عرض لفناني التلفزيون السوري بصالة السيد في دمشق

عرض لفناني التلفزيون السوري بصالة السيد في دمشق

ثقافة

الثلاثاء، ٢٢ أبريل ٢٠١٤

ريم الحمش
 artreem@hotmail.com
تكريم الأم والاحتفاء بها مبدأ اتفقت عليه جميع شعوب الأرض مهما اختلفت أعرافهم ومواثيقهم وعاداتهم وتقاليدهم، فهو عيد الولاء والانتماء والعرفان بالجميل والاحتفال بعيد الأم، هو ترجمة لفضل الأم على أبنائها في حملهم أجنّة ورعايتهم صغاراً وكباراً، وهذا ما أدركه الإنسان منذ بدء الخليقة ليدرك أنها نقطة البداية. بمناسبة عيد الأم أقامت صالة السيد للفنون الجميلة معرضاً للفن التشكيلي، شارك فيه عدد من الفنانين العاملين في التلفزيون السوري هم سحاب الراهب، هيثم عوض، هنادة الصباغ، معد الراهب، بايزرد  قوزويان.
 
مناخات فنية
 ضمّ المعرض العديد من اللوحات التشكيلية والأعمال الخزفية، إضافة إلى بعض الأعمال اليدوية كالتطريز وغيرها، عبّر من خلالها الفنانون عن أهمية ومكانة الأم رمز المحبة والعطاء بأساليب مختلفة ومستويات متفاوتة انتمت إلى عدة مدارس تشكيلية مختلفة.
من المشاركين في المعرض مهندس الديكور معد الراهب خريج كلية الفنون الجميلة عام 1989, مهندس ديكور ومصمم ملابس في التلفزيون العربي السوري, شارك في الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية وفي العديد من المعارض الجماعية, يؤمن بأن الفن لا يعطي أسراره إلا لمن يعطيه حياته وأسراره.. وفي معرضه الحالي تأتي البطولة للمرأة بكل حالاتها محاولاً إبراز عراقتها عبر التاريخ القديم ففي عصور سابقة كانت تحكم من خلف الرجل، أما تقنياً فهو يحاول تقديم تقنيات جديدة لم يستخدمها سابقاً، ومن خلالها يمكن قراءة دلالات ومعاني الفكرة، كأنها حكاية مرسومة على سطح مشغول بتقنية عالية، تبحر في عوالم تراثية وحضارية، بنسق تشكيلي متميز لجهة بناء اللوحة وهندسة مفرداتها، التي تعج بالحياة والفكر والرموز والحكايات، ومزج كل هذه التأثيرات الفنية البعيدة والخاضعة للذاكرة التاريخية، مع ما هو راهن وحيّ ونابض في التيارات الفنية المعاصرة والمنبثقة من فلسفة ورؤية كل فنان على حدة، وهذا التلاحم الفني منح اللوحات بعداً جمالياً بالأجواء السحرية لعوالمه الغارقة في الأسطورة والحلم والألوان.
بينما اهتم الفنان هيثم عوض بالمعالجات اللونية معتمداً بذلك على كثافة اللون وتأثيراته الضوئية بحيث تتحول إلى نسق من البقع والجزيئات وتتحد في التناغم اللوني, فهو يدرك أدواته الإبداعية ولذلك يبقى حريصاً على إبراز كيمياء اللون الذي يتطلب معرفة خاصة تبعاً لكل لون على حدة، لأن لكل خط واتجاه ولون لغة مستقلة وفكرة تستند على التكوين الجمالي للحركة في اللوحة في محاولة منه منْح عمله صوتاً موسيقياً وإيقاعاً بواسطة أدواته المختلفة معتبراً أن الفن التشكيلي بوتقة انصهار بين ذات الفنان وخصائص بيئته.
كما قدمت هنادة الصباغ مهندسة ديكور في التلفزيون السوري بعض الأعمال الفخّارية والأواني المزخرفة ببعض الإكسسوارات والأزياء الدمشقية، وأيضاً هناك جانب آخر من لوحاتها يحمل بين جنباته أجواءً هندية، وأخرى فرعونية عالجتها الصباغ بتقنية الكولاج واشتغلت عليها بمهارة فائقة آخذة بعين الاعتبار الصيغ الجمالية وآفاقها اللامتناهية؛ لأن المعجم الجمالي لديها مليء بحمولات ثقافية وقيم دلالية تتحكم فيها التقنية الجديدة المستعملة والمواد الحديثة التي تتلاءم والغايات التي تنشدها المبدعة.
سحاب الراهب خريجة كلية الفنون الجميلة في دمشق ومصممة ديكور إلى جانب تصميم الأزياء.. حازت على جوائز عدة منها جائزة مهرجان القاهرة عن أزياء مسلسل الجوارح، وهي متفرغة للعمل الفني وتعمل بروح الهاوية, صممت ثياب أكثر من 40 مسلسلاً وفيلماً ومسرحية مثل: مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب, إخوة التراب, وعمل مسرحي خاص بدار الأوبرا عن أبي خليل القباني، أزياؤها تتطلب أنماطاً غير مألوفة، حائرة بين الفانتازيا والتوثيق التاريخي بالإضافة إلى الأزياء العصرية ما يجعل العمل الفني ينطق بجماليات غير محدودة.
 عالمي...
عيون إن حكت.. فعلتْ
في قصر الأونيسكو في بيروت كان حوار النظرات بين الزائرين ولوحات الفنانة التشكيلية الشابة ماريا نصر الله، 43 عملاً لشخصيات تركت بصمتها في هذا العالم في مختلف المجالات من رسم وموسيقى وشعر وتمثيل وشخصيات ثورية أحدثت تغييراً جذرياً بالفكر والأنظمة العالمية في الأدب والشعر والموسيقى مستخدمة الألوان الزيتية، الباستيل، بالإضافة إلى مواد أخرى.
فكرة المعرض هي رسم بورتريه تعبيري لشخصيات أحبّتها الفنانة وأثّرت فيها بطريقة ما، بالإضافة إلى شخصيات محبوبة ومعروفة من قبل المجتمع، وقد ركزت الفنانة على النظرة بكل وجه والتي تعكس مضمون هذه الشخصية، من هنا جاء الاسم "عيون إن حكت"، هو بالضبط ما أرادت، محاكاة اللوحة للناظر إليها، وقراءة مخزون الشخصية من خلال نظرتها بالإضافة إلى عناصر التأليف باللوحة من لون وكولاج وكتابات وغيرها، أيضاً يمكننا تفسير العنوان بقولنا: عيون إن حكت.. فعَلت.
وعن موضوع ضرورة استمرار الفنان بالعمل في هذا الزمن المتوتر تؤكد ماريا بأن الفنان الذي يوصف بأنه (عايش بعالم آخر) دوره أكبر من غيره وواجبه أن يعرّف الناس على عالمه وأن يكون هناك العديد من المعارض والأعمال الفنية الموسيقية والسينمائية لكي نزرع الفكرة الجوهرية بقلوب وأرواح الناس إننا نعرف كيف نعيش بفرح ولون, وبالإضافة للرسالة التي نعمل على إيصالها للمتلقي، هناك الجانب المحلي من الموضوع وهو تعريف الناس على الفن التشكيلي وبناء هوية فنية لبنانية ونشر هذه الثقافة بين كافة فئات المجتمع وليس فقط حصرها بفئة الفنانين أو النقاد.