخبرة.
حافظنا على الوديعة
وأضاف الصالح: بمجرد استلامي منصب رئيس الاتحاد لم نجد أي مجال جديد للاستثمار لكننا حاولنا قصارى جهدنا استلام الوديعة التي تركها لنا الزملاء والبالغة 300 مليون ليرة والمحافظة عليها والعمل على زيادتها وهو ما حصل فعلاً من خلال زيادة إيرادات الصندوق لتصل إلى 450 مليون ليرة فقد استطعنا تعديل استثمار المبنى المؤجر بفرع اللاذقية من مليون و200 ألف إلى 9 ملايين سنوياً ومدة خمس سنوات، لنضيف إلى رصيدنا 80 مليون ليرة خلال 15 يوماً من تسلمنا المنصب كما أنني وجدت نفسي في مواجهة عقد مع شركة عودة للنفط انتهت مدته ويترتب عليه مبلغ 40 مليوناً من أجور العقار لم تسددها وبعد محاولات استطعنا استرداد 26 مليون لتضاف إلى صندوق الاتحاد وكان من الممكن أن تضيع عليه.
تفاؤل بالمستقبل
وأبدى الصالح تفاؤلاً وطموحاً كبيرين في أن يستطيع خلال مدة وجوده في الاتحاد أن ينجز ثلاثة استثمارات وهي في اللاذقية وحلب السويداء، إضافة إلى تأمين سكن لضيوف الاتحاد من الوفود القادمين من دول ومحافظات أخرى بدلاً من استقبالهم في الفنادق وذلك سعياً لتخفيف العبء المالي عن الاتحاد والتحرر من الالتزامات الباهظة.
22 ألف ليرة ضمان صحي
وأشار الصالح إلى أن أي إيرادات تضاف إلى صندوق الاتحاد تنعكس إيجاباً على الأعضاء، حيث يقدم صندوق التقاعد راتباً شهرياً لـ 190 عضواً وهو على قلته، لكونه لا يتجاوز عشرة آلاف ليرة، إلا أنه يؤسس لمرحلة قادمة، إضافة إلى تقديم الضمان الصحي حيث يقدم لكل عضو 22 ألف ليرة سنوياً لقاء العلاجات وهناك مساعدة خاصة للعمليات والحالات الصحية الخاصة كما يقدم الاتحاد إعانة وفاة لذوي الأعضاء تقدر بـ 300 ألف ليرة علماً أن اتحاد الكتاب يعطي منتسبيه رواتب تقاعدية وإعانات.
يذكر أن اتحاد الكتاب العرب تأسس عام 1969، ويقع مركزه في دمشق ويقوم الاتحاد بإصدار العديد من المطبوعات والدوريات منها الاتحاد- الأسبوع الأدبي وجريدة الموقف الأدبي مع كتاب الجيل وهو مجلة شهرية ومجلة الفكر السياسي وهي مجلة ربعية ومجلة التراث وهي أيضاً ربعية إضافة إلى مجلة الآداب وهي فصلية إضافة إلى العديد من الكتب.