معرض الخريجين الأول في صالة الشعب

معرض الخريجين الأول في صالة الشعب

ثقافة

السبت، ١٧ أكتوبر ٢٠١٥

ريم الحمش
أكد الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين خلال افتتاح معرض الخريجين الأول في صالة الشعب للفنون الجميلة أنه ستظهر على الساحة الفنية أسماء كثيرة من خريجي اليوم أغلبيتهم من يبحثون في خصوصيتهم، وهنا التنافس في حد ذاته ظاهرة جميلة، فالجيل الجديد لا تقيده حدود ولا ينظر إلى من حوله فقط بقدر ما يبحث عن سبل التطوير والتحديث ويفاجئ الجمهور في كل معرض بإبداع متجدد نتيجة تفاعلهم مع ما يحدث في عالم الفنون من تسارع في تقديم ما هو معاصر وأحياناً غريب, هذا ونصح العر الفنانين الواعدين بضرورة الاستفادة من خبرات الفنانين الكبار وتجاربهم في الأساليب الصحيحة في استخدام الخامات والتكنيك وحتى يستطيعوا أن يساهموا في إثراء الساحة الفنية وتكون لهم خصوصيتهم التي يسعون دائماً إلى تحقيقها على حسابهم المعرفي, وأن غداً سيتغير وجه الساحة التشكيلية وسيقدم هؤلاء الشباب إبداعات أكثر ملامسة لكل جديد في هذا العالم الذي نحن جزء منه ولدينا الاستعداد للتعامل معه بمزج ما وصل إليه من تطور بقيمنا وتقاليدنا ولنا في هذا المجال الكثير من التجارب والمساهمات من تشكيليين شباب ومن رواد يحملون وعي مدعم بالثقافة وبكيفية توظيف القدرات الذاتية والجماعية لتقديم فن له خصوصيته يلاقي القبول والتقدير على المستوى المحلي والعالمي.
 التشكيلي صبحي ريا خريج 2014 أحد منظمي المعرض وعضو في مجموعة تريو لتنظيم المعارض الفنية التي تضم كلاً من علي العايق وراما السمان, قال: هذا المعرض الثاني من تنظيم المجموعة بعد معرض قمح في شباط الماضي, وقد بادرنا بإقامته برعاية اتحاد الفنانين التشكيليين وبمشاركة أربعة وعشرين خريجاً من كلية الفنون الجميلة بدمشق دفعة 2015, حيث يقدم كل خريج عملين في مجالات التصوير والنحت والحفر تمثل مشاريع تخرجهم التي عرضت بمبنى كلية الفنون الجميلة أمام لجنة تحكيم من الأساتذة كمشاريع تخرج لمدة زمنية قصيرة فأردنا كلجنة منظمة أن نجذب اهتمام المتلقي بتنظيم هذا المعرض الذي شكل رؤية إنسانية وجمالية ما يؤثر إيجاباً في الذائقة العامة في تقديم فنانين جدد خلال السنوات القليلة المقبلة.
الخريجون هم : آمنة فياض, ربى الوتار, رشا عباس, سعدى علو, ريم الحايك، روان عودة, شادي العايق, نور وردة, صبا فطوم, لين السمان, هيفين أحمد, يارا سلوم، سالي الصايغ, هدى داوود, يمام غنوم, دانيا ملص, راما خريبة, صلاح الدين الجاسم, غالية الحجار, فاطمة أبو جبل, نرجس عبد اللطيف, نور الهدى زنتوت.
الخريجة سعدى علو قدمت لوحاتها بأسلوب الغرافيك مشاهد من طبيعة القرى وتقول : لم تكن ذاكرتي قادرة على تخزين صور جديدة ومشاهد من الواقع المؤلم الذي وصلنا إليه فكان الملاذ الأكثر أماناً لي من قريتي، أما الخريجة نور وردة فهي تصور في لوحاتها دور المرأة بشكل مثالي وتبرزها بشكل جميل ومتفائل غير التقليدي, وتقول: المرأة مصدر للوحي والإلهام والقوة والحياة أينما تواجدت, فتحركت خطوطها وفق لوحة وداد مرنة، حية تتصل بتأملات شخصية تعمقها اختزالات الخطوط في عنفوان وحركة اللوحة الأكبر مساحة, وتمثلت أعمال الخريج شادي العايق التي حملت عنوان : حالات من بلدي على تحقيق تكوين يأخذنا إلى شيء من الفطرية المحببة والقريبة إلى القلب فتراه يراقب الوجوه وينتقي المعاني من بين البشر يسجل تفاصيل سطرتها الأيام على وجوه الكهول بلمسات ناعمة يقلب الصفحات ويتفحص الملامح ويعالج الأضواء ينخرط تفصيلاً في مفرداته, فكل لوحة لديه تمثل لحناً من المشاعر تفوح صدقاً وإبداعاً.
 أما الخريجة نرجس عبد اللطيف فقد شاركت بعملين نحتيين تحت عنوان إيماءات مستخدمة في العملين مادة البوليستر عكست معاناة المرأة في الأزمة الحالية, واستمرارها في التصميم على البقاء والعطاء اعترافاً بمكانتها ودورها الخلاق في الحياة والحب والحق والجمال.
ريم الحايك شاركت بلوحتي غرافيك تحت عنوان كيان خاص اشتغلت فيهما بأسلوب الطفل البدائي وعفويته باحثة عن إنسانية الإنسان مترجمة لنا هواجسها عبر أحلامها وعبر توهجات خيالها المتناغمة مع حنين الطفولة وبهجة الحب والفرح والأمل القادم.
 واختارت الفنانة لين السمان عنواناً للوحاتها من دمشق قدمت فيها زوايا من البيوت الشامية القديمة بأسلوبها الخاص بهدف الحفاظ على هذه المعالم الأثرية وإحياء ذكرى حكايات أجدادنا وذكرياتهم, وللتمتع بتراث الماضي وتطور الحاضر، وتقول: الفن الحقيقي يعطي قيمة لكل مكان يوجد به أما بالنسبة للبيوت الدمشقية فهي تضفي رائحة الياسمين والعبق الحميم, مظهرة من خلال مجموعة الخطوط حساسية ورهافة عاليتين، اعتمدت فيها على التبسيط والاختزال في الرسم لصالح التعبير من خلال تكثيف التهشير في أكثر من منطقة من العمل الذي ترك ظلالاً متباينة بدرجاتها أغنى من خلالها الصمت الذي ساد على ما تبقى من السطح الأبيض.
 ومن خلال حالات خاصة بالمسنين قدمت روان عودة عملين بعنوان: الزمن وتقول: الزمن..هو عنوان أعمالي ولكن هو ليس النهاية.. بل هو نقطة البداية،
وذلك بتقنية الطباعة الخشبية والحجرية جسدت كينونة المعاني التي يسودها الصفاء كأنما تحاول الفنانة أن تعلن قدرة اللوحة على احتواء تناقضات الحياة وتحويلها إلى ممكنات، فانفعالات الداخل ومعاناة الروح لا تنفي هارمونية العلاقة بين الكائن والمحيط، وتسامي النفس إلى مستويات يتحقق فيها الانسجام والسلام.
***************
 عالمي...
أرسم على أوراق الشجر
قررت الفنانة البولندية جوانا ورزاكا أن ترسم على أوراق الشجر، مبتكرة طريقة جديدة لتقديم إبداعها في الفن التشكيلي، حيث استخدمت أوراق الشجر المتساقطة في الخريف لإبداع أجمل اللوحات, وتقول: إن الإبداع الطبيعي في ألوان أوراق الشجر المتساقطة بألوانها الأصفر والبرتقالي والأحمر، وهو ما ألهمها باستخدام هذه الأوراق في رسم لوحاتها، حيث تتحول الورقة إلى قماش اللوحة, وتضيف: خلق الله الجمال في كل شيء حولنا، حاول أن ترى هذا الجمال، وتستلهمه في إبداعك.