أنا الشام..معرض للفنان التشكيلي أسامة جحجاح

أنا الشام..معرض للفنان التشكيلي أسامة جحجاح

ثقافة

الاثنين، ٨ فبراير ٢٠١٦

ريم الحمش
برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية أقامت مؤسسة الوعد الخيرية معرضاً فنياً بعنوان أنا الشام للفنان التشكيلي أسامة جحجاح, ويعود ريعه بالكامل لمصلحة جرحى الجيش العربي السوري.
ضم المعرض /24/لوحة بتقنية كمبيوغرافك حيث مزج بين الفن الحديث والفن القديم أي بين الديجيتال والزيتي والإكريليك لتقديم عمل تشكيلي واحد بأسلوب تعبيري يكشف عن رؤية عصرية مميزة, فهو يجمع الماضي والحاضر في بوتقة حداثة فنية تؤدي إلى إنتاج شيء جديد يعتمد على الماضي ويتأثر به متلاعباً بالألوان القوية الأبعاد والصياغة والمحاكاة التمثيلية المشحونة باللون والمعنى، والتباين، والتناغم المتوازن لونياً وموسيقياً ما يؤثر على النفس والإحساسات، وضعها
جحجاح على سطح تتباعد فيه الأشكال الحسية والضوء، والظل وكأنه يمارس خدعة بصرية تفتح الحواس على موسيقا الألوان مقتحماً بذلك المفاهيم القيم البصرية بوضع البنية التشكيلية في مشهد تمثيلي إيمائي تختلط فيه الأزمنة ويعالج من خلالها مفهوماً إنسانياً، ليحوله المتلقي إلى مفهوم يكتشف من خلاله المعاناة الإنسانية التي يطرحها الفنان في لوحاته الفنية الزاخرة بالحركة واللون، والهندسة البنائية المعتمدة على التصاعد النسبي في درجات اللون، والارتفاع والتناغم لأشكال واقعية تملك شرعية التعبير عن نفسها رمزياً وفق نسق من الدلالات المضمنة والمخفية جعلنا الفنان نتعاطف معها بعقلانية، وكأنه يمارس فن التجويد ولكن باللون والشكل والرؤية المثير للخيال والحس والجمال.
يقول التشكيلي جحجاح: دمشق جنة الله على هذه الأرض...مدينة لا تموت هي.. الشام جميلة.. والجمال لا يموت هي لوحة أشعر بها مطبوعة على جدران القلب ولا يهم إن كانت مطبوعة على ورق أو قماش، لطالما احتضنت مشاعري وأحاسيسي, بسمائها وشمسها، وألوانها التي لا تشيخ محملة بأكاليل الياسمين لحكاية حنين لا تنتهي تفتح نوافذ الأمل نحو مستقبل زاهر.
عن الإبداع في الفن التشكيلي يقول: الإبداع في الفن لا يضاهيه أي إبداع آخر, وهو هبة الله للإنسان, والحياة مسرحاً للخلق وصناعة قيم الجمال والمحبة, والميل نحو درجات مرتفعة باتجاه الخيال والأحلام, بالإضافة إلى كونه نتيجة تراكم خبرات واستعدادات نفسية وجهد ومثابرة,
نلاحظ في أغلب اللوحات بصمة اللون الأزرق الفيروزي، والذي يريد عبره جحجاح أن يردّ عين الحسد عن الشام يقول: يعتبر اللون الأزرق من الألوان الباردة، الباعث على الثقة، والهدوء، والمثابرة، والاحترافية، والتركيز، والقوة, وهو يذكرني بالبحر والسماء، وهو الأكثر تعبيراً عن الطبيعة التي نراها ونلمسها, وقد استخدم عند الكثير من الشعوب ومنها العرب لطرد الشر والوقاية من العين فوضع لذلك الخرز الأزرق كتمائم للأمكنة وللأشخاص, وفي لوحاتي لأحمي الشام من عين الحسد الشريرة ولتعود الشام آمنة سالمة.
ويعد المعرض الرابع للفنان التشكيلي أسامة جحجاح وهو من مواليد 1972 وتدرب على الرسم والفن بأنواعه، فبدأ من الخط والزخرفة وتطور في فنه مستخدماً جميع الوسائل وسخر الكمبيوتر في لوحاته واستخدم الكولاج الرقمي ودرس الفن دراسة خاصة شخصية الطابع لم تنح منحى الأكاديمية، حيث شارك في معارض جماعية عديدة لكن تظل معارضه الفردية الأبرز فالأول كان بعنوان: لمسات في المركز الثقافي العربي في العدوي عام 2007 والثاني بعنوان حلم عام 2008 والثالث قدم في المكان نفسه بعنوان كولاجات دمشقية.
بين أن اختياره للون الفيروزي لمعظم لوحاته جاء رمزاً للخرزة الزرقاء التي تضعها الأنثى الجميلة منعا للعين والحسد وذلك رمزاً للشام الجميلة وما تتعرض له من حرب إرهابية تكفيرية تسعى لدمارها وتخريبها موضحاً أن ما يقدمه يأتي في إطار الفن الملتزم بقضايا الوطن موثقاً في عدد من لوحات المعرض الأعمال التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة بدمشق وبعض المحافظات السورية بهدف تعريف الأجيال القادمة بما فعله أعداء الوطن بحق الشام مدينة الحياة والحضارة والسلام
عالمي...
سورية بلا حرب..هكذا يحبها كارامورزا
 سورية بلا حرب أمنية السوريين الشرفاء وأمنية كل سائح عربي وأجنبي زار أوابدها التاريخية وآثارها ومدنها وأريافها، شرب من مائها واستقبل ببشاشة أهلها وطيبتهم، هذا ما أراد الفنان الروسي غيورغي كارامورزا قوله من خلال معرضه الذي افتتحه في معهد التراث الثقافي التاريخي في موسكو تحت عنوان: سورية بلا حرب
وتضمّن المعرض لوحات تصور دمشق بمآذن مساجدها ونواقيس كنائسها وعراقة صيدنايا ومعلولا ومدن وبلدات سورية تتحدث عن ليال شرقية اعتاد عليها السوريون في سمرهم قبل أن يخيم الإرهاب الأسود بثقله على سورية, وجسد كارامورزا في لوحاته صور ذاكرة تعبر عن أرض مزهرة جريحة وعن الجمال عندما يتربص به الشر.
وذكر في البروشور الخاص بالمعرض أنه أراد أن يعبّر بريشته عن أن السخرية السوداء المتجسدة في الأراضي السورية المقدسة هي لإبعاد الإنسان من الجنة، لكن هذه المرة كانت قائمة الإبعاد طويلة جداً وشملت وطناً بأكمله من دون خطيئة يرتكبها، وكيف انتشرت فظائع الرذيلة والنفاق لدى الرسل الدجالين وأزاحت الحرب أيقونة السعادة والمحبة عن وجوه السوريين وعن حضارة سورية وطبيعتها الخلابة.