أعمال التشكيلي أحمد الخطيب..مفردات جمالية تحقق البعد التعبيري

أعمال التشكيلي أحمد الخطيب..مفردات جمالية تحقق البعد التعبيري

ثقافة

الاثنين، ٣١ أغسطس ٢٠١٥

ريم الحمش
يعمل الفنان التشكيلي أحمد الخطيب وفق تصورات ورؤى مركزية يوزعها وفق طريقته وتجربته المميزة التي تتجاوز كل ما هو كلاسيكي إلى ما هو معاصر.
يتجه الفنان إلى صناعة شخوصات واقعية متنوعة, وهو لا يقف عند نمط واقعي منفرد بل صناعة أشكال من الطبيعة يصيغها في ألوان بروابط متناسقة، يكثف بها الفضاء فتتراءى مطبوعة بخصائص ومميزات تؤصل لفلسفة جمالية فريدة، تستجيب لضرورات العمل حتى يجعل المتلقي قادراً على التجاوب والتفاعل مع فنه بواسطة إعادة تشكيل عناصر العمل الفني ضمن علاقات مغايرة لا ينتهي عندها العمل في حد معين وإنما ينبئ بدلالات ومعان مختلفة تساهم في تكثير المعنى تبعاً للشروط الفنية الجمالية والمعرفية باشتغاله المميز بكل المقاييس والأدوات التشكيلية المعاصرة.
يعتمد التشكيلي أحمد على الاشتغال في المنحى التعبيري الواقعي على مساحات متوسطة وكبيرة وبكتل وألوان متناسقة وخفيفة، مع العناية الفائقة بقيم السطح، وانتقاء الألوان بدقة كبيرة، فهو يبرع بامتياز في كل أساليب التزيين الفني المتميزة بالخصوبة في الإبداع والانزياح عن المألوف في التعامل مع طروحات المادة التشكيلية المشتغل عليها، حيث ينطلق من رؤية جمالية فكرية خاصة،لأنه يرتكز أساساً على الرؤية الجمالية في التشكيل وإحالة العمل الفني في عمومه إلى أعمدة الدلالات, وإبداء الجماليات المختلفة وتوظيف المفردات التشكيلية النادرة التي تستقي من الواقعية وفن البورتريه الواقعي مادتها الخصبة بتدرجات لونية جمالية ينسجها الفنان وفق بنائه الفضائي بإضافة عناصر فنية جديدة، فاستخداماته الفنية وتثبيته لعناصر البورتريه بانسجام تام بين كل المكونات التشكيلية يعكسه المزج بين ملامح الألوان الراقية تبعاً لنسق الحياة الجميلة والمفعمة بالحركة، فتجسيد الأشكال المختلفة بموتيفات شكلية يعيد صياغتها بأنساق لونية قوامها الجمال ليمنح أعماله حركة وموسيقية، وهو بذلك يمزج بين الهدوء اللوني وبين المفردات والأشكال والكتل التي تحرك الفضاء بتقنيات عالية, واحترافية ظاهرة تركب بين المنحى الجمالي والتعبير بأسلوب تشكيلي معاصر، فيتجلى حسه الفني في التخفيف والجودة اللونية والدقة في الرسم وفي التقاطعات والوصل بين مختلف المفردات الفنية التي تشكل العمل التشكيلي لديه فيتحقق في أعماله التجاور والتنوع ويسعى في كل لون إلى تحقيق توازن مع لون آخر أو عبر وحدة الشكل والبناء والرؤية والأسلوب، فيفضي ذلك إلى مضامين تكسب أعماله الفنية قيمتها الجمالية والفكرية التي يسعى الفنان من خلال حوارات داخلية لا متناهية تمييز خطابه التشكيلي ليرسي من خلاله التخصص في أسلوب واقعي تعبيري مبني على قاعدة من الألوان الجميلة الراقية المعاصرة والأشكال التعبيرية المفتوحة، يقارب بها بين المبنى والمعنى وبين التقاسيم النغمية نتيجة إحساس مرهف بالجمال، ومخيلة خصبة تجد لها طرقاً تأويلية متعددة, إنه بذلك ينتج لدى الناقد أو المتلقي سلسلة من القراءات المتغيرة، كما أن توظيفه لجملة من العناصر التي تنبذ الشكل الواحد للمعنى يجعل من فنه الراقي أداة مصدرية للفهم والإدراك الجمالي داخل المنظومة الواقعية التشكيلية, فاتخاذ التوليف والتكامل والتنسيق في التنفيذ، يستنطق المكنون، ويغوص في الواقعية الإنسانية بتفكير وجودي إنساني معبر عنه من خلال جملة من التجليات التي تروم الوجوه الإنسانية، فيوظفها بسيل من الألوان الزاهية الراقية، وهو بذلك يجعل أعماله ناطقة بأبعاد متنوعة ليحرك سكون الفضاء بكل محتوياته التشكيلية، بمنمنمات واعية جمالية خصبة تمتزج فيها الأساليب الحديثة والمعاصرة في فن الرسم بمرتكزات ومقومات تفضي إلى مسلك إبداعي جديد يكشف عنه المنحى اللوني الجمالي والدلالي يفصح عن ذلك بشكل جلي التركيب اللوني المفعم بالخصائص الفنية البالغة المعادلات الموضوعية كالوجه والطبيعة مثلاً وتطويع كل العناصر التشكيلية حيث يتم التمييز بين النسيج، الشكل، واللون ليروم أسلوباً يتفاعل مع مسالك لونية مختلفة ومتنوعة بتوظيفات خاصة وبوجدانية، وواقعية إيحائية تدعم القوة التعبيرية المعاصرة.
أحمد الخطيب, من مواليد دمشق 1985,خريج معهد إعداد المدرسين قسم العمل اليدوي 2003, خريج مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين, عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية, عضو تجمع فناني فلسطين, مدرس فنون جميلة في المركز التربوي للفنون التشكيلية, له عدة مشاركات منها: معرض الربيع 2009 -2010, معارض يوم الأرض 2009 – 2010 -2014, معارض مشتركة في المركز الثقافي العربي أبو رمانة 2010, معارض تجمع فناني فلسطين في العامين 2013 – 2014 في صالة الشعب والمركز الثقافي العربي في جرمانا والمنتدى الثقافي وحنين آرت غاليري والمنتدى الثقافي العراقي وفي بيت السلام, معرض عين على سورية في خان أسعد باشا 2014, معرض فردي بصالة جدل 2012.
عالمي....
وجهان لقطعة واحدة..على مقربة من الفن
يقام منذ أيام في صالة إكسود في بيروت، معرض جماعي يحمل عنوان وجهان لقطعة واحدة ويستمر حتى يوم 4 سبتمبر المقبل لخمسة فنانين هم: إبراهيم زود وسيمون حبيب صفير وشاهين رفول وناهيل صقر وميشال الهاشم.
تتوزّع الأعمال بين منحوتات ولوحات، إذ يحاول كل فنان مشارك أن يستغل تقنية ما لإبراز أبعادها الفنية فتشتغل ناهيل صقر على الضوء كتقنية تتيح إخراج تصميماتها الموجّهة للاستعمال الديكوري من حيّزها المنفعي إلى رؤية فنية، فيما يسعى إبراهيم زود إلى إضفاء حركة على المادة، إذ يقدّم عدداً من المنحوتات القابلة للتحريك أو يضع فيها مكوّنات ديكورية في شكل يوحي بالحركة, تظهر في المعرض أيضاً عملية تراكم مقصودة للأعمال، حيث إن المشاهد يلتقط بنظرة واحدة ما يقارب خمسة أعمال وهو ما نجده بالخصوص في معروضات ميشال الهاشم لا سيما حين توضع المنحوتات أمام اللوحات مباشرة من جهته،يوظف شاهين رفول أبعاداً تزيينية نجدها في فنون تصميم الحلي أو النقوش التجميلية في منحوتاته بينما يشتغل سيمون حبيب صفير على الطبيعة وألوانها مبتعداً عن الجو العام للمعرض، ولكنه جزء من اختصاصه المهني كمصمّم ديكور.