أسامة دويعر شاعر الألوان يرسم بالكلمات ويكتب بالرسم

أسامة دويعر شاعر الألوان يرسم بالكلمات ويكتب بالرسم

ثقافة

السبت، ٦ يونيو ٢٠١٥

ريم الحمش
أسامة دويعر.. شاعر وفنان تشكيلي متعدد المواهب سافر مع الإبداع الفني خلال مسيرته الفنية بين أقاليمه السحرية وتضاريسه الآسرة.. تفنن في المزج بين الواقع والمتخيل بقوة تعبيرية روضت الألوان بلمسات شعرية مرئية قل نظيرها باحثاً عن
الحرية والأمل.
تطرح لوحات الفنان التشكيلي أسامة دويعر بخصوصية فنية وتشكيلية متميزة جمالية التفاعل مع إيقاعات اللون والمترسخة في ذاكرته ووجدانه هاجسه التعبيري العاطفي لمنطلقات الصياغة اللونية الزاهية والتأليف التشكيلي الحديث غايتها تبليغ رسالته الفنية المعنية بالطبيعة والحالات النفسية للإنسان, وتفجير مخزونه الإبداعي على سطح اللوحة الأبيض في حين يستوعب الورق كل أحاسيسه، إذ يعد نفسه جزءاً من هذا الواقع وهذا المجتمع, واللوحة بالنسبة له تمثل حالة من الفرح والسعادة، يرى فيها وطن, ملاذ، حلم، موسيقا, لقاء, شعر, قصة نتعلم منها الصمت وحُسن الاستماع, تدريب على التخييل تحليق إلى هناك حيث تولد الأحلام, وبحسب رأيه للإنسان ذاكرتان انطباعية، وأخرى مخفية، لا يعلم متى تظهر وعلى أي شكل.. ربما تظهر في هيئة لحن جميل أو كلمات شعرية، أو قصة أو رواية أو لوحة تشكيلية.
لا يكتب دويعر الشعر والنثر بالكلمات فقط بل بحضوره المتجلي بنزعته الإنسانية
التي لا تفصل الجمال عن تصوره للحب.. للحياة والطبيعة من دون حدود.
التشكيل والشعر
وعن العلاقة بين الكتابة والتشكيل يقول: إن الكتابة تصوير والتصوير كتابة وإن
الرسم شعر صامت، في حين إن الشعر هو رسم ناطق، وبالتالي فالرسام التشكيلي هو شاعر الألوان والأشكال والمساحات التي تضج بالضوء، في حين إن الشاعر هو فنان يرسم بالكلمات وينشئ عوالمه في مختبر اللغة وعبر كيمياء الكلمة.
التشكيل والمسرح
عن علاقة التشكيل بالمسرح يقول: المسرح أبو الفنون فهو يجمع بين كل أنواع الفنون.. عالم له مفاتيحه الخاصة, وعالم الفن التشكيلي يجمع بين المسرح والشعر لما يحمله من جمالية روحانية غنية بالأحاسيس والمشاعر تتكون داخل كل فنان، بمشهدية درامية فأنا أعمل في المسرح كما أعمل في التشكيل والعكس صحيح.
التشكيل والمرأة
عن علاقة التشكيل بالمرأة يقول: بين المرأة والرسم شيء مشابه للطبيعة..اذ تتميز بسحر جمالها وبالرقة والهدوء والإحساس وكلاهما يحاكي الأحاسيس, ويناجي القلب بصوت الأنوثة الفياض والحس المرهف الذي تتسم به الأنثى, لتدل على تساؤلاتها, وحيرتها وحزنها وألمها وحلمها وهدفها, وتدل على كشفها لزيف الواقع, وعلى ثورتها واعتراضها وطموحها, وأضيف عاملاً ثالثاً مهماً يعد المحرك الأساسي هو الوعي العميق بجوهر الأنوثة ومهمتها الشمولية في احتواء العالم بالعطف والحنان.
الفنان أسامة دويعر حاصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية 1984، جامعة دمشق له العديد من المعارض الفردية والعديد من المعارض والمساهمات المشتركة، مصمم سينوغرافيا لمجموعة من الأعمال المسرحية منذ عام 1989 وحتى 2009 إشراف فني لمجموعة من أعمال المسرح القومي، مصمم غرافيكي لمجموعة من بوسترات المسرح القومي، مصمم أزياء لمجموعة من الأعمال المسرحية، مصمم هندسة مناظر وديكور لمجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية.
عالمي....
معرض للفنان الأميركي السوداني محمد عمر خليل في جاليرى المسار
افتتح جون كاسون سفير بريطانيا بمصر بافتتاح معرض: النيل "نهراً للتواصل الإبداعي فنان معاصر من ورثة النهر العتيق للفنان العالمي السوداني الأمريكي محمد عمر خليل، والذي يتناول موضوع الإبداع المشترك بين دولتي حوض النيل مصر والسودان.
النيل النهر الخالد، على ضفافه قامت الحضارات، وبامتداده نشأت الحياة، ويظل دائماً مصدر الإلهام، فمن أجله كتب الشعراء، وتغنى المطربون ورسم الفنانون، فهو نهر للإبداع، بهذا العنوان، افتتح الفنان الأمريكي السوداني محمد عمر خليل معرضه الذي يقام حالياً في مصر للمرة الأولى بقاعة المسار بالزمالك بمناسبة مرور سبعة أعوام على افتتاحها.
فكرة المعرض تدور حول المملكة المصرية القديمة، والتى كانت تضم مصر والسودان قبل انفصالهما في العصر الحديث، من خلال مجموعة أعمال منفذة بعدة خامات مثل قصاصات من بعض الوثائق وأقمشة ومعادن، تعبر عن التاريخ الفني والسياسي للسودان، فلوحاته تضم عدة مشاهد، منها مشهد لكوكب الشرق أم كلثوم وهي تغنى على مسارح السودان وكذلك لوحة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفي مجموعة لوحاته والتى أطلق عليها اسم سالو وهي كلمة سودانية تعني فرع الشجرة العتيقة الذى يترك الشجرة الأم ويسقط على الأرض، عبر فيها عن السودان بعد أن أصبح وطناً مستقلاً، ثم انقسامه إلى دولتي الشمال والجنوب، وفي أحد أجزاء المعرض الثلاثة المعنون وطن تحت الأظافر، تناول الفنان خليل الذي ولد في السودان ودرس في إيطاليا وعمل في مدينة نيويورك، فكرة المواطن والوطن، فيبدو أنه لم ينس هويته ووطنه السودان، ولكن في نفس الوقت لم يكن سجيناً لها ولعل الأماكن التي عاش فيها أوجدت لديه هوية ووطناً جديداً يخرج إلى الورق عند بناء أعماله الفنية, كما رسم عدة مشاهد للمهدي، الطيب الصالح، البشير وبعض رموز الفن، ويضم المعرض أهم أعمال الفنان وتسمى السودان.
محمد عمر خليل من مواليد الخرطوم عام 1936، ويعمل حالياً أستاذاً للفن المعاصر بجامعة بارسنز بنيويورك الفنان قام بعرض أعماله بعدة متاحف من ضمنها متحف المتروبوليتان ومتحف الفن الإفريقي بنيويورك، وجرونوبل بفرنسا، وعدة متاحف أخرى بأوروبا والشرق الأقصى والشرق الأوسط.