أعمال خريجي مركز أدهم إسماعيل في دائرة الضوء

أعمال خريجي مركز أدهم إسماعيل في دائرة الضوء

ثقافة

الاثنين، ٢ نوفمبر ٢٠١٥

ريم الحمش
مثل المعرض الفني للطلاب الخريجين من مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية الذي احتضنه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة نقطة انطلاق لدى الجيل الفني السوري الشاب.
ومن هذا المنطلق حرص المركز على تحقيق مهمته المتمثلة بقدرته على إثراء الملكات الفكرية للطلاب وتمكينهم ليصبحوا مبدعين، وحثّهم على رؤية المستقبل وهم مقتنعون يقيناً بقدرتهم على تأدية دور حيوي في صياغة المستقبل الفني للساحة التشكيلية السورية.
الطلاب هم: إسراء البديرة، صفاء غالب إلياس، لوران عثمان، رهف الهرباوي، آلاء مارديني, غفران العبد، روان التكريتي، زبيدة الصالحاني، مازن السادات، حمدان العساف، حسن عبارة، هشام المليح، نسرين ظاظا، نوار توتنجي، رنا الجبر، مجد سليم، وأماني رضا, نورا معاوية أسعيد, لما البيطار, منيرفا محمود مرعي, فاطمة عبد الناصر النقشبندي, أسيمة بدوي جاويش, رنا شاكر غزالة.
الأستاذ قصي العبد الله الأسعد مدير مركز أدهم إسماعيل يقول: يضمن المركز تنمية مواهب الطلبة عبر الدروس النظرية والعملية، على مدار سنتين مملوءتين بكل التقنيات الفنية المنهجية، لمن لم تُتَحْ له إمكانية الدراسة الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة أو معهد الفنون التطبيقية، وذلك عن طريق مدرسين أكاديميين وفنانين معروف عنهم خبرتُهم الطويلة في مجال الفن التشكيلي السوري، مثل الدكتور يوسف البوشي رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة، والفنان فواز سلامة من قسم النحت, والفنان الأستاذ حسن حسن, والفنان اسماعيل نصرة.
 تضمن المعرض 23 لوحة اعتمدت تقنية الرسم بالألوان الزيتية، حملت مواضيع مختلفة من الطبيعة, البورتريهات, البيئة, والطبيعة الصامتة تمثل سمات خاصة لكل طالب.
 تميزت أعمال الطالبة نورا معاوية أسعيد بدقة الخط واختيار الألوان المناسبة، حيث اختارت موضوعها حول رمزية المرأة , والطالبة لما البيطار اختارت مفردات من الطبيعة الصامتة, وعن ذلك تقول: إن رؤية مثل هذه اللوحات يسرّ العين ويبهج القلب،لأنها تذكّرنا بالطبيعة وبالتنوّع الذي خلقه الله فيها ولعلّ هذا هو سبب افتتان الناس بها وباقتنائها لتزيين البيوت وأحياناً أماكن العمل, أما الطالبة منيرفا محمود مرعي فقدمت البورتريهات كلوحة من دون التركيز على ملامح الوجه, ونتجه إلى رسومات البيئة كلوحات فاطمة عبد الناصر النقشبندي التي نقلت روح البيئة الريفية بينما قلّ عدد اللوحات التي تركّز على موضوعات اجتماعية كاللوحات الثلاث للطالبة أسيمة محمد بدوي جاويش الطفولة المعذبة,مستندة إلى ألوان بنية غامقة, وجاءت لوحات الطالبة رنا شاكر غزالة مقتبسة من القول الياباني الشهير المنقوش على أحد المزارات اليابانية: لا أرى شرّاً، لا أسمع شرّاً، لا أتكلم شرّاً بتعديلاتٍ ذكية لتؤكد أن دور المرأة لا يقتصر على التزيين بل لها مشاركة أساسية في حلو الحياة ومرها, وقد اختيرت لوحة الطالبة آلاء مارديني لتكون صورة بروشور المعرض ممثلة بالطبيعة الصامتة قدمتها بألوان تعبيرية مميزة.
الفنان التشكيلي أدهم إسماعيل
يُصنف الفنان أدهم إسماعيل ضمن التشكيليين المؤسسين للحركة التشكيليّة السوريّة الحديثة, وهو من مواليد أنطاكية 1922, درّس مادة الرسم في أكثر من ثانوية ومعهد، على امتداد الوطن السوري منذ عام 1948, كما كان في عداد الفنانين الأوائل الذين أوفدوا لدراسة الفن في إيطاليا عام 1949، ومن الذين رافقوه الفنان الرائد محمود حمّاد, شارك الفنان إسماعيل في معظم النشاطات والتجمعات والمعارض الفنيّة منذ عام 1949 حتى رحيله في عام 1963، كما قام بتدريس مادة الفسيفساء الفريسك وتاريخ الفن في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق التي تأسست عام 1960 كمعهدٍ عالٍ للفنون الجميلة من قبل مجموعة من أساتذة الفن في مصر وسورية، وكان يتبع يومها لوزارة التربية، ومنذ عام 1963 تحوّل المعهد إلى إحدى كليات جامعة دمشق حصلت أعماله الفنيّة على عدد من الجوائز وكثير من الاهتمام المحلي والعالمي.

عالمي...
معرض النحات ماورو كوردا الشكل الإنساني مصدر الرؤية النحتية
يقرأ الفنان ماورو كوردا (Mauro Corda) دورة الحياة من خلال المادة النحتية التي تتشكل بليونة قادرة على بث حركة الخطوط الفراغية التي يتلاعب بها لتكون كجزء نحتي ذي تقاليد كلاسيكية إنما تحاكي الجوهر الإنساني وتغيراته الزمنية من حيث التكوين والحركة ورمزية الواقع من خلال ليونة المادة وقساوتها التي يخاطب بها ماورو كوردا المتلقي بفن جمالي حركي خاضع لروحية المادة، والقدرة على تشكلاتها وفق أبعاد يحددها بصرياً بالخطوط الفراغية غير القابلة للمزج مع مادة يختارها تبعا للكتلة، وترجمتها وانفعالاتها العاطفية والعقلانية وصقل الحجم المتناسب مع الطول والعرض والليونة التي يمدها وفق انحناءات عاطفية تمثل الحركة فيها تشابكات بصرية ذات إيقاعات ذاتية لها موضوعيتها من حيث التطلعات الرياضية في بناء الكتلة أو الجسد الإنساني.
يشكل الجسد في أعمال الفنان ماورو كوردا في غاليري Mark Hachem Gallery)
مادة حية تمنح المجسمات ألقاً بصرياً قادراً على المحاكاة الهندسية المرتبطة بالنسب الذهبية، والفضاءات التخيلية التي تميل إلى المنحنيات المرنة أو المائلة أو تلك التي تنسجم مع الجسد والفقرات والقطع الصغيرة ذات الصقل البصري والإيقاعي في تضاده وانسجامه ونسبة تعاطيه مع المادة البنائية التي تترجم أحاسيسه الفنية بجمالية لها خاصيتها النحتية الملموسة أو المحسوسة في بعض منها، لتكون المادة النحتية هي النواة الحقيقية للكتلة التي يسخرها لأهدافه الحركية قبل النحتية، وإن بتوازن بين الحركة والمادة والتعاطي مع الأبعاد وجماليتها وبنية تكوينها بخامات يصقلها برؤية حركية.
يمكن إدراك المادة بصرياً في أعمال الفنان «ماورو كوردا» من ملمسها الحسي والمادي على السواء مركزاً بذلك على الظل أي على وجود المنحوتة، والإيحاء بعمقها الفني أو بمنحى آخر الوجودي، حيث يحتل الحجم في أعماله نسبة فنية عالية ما يعطي المساحة خطوطاً إضافية ومخيلة تتصل بالشكل المعنوي والحسي أو المحسوس والملموس، والمعاني الأسلوبية في حبك الخطوط ضمن إيقاع منتظم وانفعالات تتناغم مع المحاور الاختزالية التي شذبها ومنحها مضموناً آخر.