الجذور التاريخية لفكر “داعش” التكفيري ودور الصهيوأمريكية في إحيائه خلال ندوة بثقافي أبو رمانة

الجذور التاريخية لفكر “داعش” التكفيري ودور الصهيوأمريكية في إحيائه خلال ندوة بثقافي أبو رمانة

ثقافة

الثلاثاء، ١٢ يوليو ٢٠١٦

ركزت الندوة الفكرية التي أقامتها أمانة دمشق للثوابت الوطنية بالتعاون مع المركز الثقافي في أبو رمانة في محاضرة فكرية بعنوان “قراءة في فكر “داعش” الإجرامي” على الجذور التاريخية لهذا الفكر التكفيري والدور الذي لعبته الصهيوأمريكية في إحيائه وارتباطه العضوي بالفكر الوهابي.

وجاء في الندوة التي ألقاها الباحث الدكتور نبيل طعمة أن الغزو الثقافي الذي تعرضت له سورية خلال الحرب ضدها محاولا تفتيتها بدأ بتخطيط صهيوأمريكي يقوم على تأصيل الفكر الوهابي الذي يعتمد على القتل والتدمير وإقصاء الأديان والطوائف والمذاهب الأخرى.

أما الغاية من تنمية الفكر الداعشي بحسب طعمة فهي القضاء على سياسة الجمهوريات في الأمة العربية وخاصة العلمانية التي تتحرك باتجاه الإسلام الصحيح الذي يحترم الآخر ويتعامل معه في سبل العيش والحياة والبناء الحضاري المشترك وإظهار شكل متطرف للدين على أسس وهابية رسمته الصهيونية العالمية بهدف تقسيم الوطن العربي والمنطقة.

ورأى طعمة أن التراجع الثقافي وانحدار مستوى الإبداع والتجديد ترك منافذ ضعف جعلت بعض المجتمعات ترزح الآن تحت وطأة الصراع مع “داعش” و “النصرة” وغيرهما من التسميات المصنوعة في المختبرات الأميركية والصهيونية والتي جاءت بحجة الربيع العربي لافتا إلى أن الحلم الوهابي يسعى للسيطرة على العالمين العربي والإسلامي لإبقائهما في تخلف دائم مؤكدا أن الموت الحقيقي هو موت الثقافة والفكر في شخصية الإنسان.

وقال طعمة في محاضرته: “يقدم تنظيم “داعش” الإرهابي صورة مغلوطة عن الجهاد الذي لا يعني القتل والموت وهذا النمط ترك أثرا مخرباً في أفغانستان التي تعاني من الإرهاب التكفيري ومن تنظيم القاعدة الأب الحقيقي لـ “داعش” و “النصرة” والتي تريد القضاء على الإسلام الحقيقي واستبداله بالقتل والتخريب”.

ودعا طعمة المثقفين والإعلاميين لأخذ دورهم في مواجهة هذا الفكر الذي بدأ تنظيم القاعدة بتكوينه منذ مطلع السبعينيات لتحقيق كل أسس الجهل وسبله في الأخلاق العربية مؤكدا أهمية القيام بالواجب الوطني والأخلاقي والديني لأن الإسلام هو دين الترابط مع الأديان الأخرى والذي اعتمد على المساواة ومحبة الغير والعدالة الاجتماعية والإنسانية ورفض القتل والذبح والتنكيل فلا بد للمثقف والإعلامي أن يدرك خطورة هذه الحرب وضرورة التصدي لها.

يشار إلى أن الدكتور طعمة باحث له عدد من المؤلفات في شتى مجالات الفكر منها فلسفة التكوين الفكري وتاريخ الديانات الإنسانية الأمم والدول ومجموعات شعرية منها المدائن والغزل وحينما التقيتك كما أنه مدير دار الشرق للطباعة والنشر ورئيس تحرير مجلة الأزمنة.

محمد خالد الخضر